دوري في تحقيق أمل الأمة

لا بُدَّ وأن تُنصر أمّة الإسلام في ميعادٍ يعلمه الله وحده، إذ أنّ هذا ما بشّر الله به في كتابه فقال: "ألا إنّ نصر الله قريب". فما دورك أنتّ في تحقيق هذا النصر المؤزَّر؟
إنّ عليك أن تبدأ في ذاتك، فأساس النصر يبدأ منك "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ".فاهجر ذنوبك وشهواتك وحرر نفسك من شقاء الذنوب وقل يا ربّ أتيتُ إليك فاقبلني وقوِّمني؛ لأجلِ أمةٍ تنتظر نهضتي، فإنّك تخطئ بحقَِ الله هنا فتُضعفهم بذنوبك هُناك في ساحة المعركة، فتذكَر إنّ  النصر يكمن فيك!
فابدأ بنفسك وانظر إلى عظمة الله في تحقيق مرادنا وتحرير أمّة الإسلام والمسلمين.
يا بنيّ لا بدّ لكلِّ صبح أن يشرق وإن طال، ولا بدّ من تغيّر الأحوال والأيّام، فانظر لموضع قدمك من هذا، إن أردت أن يكون لك أثر فاسع لذلك ولا تقف على شفا حفرةٍ منتظرًا أن ينتشلك أحد، فإنّك وحدك أمّة! فإن سرتَ فخلفك جُندُ الله ويدُ الله فوق يدك، تُربِت عليكَ أنّي معك، أمُّدُكَ بالطمأنينة والسكينة فلا تخف!
وإنّ الله مع الذين آمنوا دائمًا وأبدًا.
شمس الحقّ قد بانت، وشمس الذلَِ قد انطفأت منذُ أدركت الأمّة أثر ذنوبهم في تأخير النصر. انهض بنفسك! كفاكَ سُباتًا!
إنّنا نحتاج اليوم رجلًا بهمّة أمّة يُحييها بعد ركود ممتدّ، ولن يحييها إلا الذين يثبتون حتى النهاية، الذين يثبتون على البأساء والضراء. الذين يدركون غاية خلقهم في الأرض، وآيةُ الله فيهم. 
كل الذين صدقوا الله صدقهم، فاصدق الله علّه يصدقك، كل الذين سعوا في الأرض وصلوا فاسع علّك تصل! 
أيُّها الراسخون في الأرض الشامخون إلى السماء؛ الحاملون لواء أمَّتنا ضد ألويّة الكفر والفساد، حرّاس الديار، حماةُ الدين، يا مَن بايعتم الله ورسوله فقَبِلَ بيعتكم وقال إنّي مع الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
يا مَن أقبل على الله بكُلِّه، من هاجرَ إلى الله من شقاء الدنيا، فنقله مِن ضيقها إلى سعته، مَن قصَّرها المنّان عليهم وقال: "نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ".
إنّنا نُنصر إن غاب حضورنا المتصل بالدنيا، إن علّقنا حبال رجائنا بالله، وأيقنا أنَّ النصر يكمن بنا! وإنّنا شركاءٌ في تحقيقه.