تفسير سورة الإخلاص والفلق والناس باختصار

تفسير سورة الإخلاص والفلق والناس باختصار

0 المراجعات

     بسم الله الرحمن الرحيم                

 

                    (سورة الإخلاص )

○قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ( 1 ) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ( 2 ) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ( 3 ) وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدٌۢ ( 4 ) 

                     《سورة الفلق

■قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ ( 1 ) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ( 2 ) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ( 3 ) وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِى ٱلْعُقَدِ ( 4 ) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ( 5 ) 
 

                   {سورة الناس }

♡قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ ( 1 ) مَلِكِ ٱلنَّاسِ ( 2 ) إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ ( 3 ) مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ ( 4 ) ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ ٱلنَّاسِ ( 5 ) مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ ( 6 )

《أولا تفسير سورة الإخلاص 》

معاني الكلمات :

 ﴿الصمد﴾ السيد المقصود في قضاء الحاجات 

﴿كُفُواً﴾ الكُفُوءُ: النظير والشبيه 

سَبَبُ النّزول

روي أن بعض المشركين جاءوا إِلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقالوا: يا محمد صف لنا ربَّك، أمن ذهبٍ هو، أم من فضة، أم من زبرجد، أم من ياقوت؟! فنزلت ﴿قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ الله الصمد..﴾ السورة.

التفسِير:

♡ ﴿قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ﴾ أي قل يا محمد لهؤلاء المشركين المستهزئين: إِن ربي الذي أعبده، والذي أدعوكم لعبادته هو واحد أحد لا شريك له، ولا شبيه له ولا نظير، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، فهو جل وعلا واحد أحد، ليس كما يعتقد النصارى بالتثليث «الآب، والابن، وروح القدس» ولا كما يعتقد المشركون بتعدد الآلهة واعلم أن وصف الله تعالى بالواحد له ثلاث معانٍ، كلها صحيحة في حقه تعالى: 

•الأول: أنه واحد لا ثاني معه فهو نفيٌ للعدد

•والثاني: أنه واحد لا نظير له ولا شريك له

•والثالث: أنه واحد لا ينقسم ولا يتبعض

《والمراد بالسورة نفي الشريك رداً على المشركين، 》 
 

♡ثم أكد تعالى وحدانيته واستغناءه عن الخلق فقال ﴿الله الصمد﴾ أي هو جل وعلا المقصود في الحوائج على الدوام، يحتاج إِليه الخلق وهو مستغنٍ عن العالمين قال الألوسي: الصَّمد السيدُ الذي ليس فوقه أحد، الذي يصمدُ إِليه أي يلجأ إِليه الناسُ في حوائجهم وأمروهم

♡ ﴿لَمْ يَلِدْ﴾ أي لم يتخذ ولداً، وليس له أبناء وبنات، فكما هو متصف بالكمالات، منزَّه عن النقائص قال المفسرون: في الآية ردٌّ على كل من جعل لله ولداً، كاليهود في قولهم﴿عُزَيْرٌ ابن الله﴾ [التوبة: ٣٠] والنصارى في قولهم ﴿المسيح ابن الله﴾ [التوبة: ٣٠] وكمشركي العرب في زعمهم أن (الملائكة بنات الله) فردَّ الله تعالى على الجميع في أنه ليس له ولد، لأن الولد لا بدَّ أن يكون من جنس والده، والله تعالى ليس له زوجة 

♡ ﴿وَلَمْ يُولَدْ﴾ أي ولم يولد من أبٍ ولا أُمٍ، لأن كل مولود حادث، والله تعالى قديم أزلي، فلا يصح أن يكون مولوداً ولا أن يكون له والد، وقد نفت الآية عنه تعالى إِحاطة النسب من جميع الجهات، فهو الأول الذي لا ابتداء لوجوده، القديم الذي كان ولم يكن معه شيء غيره 

♡﴿وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾ أي وليس له جل وعلا مثيلٌ، ولا نظير، ولا شبيه أحدٌ من خلقه، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السميع البصير﴾ [الشورى: ١١] قال ابن كثير: هو مالك كل شيء وخالقه، فكيف يكون له من خلقه نظيرٌ يساميه، أو قريب يدانيه؟ تعالى وتقدَّس وتنزَّه، وفي الحديث القدسي «يقول الله عَزَّ وَجَلَّ: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إِياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إِعادته، وأما شتمه إِياي فقوله: اتخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد».

 

ثانيا تفسير سورة الفلق :

قال الله تعالى: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ 

أي: قل - أيها الرسول -: أعتصم بربِّ الصبح، وألجأ وألوذ وأستجير به من شرِّ ما خلَقَ من الخلْق، فهو سبحانه وتعالى فالق الحبِّ والنوى، وفالق الإصباح.

 

ولقد اختلف أهل التأويل في معنى ﴿الفلقعلى قولين:

الأول: هو سجن في جهنم يسمى هذا الاسم.

الثاني: الفلق هو الصبح.

 

وورد ذكر المعنى الأول عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وعن السدي، فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: ﴿الفلق﴾: سجن في جهنم. وقال السدي: ﴿الفَلَق﴾: جُب في جهنم.

 

وورد ذكر المعنى الثاني عن ابن عباس وعن الحسن، وسعيد بن جبير، رضي الله تعالى عنهم.

فعن ابن عباس: ﴿أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ قال: ﴿الفلق﴾: الصبح.

وعن الحسن، في هذه الآية ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ قال: ﴿الفلق﴾: الصبح.

وعن سعيد بن جُبير، قال: ﴿الفلق﴾: الصبح.

 

وقوله تعالى: ﴿ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ﴾ 

أي: من شرِّ جميع ما خلق الله جل وعلا، من المخلوقات من إنس، وجن، وحيوانات، فيستعاذ بخالقها سبحانه وتعالى، من الشرِّ والأذى الذي فيها.

 

وقوله تعالى: ﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾ 

أي: من شر ما يكون ويظهر في الليل شديد الظلمة إذا دخل وتغلغل، حين يغشى الناسَ، وتنتشر فيه كثير من الشرور والمؤذيات، مثل: الأرواح الشريرة، والدوابِّ المؤذية والحيوانات، وهذا من باب ذكر الخاص بعد العام.

 

وقوله تعالى: ﴿ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴾ 

أي: ومن شر الساحرات اللاتي ينفخن فيما يعقدن من عُقَد بقصد السِّحر، ومن شر السواحر، اللاتي يستعنَّ على سحرهن بالنفث في العقد، التي يعقدنها على السحر، والعياذ بالله تعالى.

 

وقوله تعالى: ﴿ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ 

أي: وأعتصم به سبحانه وتعالى من شرِّ كلِّ حاسد مبغض للناس إذا حسدهم على ما وهبهم الله تعالى من نِعَم، يريد زوالها عنهم وإيقاع الأذى بهم - والعياذ بالله تعالى -، والحاسد هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله جل وعلا من شره، وإبطال كيده، ويدخل في الحاسد العائنُ؛ لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس، فهذه السورة تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا، ودلَّت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره، ويستعاذ بالله تعالى منه ومن أهله، نسأل الله جل وعلا السلامة والعفو والعافية.

《ثالثا تفسير سورة الناس》 

 

وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم، من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها، الذي من فتنته وشره، أنه يوسوس في صدور الناس، فيحسن [لهم] الشر، ويريهم إياه في صورة حسنة، وينشط إرادتهم لفعله، ويقبح لهم الخير ويثبطهم عنه، ويريهم إياه في صورة غير صورته، وهو دائمًا بهذه الحال يوسوس ويخنس أي: يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعه.

فينبغي له أن [يستعين و] يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم.

وأن الخلق كلهم، داخلون تحت الربوبية والملك، فكل دابة هو آخذ بناصيتها.

وبألوهيته التي خلقهم لأجلها، فلا تتم لهم إلا بدفع شر عدوهم، الذي يريد أن يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها، ويريد أن يجعلهم من حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس، ولهذا قال: { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

2

متابعهم

3

مقالات مشابة