جئتني بالتمر ولم تنزع عنه النوى قصة العجوز الكفيفة
جئتني بالتمر ولم تنزع منه النوى!
هذه القصة حدثت في زمان كان فيه للمسلمين عزة والرجولة والشهامة به كثرة حدثت القصة في عهد الرجال الأمينين حينما كان للأمة أولياء صادقين حدثت القصة في عهد الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب الخليفة الفاروق وابو بكر الصديق اثقل أهل الارض أيمانا بعد الانبياء وخير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأولياء الصادقين والامراء الاوفياء رضي الله عنهم وارضاهم بدئت القصة
في يوم من الأيام وبعد ان خرج المصلين من الجامع
شدَّ انتباه عُمر بن الخطاب رضي الله عنه أن الخليفة أبا بكر الصديق رضي الله عنه خرج في الصباح إلى أطراف المدينة بعد صلاة الفجر ودخل بيتا صغيرا لساعات ثم ا نصرف إلى بيته .
ويتكرر الامر مراراً وتكراراً كل صباح يخرص ابو بكر الصديق رضي الله عنه ويفعل ذات الامر .
وكان عمر يعرف كل ما يفعله أبو بكر الصديق من عمل خير ويعلم كل شيئ عنه إلا سرّ هذا البيت الصغير الذي يتردد إليه الخليفة ابو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه فأثار الفضول لدا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
مرت الأيام ومازال خليفة المؤمنين رضي الله عنه يزور هذا البيت ويتكرر الامر كل يوم ؛ ومازال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يعرف ماذا يفعل الصديق داخل هذا البيت الصغير ، وفي يوم ما قرر عُمر دخول البيت بعد خروج أبو بكر منه ؛ ليشاهد بعينه ما بداخله ، وليعرف ماذا يفعل فيه ابو بكر الصديق بعد صلاة الفجر حينما دخل عمر هذا البيت الصغير
وجد سيدة عجوز كبيرة في العمر و مريضة لا تقوى على الحِراك تعيش لوحدها و ليس لها أحد لا ابناء ولا احفاد ليعتنو بها كما أنها عمياء العينين لا ترى و عرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنفسه.
وهو مستغرب جدا مما يشاهده؟ ويقول في نفسه يا ترى ماذا يفعل الخليفة ابو بكر الصديق رضي الله عنه في هذا البيت الصغير وعند هذه العجوز الكفيفة
وأراد أن يعرف ما سر علاقة ابي بكر الصديق بهذه العجوز العمياء وسبب تكراد تردده الدائم إلى بيت العجوز ؟!
سأل عمر العجوز: ماذا يفعل هذا الرجل عندكم؟ (وكان يقصد الخليفة أبو بكر الصديق) رضي الله عنه وأرضاه
فأجابت العجوز وقالت:
والله لا أعلم يا بُني من يكون هذا الرجل ولكن كل ما اعلمه انه يأتي كل صباح وينظف لي البيت ويكنسه ومن ثم يجهز لي الطعام ويغادر البيت دون ان يتكلم او يعرف بنفسه وانا لا اعرفه ولا أملك إلى ان ادعو له لما يفعله معي من معروف
و لم يكن هذا غريب عن الصديق رضي الله عنه
ولما مات أبو بكر الصديق قرر عُمر بن الخطاب رضى الله عنه ان يستكمل رعاية هذه العجوز الضريرة بعد الصديق
وفي اول زيارة له لبيت العجوز قالت له : أمات صاحبك يا بني
قال لها عمر : وماأدراكِ انت بانه مات
قالت له العجوز جئتني بالتمر ولم تنزع منه النوى كما كان يفعل صاحبك
فجثم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه على ركبتيه وفاضت عيناه بالدموع وقال عبارته الشهيرة: "لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر".
عن اي الصفات نتحدث عن حسن الخلق ام التواضع ام الشهامة و الرجولة
أنبكي أبا بكر أم نبكي عمر؟
أم نبكي حالنا اليوم على المشاعر والأخلاق التي انهارت وتدهورت؟
رضي الله عنهم وأرضاهم.