قصة سيدنا ادريس علية السلام
قصة سيدنا إدريس علية السلام
نتناول اليوم حديثنا عن سيدنا إدريس علية السلام و كيف اصبح من الأنبياء و الصديقين و الصابرين و الصالحين ومن دعاه التوحيد بالله عز وجل وكم كان متعلق بأمور دينه و كم كان محباً للعلم و الدراسة سواء في علوم النجوم و الكواكب و الفلك و الحروف وارتباطها الوثيق بالأرقام و ازدادت الاقاويل حوله ومنهم من نسب اليه بناء الاهرامات ومنهم من نسب اليه في علم المصريات أنه الملك الفرعوني أوزوريس الذي دعا الي التوحيد و دعا الي مكارم الاخلاق و البعض كان يعتقد ان وجه ابي الهول كان وجه سيدنا إدريس علية السلام وأن أبي الهول شيد قبل الاهرامات ولكن ستظل هناك الكثير من الاقاويل ما بين معارض و مؤيد حول القصص التي تسرد حول سيدنا إدريس ولكن لم يكن هناك الدليل المادي لكل هذه الادعاءات.
نشأة سيدنا إدريس ؟
يقال ان سيدنا ادريس ولد في مدينة بابل في العراق ولكن الأراء السائدة انه كان في مصر وأنه عاش اثنين وثمانين عاماً والبعض يقول انه عاش ثلاث مائه و ثماني أعوام وكان نسبة هو أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام ,كما جاء في التوراة ,ونسب إلية بإدريس نسبةً الي التدريس و ذلك لأنه كان يدرس كثيراً من العلوم فكان اول من خط بالقلم وكان اول من صمم الثياب بطياته و ثناياه وكان يدرس بعمق ما أنزل علي سيدنا أدم و سيدنا شيث عليهما السلام ليتعلم أمور الدين .
كيف أنزل علي سيدنا إدريس النبوة ؟
أثناء تعمق سيدنا إدريس في أمور الدين وجوانبها وكان يدعو الناس ويعظهم بالعودة الي عبادة الله الواحد الاحد لان الجميع كانوا يؤمنوا بالله ولكن بدوا في الانحراف عن نهج سيدنا ادم و سيدنا شيث عليهما السلام واتجهوا الي الاصنام و الطغيان لذا كان يدعوهم الي الاستقامة و العودة لعبادة الله وحده ,ومن هنا نال شرف النبوة من بعد سيدنا ادم و ابنة شيث عليهما السلام و اصبح ثالث الأنبياء وأول نبي من البشرية ,قال تعالى: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا، وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا" في سورة مريم في الآيات 56 – 57،,كما أنه عاصر الفترة التي تسبق سيدنا نوح ومن هنا ندرك انه كان جد سيدنا نوح علية السلام من أبية .
ماذا يعني قول الله تعال " وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا" في سورة مريم ؟
البعض يقول أن الله رفعة في المقام و المكانة وجعله من الصديقين و الأنبياء كما أنه اول بشري يجعله الله نبياً ,و الرأي الاخر من العلماء أن سيدنا إدريس كان يذكر الله ويسبحه كثيراً وكان صديقاً ونبياً وقد امتلئ صدره بالنور فكان يري الملائكة بعينيه الشريفتين ,وذات مرة طلب سيدنا إدريس من احد الملائكة كان صديقاً له انه يرفعه للسماء وقد فعل ذلك بين جناحية ,أثناء طريقهم الي السماء الرابعة تصادف الملاك بملك الموت وسأله عن كم متبقي من أجٌل سيدنا إدريس؟ وقال له ملك الموت وأين ادريس ؟فقال له الملاك أنه معي , فتعجب ملك الموت من ذلك لان الله امره ان يقبض روحة في السماء الرابعة سبحانك ربي علام الغيوب فقبض روحة و بالتالي فقد رفعه الله الي السماء الرابعة ليقبض روحه ملك الموت ويتمم إرادة الله.
ويطرأ علي أذهاننا سؤال يجذب الانتباه من هم الرسول الذين رفعهم الله إلي السماء ؟
هم إثنين احدهما سيدنا إدريس علية السلام عندما رفع الي السماء الرابعة و قبض روحه الشريفة ,
أما الثاني سيدنا عيسي فقد رفعه الله بجسده و روحة الي السماء عندما أرادوا اليهود اذيته وتصليبه ولكن صلب مكانة احد تلاميذه ويدعي يهوذا الإسخريوطي وكان خائناً له فصلب مكانه ورفع سيدنا عيسي الي السماء ومازال حياً يرزق الي ان يعود اخر الزمان .
ومن هنا ندرك ان سيدنا إدريس هناك الكثير من الاقاويل و القصص عنه ومنها ما يستدل به من بعض روايات الاسرائيليات و من التوراة ومنه من بعض الاحاديث عندما قابل سيدنا محمد سيدنا إدريس في السماء الرابعة اثناء ليلة الإسراء والمعراج ,قال صلى الله عليه وسلّم-: (فَلَمَّا خَلَصْتُ إِلَى إِدْرِيسَ قَالَ هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ) ,لذلك ليس هناك المعلومات و الأدلة الكافية التي نستدلي بها عن قصص سيدنا إدريس علية السلام , ولكن يكفينا انه كان نبياً و صديِقاً صابراً و صالحاً قال الله -سبحانه وتعالى- في سورة الأنبياء: (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ* وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ).