قصى بن كلاب الجد الرابع للرسول صلي الله عليه و سلم
"قُصي بن كِلاب" (الجد الرابع للرسول "عليه الصلاه والسلام")
وُلد قصي في مكه وقد توفي ابوه وتركه صغيرا مع أمه،وتزوجت أمه بعد وفاه ابيه رجل من قبيله قضاعه (وهي قبيله في بلاد الشام)،ثم رحلت مع زوجها إلي ارض قضاعه ببلاد الشام وأخذت بصحبتها قصي.
فلما بلغ قصي أشده، قال له رجل من قضاعه: ألا تلحق بنسبك وقومك فإنك لست منا.
فغضب قصي من هذا الرجل وتحدث الي امه فقالت له: والله انت خير واكرم منه انت ابن كلاب بن مُره وقومك عند البيت الحرام وما حوله.
فصمم قصي علي الخروج واللحاق بقومه وكره الغربه في ارض قضاعه.ومالبث أن سار إلي مكة وأقام بها وتزوج من إبنه زعيم خزاعه (الذي كان له الولاية علي أمر الكعبه ومكة أن ذاك) وظل قصي مقيماً معه حتي أنجب أولاده :عبد الدار وعبد مناف وعبد العُزي.
وقد اُصيب زعيم خزاعه بمرض وقد كان يثق بإبنته زوجة قصي فسلمها مفتاح الكعبه لتقوم بشؤنها بدلاً منه وكانت بدورها تعطي المفتاح لزوجها حين يتعذر عليها الخروج من البيت بسبب المرض.
ولما شعر زعيم خزاعه بدنو أجله دعا قصي وعهد إليه بولايه البيت الحرام كما سلم إليه مفتاح الكعبه غير أن قبيله خزاعه ما لبثت بعد وفاة زعيمها أن حالت بين قصي وبين الإشراف علي شؤن البيت الحرام فبعث قصي إلي قريش يطلب منها مؤاذرته ضد خزاعه فلبي القرشيون دعوته.
فدار بين الفريقين قتال شديد ثم تداعوا إلي الصلح واتفقوا علي أن يُحكِموا رجلا من العرب فيما اختلفوا فيه فقضي بينهم ذلك الرجل بأن قصيا أولي بحجابة الكعبه وأمر مكه من خزاعه.
وقد أجمع المؤرخون علي أن قريشا الذين منهم قصي( هو الجد الرابع لرسول الله صلى الله عليه وسلم) هم من ولد كنانه الذي يرجع نسبه الي عدنان وينتهي الي سيدنا إسماعيل عليه السلام.
ومن مآثر قصي تأسيس دار الندوه وكانت هذه الدار دار مشوره في أمور السلم والحرب ودار الحكومه وكان لا يدخل دار الندوه من قريش أو غيرهم الا من بلغ ال٤٠ من عمره.
وإلي جانب رئاسته لدار الندوه كانت له الحجابه والرفاده السقايه واللواء ولم تجتمع في رجل من قبله.
أما السدانة، أو الحجابة فصاحبها يحجب الكعبة، وبيده مفتاحها، يفتح بابها للناس ويغلقه ومنصب السدانة أبرز المناصب على الإطلاق، والمنصب الثاني هو الساقية، ويتولى مناصبها توفير المياه للحجاج، ولم تكن هذه المهمة يسيرة لقلة المياه في مكة؛ فكان من يتولى المنصب ينشئ حياضًا من الجلد يضعها في فناء الكعبة، وينقل إليها المياه العذبة من الآبار على الإبل في المزاود والقرب، وكانت السقاية في بني هاشم بن عبد مناف، أما المنصب الثالث فهو الرفادة فكانت قريش تجمع من وجوهها بعض الأموال في موسم الحج؛ ليقوم صاحب المنصب بإعداد الطعام لفقراء الحجاج باعتبارهم ضيوف الكعبة، وكان أول من قام بالرفادة قصي بن كلاب، وأصبحت في بني نوفل، ثم في بني هاشم، ومن المناصب الكبرى التي تتعلق بالكعبة والحج منصب “العمارة” ويراد بها ألا يتكلم أحد في المسجد الحرام بهجر ولا رفث ولا يرفع فيه صوته.
وتوفي قصي بن كلاب عام ٤٨٠م ، وكان قصي قبل أن يدركه الموت أقام اكبر أبنائه "عبد الدار" خليفه له وبعد أن مات تمتع عبد الدار بما كان يتمتع به ابوه،وإلي قصي يرجع الفضل في في جمع قريش وترتيبها وتوحيد كلمتها.
المصادر/كتاب تاريخ وحضارة العرب قبل الاسلام
لدكتور: زنوبة نادى