تفسير القرآن الكريم: سورة البقرة الصفحة ٢ من المصحف.
بسم الله الرحمن الرحيم
الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
سورة البقرة
سورة مَدَنيّة
[التَّفْسِيرُ]
سُمِّيت سورة البقرة بهذا الاسم نظراً لورود قصة بقرة بني إسرائيل فيها.
آية رقم١:
{الم} هي من الحروف التي افتُتِحت بها بعض سور القرآن الكريم، و هي حروفٌ هجائية ليس لها معني إذا جاءت مفردة، و لكن بالطبع لها حكمةٌ و مَغْزًى؛ فلا يوجد في القرآن ما لا حكمة و لا مغزي له، و من أهم حِكَمها هي الإشارة إلى التحدي بالقرآن الَّذي يتكوَّن من الحروف نفسها التي يعرفونها و يتكلمون بها؛ لذا يأتي غالبًا بعدها ذكرٌ للقرآن الكريم، كما في هذه السورة.
آية رقم٢:
ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين، أي ذلك القرآن العظيم لا شك فيه، لا من جهة تنزيله فهو من عند الله عز و جل ، و لا من حيث لفظه و معناه، فهو كلام الله تعالي ، يهدي به المتقين إلى الطريق المستقيم الصحيح الذي يؤدي للوصول إلي الله عز و جل.
آية رقم ٣:
الذين يؤمنون بالغيب و الغيب هو كل ما لا يُدرك بالحواس و غاب عنّا، مما أخبر الله عنه أو أخبر عنه رسوله الكريم، كاليوم الآخر، و هم الذين يقيمون الصلاة بأدائها و وفق شروطها، و أركانها، وواجباتها، و سننها، و هم الذين ينفقون مما رزقهم الله، بإخراج الواجب كالزكاة، أو غير الواجب كصدقة التطوع؛ رجاء ثواب الله.
آية رقم ٤:
وهم الذين يؤمنون بالوحي الَّذي أنزله الله علي النبي و أنزله على سائر الأنبياء من قبله دون تفريق، و هم الذين يؤمنون إيمانًا جازمًا بالآخرة و ما فيها من الثواب والعقاب.
آية رقم ٥:
أصحاب هذه الصفات هم حقاً علي طريق الهداية، و هم أيضاً الفائزون في الدنيا و الآخرة بنَيلهم ما يرجون و نجاتهم مما يخافون.