رسالة الى كل مبتلى
ماذا حل بك ايها الانسان ؟
لقد نزلت بساحتى الهموم والغموم فماذا افعل .
اين المفر لقد تكالبت على المصائب والكربات .
خيمت الاحزان على قلبى وضاق بها صدرى .
اضطربت نفسى وحار قلبى وذهب نومى .
ضعفت قوتى ، وانهارت همتى .
الى اين المفر ... الى اين الملجا .
عصفت بى الخطوب وتداعت على الكروب ، والمحن .
محن تتبعها البلاياء .
ذنوب وخطايا تمنع العطايا .
اين المفر ؟ اين الصديق ؟ اين القريب ؟
اين العم ؟ اين الخال ؟
ولما اتيت الناس اطلـب عندهـم
أخا ثقـةٍ عنـد أبتـداء الشدائـد
تقلبت في دهـري رخـاء وشـدة
وناديت في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أر فيما ساءني غيـر شامـتٍ
ولم أر فيما سرنـي غيـر جامـد
هذا الداء هذا المرض هذا الالم فاين الدواء لهذا الداء ؟
اين النصير اين المعين ؟
¤ اخيى عندى لك دواء لاسقامك والامك !
عندى لك حياة للقلوب ، وسلوة للنفوس ، وبهجة للضمائر ، وغذاء للأرواح ، وقوة للأبدان ، وجلاء للهموم ، وذهاب للغموم ، وانشراح للصدور ، ونشاط للهمم ، وضياء في الوجوه ، وملجأ في النوازل ، وملاذ في الشدائد ، وطمأنينة في الحياة ....
《الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ ألا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ》
ابدا نفوس المؤمنين
الى رضا البارى تحن
وقلوبهم بالذكر
والتسبيح دوما تطمئن
ياايها الغافل ؛ اتغفل عن سر سعادتك اتغفل عن جنة الله فى أرضه اتغفل عن رياض الجنة ، اتغفل عن ذكر الله ؟
بذكر الله تتبدل أيامك وتصفو احلامك .
بذكر الله تزول الهموم والغموم .
بذكر الله تتبدد غيوم الاحزان .
بذكر الله يستجاب الدعاء .
بذكر الله تطمئن القلوب .
بذكر الله تنشرح الصدور .
انا لا اتعجب من انشراح صدر الذاكرين ، العابدين ، المتصدقين ، القائمين ، الداعين .
ولكن العجب العجاب كيف يغفل المبتلون الغافلون عن ذكرة عن شكرة عن سواله عن دعائه..،
كيف يغفلون عن الخير العميم ...
اتعجب كيف ينام المكروب ...؟
كيف ينام المظلوم ...؟
اذكروا الله .
لا تتركوا الذكر .
ضجوا بالذكر .
ضجوا بالدعاء .
قفوا ببابه لوذو بجنابه .
ذكر الله تعالى :
ذكر الله تعالى هو الفرج بعد الشدة ، وهو اليسر بعد العسر ، وهو الفرح بعد الهم والغم ؛ وبذكر الله تتيسر الامور ، وتفرج الكروب ، وتتحقق السعادة ، وذكر الله جالب للنعم المفقودة ، وحافظ للنعم الموجودة ، فذكر الله تعالى تجارة رابحة ؛ فالذاكر يشعر بالامن أذا خاف الناس والسكون والطمآنينة اذا فزع واضطرب الناس وباليقين والثبات اذا قلق وشك الناس .
دعاء المكروب والمهموم :
يا ايها المكرو ب انظر حولك ؛ فلست وحدك المصاب ، ففى كل دار نائحة ، وعلى كل خد دمع ، بل قد يكون مصابك بالنسبة لغيرك قليل ؛ ولكن لا تجزع واصبر ولا تترك الدعاء ، وادعو الله رغبة ورهبة وتحين اوقات الاجابة ، ادعو الله بانكسار فكم من بلاء رد بسبب الدعاء وكم من محنة وبلية رفعت بسبب الدعاء .
الدعاء يدفع البلاء :
قال ابن القيم الجوزية : أن الدعاء من أقوى الاسباب فى دفع المكروة وحصول المطلوب ولكن قديتخلف عنة أثرة ، أما لضعفة فى نفسة ، بأن يكون دعاء لا يحبة الله ، لما فية من العدوان ، وأما لضعف القلب وعدم اقباله على الله وجمعيتة (الاجتماع ) علية وقت الدعاء ،فيكون بمنزلة القوس الرخو جدا فان السهم يخرج ضعيفا .
وعن النبى صلى الله علية وسلم قال : " ادعو الله وأنتم مؤقنين بالاجابة . وأعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه "
الدعاء المستجاب :
الدعاء المستجاب ؛ لا يكون الا بقلب حاضر مخلص لله رب العالمين ؛ قلب عرف أن من اسباب الخير والفلاح فى الدنيا والاخرة ؛ لزوم الاستقامة ؛ قلب ايقن ان الدعاء سببا عظيم لدفع الكربات ، ونزول الرحمات والخيرات والبركات ؛ قلب ايقن ان الدعاء عبادة ، وان الله يحب الدعاء ؛ وان الدعاء سبب فى الفلاح والصلاح وتتابع الخيرات وصرف النوازل والعقوبات .
والذكر يجلو العمى عن قلب صاحبه
كما يجلي سواد الظلمة القمر
قال ابن القيم -رحمه الله-: “الذكر باب المحبة وشارعها الأعظم وصراطها الأقوم“، وقال : “وأفضل الذكر وأنفعه ، ما واطأ فيه القلب اللسان وكان من الأذكار النبوية وشهد الذاكر معانيه ومقاصده“.