دعوات وأذكار فعّالة تحميك من الشيطان، والحسد، والعين، والسحر

دعوات وأذكار فعّالة تحميك من الشيطان، والحسد، والعين، والسحر

0 المراجعات

دعوات وأذكار فعّالة

 تحميك من الشيطان، والحسد، والعين، والسحر

 

 

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإن الله تعالى خلق الإنسان وجعل له عدواً هو الشيطان، الذي يحاول إغوائه وإضلاله عن سبيل الله والحق. وقال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الفاطر: 6].

ومن وسائل الشيطان التي يستخدمها لإيقاع الإنسان في الشر والضلال، هي الحسد والعين والسحر، التي تؤثر على النفس والبدن، والمال والعلاقات الاجتماعية والدينية. وقال الله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 5]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "العين حق" [رواه البخاري ومسلم]. وقال أيضاً: "إن السحر لا ينزل بمرض ولا يرفع بدواء، ولكنه ينزل بالسحر ويرفع بالسحر" [رواه أحمد والبيهقي].

في هذه المقالة، سنتعرف على بعض الدعوات والذكريات الفعّالة التي تحمي المسلم من الشيطان والحسد والعين والسحر، وسنذكر بعض الأدلة والفوائد والآداب المتعلقة بها.

الدعوات والأذكار الفعّالة

أولاً: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم :

 وهي أن يقول المسلم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، أو أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم. وهذه الكلمات تعني اللجوء إلى الله والطلب منه الحماية من الشيطان الذي هو مطرود من رحمة الله ومنزوع من نعمته.

- الأدلة:قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأعراف: 200]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" [رواه البخاري ومسلم]. وقال أيضاً: "إذا دخلتم مسجداً فقولوا: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، فإنه يقول: عصمني منه أربعة" [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني].

من فوائد الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم:

* تحصين النفس من وساوس الشيطان، وشره، ومكره، وفتنه.

* تيسير الطاعة والعبادة والذكر والقرآن والعلم والعمل الصالح.

* تنزيه الله عن الشرك والكفر، والمعاصي، والبدع، والضلالات.

* تقريب العبد من الله والاعتماد عليه والثقة به والرجاء فيه.

* تذكير العبد بعدوه الشيطان، وحقيقته، وحاله، ومصيره.

من آداب الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم:

* أن تكون بالقلب واللسان معاً، وليس باللسان فقط.

* أن تكون بالإخلاص والتضرع والخشوع والحاجة إلى الله.

* أن تكون في أوقات الحاجة والخوف والشدة والغضب والشهوة والنسيان والخطأ والإغواء

ثانياً: البسملة والتسمية 

وهي أن يقول المسلم: بسم الله، أو بسم الله الرحمن الرحيم، أو سم الله، أو سم الله الرحمن الرحيم. وهذه الكلمات تعني البدء بذكر اسم الله والاستناد إليه والاستمداد منه والاعتراف بنعمته ورحمته وبركته.

- الأدلة: قال الله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [البقرة: 200-202]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع" [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني]. وقال أيضاً: "إذا أكل أحدكم فليسم الله، فإن نسي أن يسم الله في أوله فليقل: بسم الله في أوله وآخره" [رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني].

من فوائد البسملة والتسمية:

* تحصين الطعام والشراب والملبس والمسكن والمركب والعمل والقول من الشيطان، والحسد، والعين، والسحر.

* تعظيم الله والتوحيد له والشكر له والاستعانة به والاستغفار منه.

* تحقيق البركة والنفع والصلاح والخير في كل شيء يبدأ به المسلم باسم الله.

* تذكير العبد بالله ورحمته وفضله، ومحبته، وقربه، ورضاه.

* تحري السنة والاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم والتمييز عن الكفار والمنافقين والمبتدعين.

من آداب البسملة والتسمية:

* أن تكون بالقلب واللسان معاً، وليس باللسان فقط.

* أن تكون بالإخلاص والتوكل والرضا والتفاؤل واليقين والرجاء في الله.

* أن تكون في أول كل شيء يبدأ به المسلم من الأمور الطيبة، والمباحة، والمستحبة، والواجبة.

* أن تكون بصوت مسموع للمسلم نفسه ولمن حوله، إلا في الصلاة فتكون بصوت خافت.

* أن تكون متبوعة بالحمد لله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء الصالح.

ثالثا: الأذكار الصباحية والمسائية

وهي مجموعة من الأدعية والأذكار التي يقولها المسلم في الصباح بعد صلاة الفجر، وفي المساء بعد صلاة العصر، وهي من أفضل الأعمال وأنفعها للمسلم في حياته وبعد مماته.

- الأدلة: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41-42]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال، أو زاد عليه" [رواه مسلم]. وقال أيضاً: "من قال حين يصبح وحين يمسي: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً، كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة" [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني].

من فوائد الأذكار الصباحية والمسائية:

* تحصين النفس من الشيطان والحسد والعين والسحر والبلاء، والنقمة والفتنة والمحنة.

* تذكير العبد بالله وشكره وحمده وثنائه وتسبيحه، وتكبيره، وتهليله، وتوحيده.

* تقوية الإيمان والتقوى والصبر والرضا والتوكل والخوف والرجاء والمحبة في الله.

* تزكية النفس وتطهيرها من الذنوب والخطايا، والشوائب، والعيوب، والأمراض.

* تحقيق السعادة والراحة والطمأنينة والسكينة والنور والهداية والفلاح في الدنيا والآخرة.

من آداب الأذكار الصباحية والمسائية:

* أن تكون بالقلب واللسان معاً، وليس باللسان فقط.

* أن تكون بالإخلاص والتفاني والتدبر والتأثر والتعظيم والتضرع لله.

* أن تكون في أوقاتها المحددة، وهي بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر، أو قبل غروب الشمس.

* أن تكون بالعدد المشروع، وهو مائة مرة، أو ثلاث مرات، أو سبع مرات، أو مرة واحدة، حسب الذكر.

* أن تكون باللغة العربية، أو باللغة التي يفهمها المسلم، مع مراعاة النطق الصحيح والمعنى السليم.

خاتمة

هذه بعض الدعوات والأذكار الفعّالة التي تحمي المسلم من الشيطان والحسد والعين والسحر، وهي ليست كلها ولا تحصر فيها، فهناك أدعية وأذكار أخرى مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو من القرآن الكريم أو من السنة النبوية أو من الفطرة السليمة، يمكن للمسلم أن يقولها في أي وقت ومكان وحال، والأهم من ذلك أن يكون متصلاً بالله ومتوكلاً عليه ومتقرباً منه بالطاعة، والعبادة، والخير، والصلاح.

لذلك، يجب على المسلم أن يحمي نفسه وأهله وماله من هذه الشرور بالتوكل على الله والاستعاذة به والدعاء له والذكر بأسمائه، وصفاته، وآياته، وأحاديثه. فإن الله هو الحفيظ والمحيط والقادر على كل شيء. وقال الله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس: 107].

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

32

متابعين

17

متابعهم

5

مقالات مشابة