حقيقة قوم يأجوج ومأجوج

حقيقة قوم يأجوج ومأجوج

0 المراجعات

انتشر في المنتديات حاليا موضوع عن يأجوج ومأجوج، علما بأنه قد تم مراجعة الفتاوى السابقة من قبلكم ولم يتم التطرق لبعض ما ورد في الموضوع التالي: دائماً ما نسمع بيأجوج ومأجوج ولكن من هم؟ قال تعالى: (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون). ذكروا في القرآن والسنة وعن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها مفزعاً يقول: لا إله إلا الله، ويل
للعرب من شرٍ قد اقترب, فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها, قالت زينب بنت جحش فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث. معنى يأجوج ومأجوج:
يأجوج ومأجوج اسمان أعجميان وقيل بأنهما مشتقان واختلف في اشتقاقهما فقيل من أجَجَ النار وهو التهابها وقيل من الأجَة بالتشديد وهي الاختلاط أو شدة الحر وقيل من الأُج وهو سرعة العدو وقيل من الأجاجة وهي الماء الشديد الملوحة, وقد ذهب الجمهور إلى قراءتها بغير همز (يأجوج ومأجوج). نسبهم: اختلف العلماء في نسبهم على عدة أقوال وهي: الأول:من بني آدم من أبناء يافث بن نوح. الثاني يأجوج من الترك ومأجوج من الديلم. الثالث: قول كعب الأحبار: بأنهم من ولد آدم من غير حواء وذلك أن آدم عليه السلام نام فاحتلم فامتزجت نطفته بالتراب فخلق الله منه يأجوج ومأجوج. أوصافهم الخلقية: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يأجوج ومأجوج شبر وشبران وأطولهم ثلاثة أشبار وهم من ولد آدم. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين ذلف الأنف كأن وجوههم المجان المطرقة. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قوماً وجوههم كالمجان المطرقة يلبسون الشعر ويمشون في الشعر. عددهم: قال ابن عباس رضي الله عنهما: الأرض ستة أجزاء فخمسة أجزاء فيها يأجوج ومأجوج وجزء فيه سائر الخلق. والسؤال الذي يطرح نفسه هل هم موجودون الآن؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يأجوج ومأجوج يحاولون كل يوم فتح ثغرة بالسد للخروج منه منذ أن بنى ذو القرنين عليهم السد إلى أن يأذن الله لهم بالخروج. مكان السد: في قوله تعالى: حتى إذا بلغ السدين, أي الجبلين وهما أرمينية وأذربيجان. عليه يرجى التكرم من فضيلتكم بالاطلاع وإفادتنا؟ وجزاكم الله خير الجزاء واسأل الله لكم الثبات.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيأجوج ومأجوج اسمان أعجميان أو عربيان مشتقان من المأج وهو الاضطراب، أو من أجيج النار وتلهبها، وهما أمتان من بني آدم موجودتان، بدليل الكتاب والسنة، قال الله تعالى في قصة ذي القرنين: حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا *. قَالُوا يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا.{93-94الكهف}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله يوم القيامة: يا آدم قم فابعث بعث النار من ذريتك - إلى أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشروا، فإن منكم واحداً، ومن يأجوج ومأجوج ألفاً. أخرجاه في الصحيحين.

وخروجهم الذي يكون من أشراط الساعة لم يأت بعد، ولكن بوادره وجدت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها. وقد ثبت خروجهم في الكتاب والسنة، قال الله تعالى: حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ {الأنبياء: 96-97}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنها لن تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات. فذكر: الدخان، والدجال، والدابة... ويأجوج ومأجوج... الحديث رواه مسلم.

وقصتهم في حديث النواس بن سمعان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في عيسى بن مريم بعد قتله الدجال: فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى أني قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور. ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم ويقول: لقد كان بهذه مرة ماء، ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر، وهو جبل بيت المقدس، فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء، فيرمون بنشابهم إلى السماء، فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دماً، ويحصر نبي الله وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مئة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل عليهم طيراً كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله. رواه مسلم.

وأما عن وجودهم الآن فقد دلت عليه بعض الأحاديث السابقة وأحاديث أخرى كثيرة، كما دل على ما ذكرته من محاولتهم الخروج ما أخرجه الترمذي وغيره عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد قال: يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم ارجعوا فستخرقونه غدا، فيعيده الله كأشد ما كان حتى إذا بلغ مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس، قال الذي عليهم ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله واستثنى قال: فيرجعون فيجدونه كهيئته حين تركوه، فيخرقونه فيخرجون على الناس. وهذا الحديث قد صححه الشيخ الألباني وغيره.

وأما القصة التي نسبتها إلى كعب الأحبار فلم نقف لها على سند، ومثلها لا يصح إلا بتوقيف من الشارع، وليس لنا عن يأجوج ومأجوج أكثر مما ذكرناه.

والله أعلم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة