فتاوى العلماء عن التسول
تعريف التسول
يُعرف التسول على أنه طلب المال أو الطعام في الشوارع، وترتبط تلك الظاهرة بشكل كبير بالتشرد حيث وفقًا للدراسات، يُقدّر بأن ما يزيد عن 80% من المتسوّلين لا يمتلكون مأوى. يُعد المتسوّلون من بين الفئات الأضعف ضعفًا في المجتمع وغالباً ما يعانون من الفقر والحرمان. يواجهون مخاطر عدة ويتعرضون للتهميش.
ظاهرة التسوّل منتشرة في شوارع العديد من البلدان. كما كشفت أبحاث جامعة جلاسجو عن ارتباط التسوّل بالجشع إذ يوجد بعض المتسوّلين الذين لا يفتقرون إلى مأوى أو طعام ولكنهم يطلبون المال لشراء المخدرات والكحول. العديد منهم ينتمون لعائلات تعاني من البطالة وإدمان المخدرات، ويعانون من انخفاض حاد في تقدير الذات. وقد تعرض العديد من المتسوّلين للعنف والتنمّر من قبل الناس.
آثار التسول
من آثار التسول على الفرد والمجتمع أنه يسيء إلى سمعة المجتمع، وتُعكر صفوه وتُشوه صورته، والمحترف لهذه المهنة القبيحة يأكل أموال الناس بالباطل ، ويُطعم أبناءه سُحتاً، أي مالاً حراماً.
من المؤسف رؤية أطفال ونساء صغار يُرسلون من قبل أهلهم إلى أبواب دور العبادة، ويعيشون في الشوارع حافيي القدمين وملابس بسيطة، يُظهرون الحاجة والفقر واليأس لاستدراج تعاطف الناس ، على الرغم من أن البعض منهم ليسوا بالضرورة محتاجين، بل يمتلك بعضهم ثروة تمامًا. تم تأكيد وجود مجموعات تستغل الأطفال لطلب الأموال من الناس.
علاج التسول فى الإسلام
عالج الإسلام هذه الظاهرة المسيئة بتحريم التسول، والحض على العمل والإنتاج، وجعل أفضل ما يأكل الرجل من كسب يده؛ لقول صلى الله عليه وسلم: (مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ) رواه البخاري .
وأما من كان في ضيق وكربة؛ فعليه مراجعة أهل الخير أو الجهات المعنية برعاية الفقراء والمحتاجين، وهي في بلدنا كثيرة ولله الحمد،فيباح له أن يسأل لإحياء نفسه وأولاده(مقدار ما يسد حاجته فقط).
نظام مكافحة التسول
لذا، ننصح من يُرغب في التبرع بالمال لأحد هؤلاء بتحويلها إلى جمعيات الزكاة والصدقات، لتقوم هذه الجمعيات بالتحقق من حالاتهم ومتابعة شئونهم بعد تلقيهم المبلغ المالي.
وكذلك لا ينبغي تشجيع هؤلاء بالتصدق عليهم، كما ينبغي نصحهم ووعظهم بالحكمة والموعظة الحسنة ؛ كي لا يأكلوا أموال الناس بالباطل.
من يعطي شخصًا يعتقد أنه محتاجٌ للمساعدة، فإن له أجر عظيم عند الله، حتى لو اكتشف لاحقًا أنه ليس في حاجة، فالله أعلى وأعلم.