التأثير المذهل للقرآن الكريم على حافظه وقارئه وسامعه
ما أجمل لحظات المؤمن عندما يعيش كل لحظة من حياته مع القرآن... وما أجمل أن يلقى الله يوم القيامة وهو حافظ لكلامه... فهذا هو أحد الصالحين على فراش الموت ينادي ابنه ويقول يا بنيّ أعطني المصحف لأنني نسي آية من القرآن وأحب أن أتذكرها... فقال الولد: يا أبتِ: وما تنفعك الذاكرة الآن... فقال الرجل الصالح: إنني لأن ألقى الله وأنا حافظ لهذه الآية أحبُّ إلي من أن ألقاه وأنا جاهل بها
من أهم أسباب الوصول إلى مستوى عال من الصحة النفسية. كما أوصت بضرورة اهتمام المعلمين والمعلمات برفع مقدار الحفظ لدى طلابهم وطالباتهم حتى لو كان خارج إطار المقرر الدراسي بحيث يكون إضافياً لما له من أثر إيجابي على تحصليهم وصحتهم النفسية.
من فوائد حفظ القرآن
إن كل من يحفظ شيئاً من كتاب الله ويداوم على الاستماع إلى القرآن يشعر بتغيير كبير في حياته، وأقول: إن حفظ القرآن يؤثر على الصحة الجسدية أيضاً، حيث ثبُت لدي من خلال التجربة والمشاهدة أن حفظ القرآن يرفع النظام المناعي لدى الإنسان ويساعده على الوقاية من الأمراض. ويمكن أن أعدد لكم بعض فوائد حفظ القرآن كما رأيتها وعشتها أنا وغيري ممن حفظوا كتاب الله تعالى:
1- صفاء الذهن.
2- قوة الذاكرة.
3- الطمأنينة والاستقرار النفسي.
4- الفرح والسعادة الغامرة التي لا توصف.
5- التخلص من الخوف والحزن والقلق...
6- قوة اللغة العربية والمنطق والتمكن من الخطابة.
7- القدرة على بناء علاقات اجتماعية أفضل وكسب ثقة الناي.
8- التخلص من الأمراض المزمنة التي يعاني منها الإنسان.
9- تطوير المدارك والقدرة على الاستيعاب والفهم.
10- الإحساس بالقوة والهدوء النفسي والثبات.
ولذلك قال تعالى: (بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ) [العنكبوت: 49]. فهذه بعض الفوائد المادية الدنيوية، ولكن هناك فوائد أكبر بكثير في الآخرة، وهي الفرح بلقاء الله تعالى، والفوز بالرضوان والنعيم المقيم، والقرب من الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم، فهل هناك أجمل من أن تكون مع الله ورسوله يوم القيامة؟!
تأثير حفظ القرآن على الشخصية
إن أفضل عمل على الإطلاق يمكن لإنسان أن يقوم به هو تلاوة القرآن والعمل بما فيه وتطبيق ما أمر به الله والابتعاد عما نهى عنه الله. ومن خلال عدد من الدراسات تبين أن القرآن يؤثر بشكل كبير على شخصية الإنسان.
عندما تقرأ بعض كتاباً في البرمجة اللغوية العصبية أو في فن إدارة الوقت أو في فن التعامل مع الآخرين، يقول لك المؤلف: إن قراءتك لهذا الكتاب قد تغير حياتك، ومعنى هذا أن أي كتاب يقرأه الإنسان يؤثر على سلوكه وعلى شخصيته لأن الشخصية هي نتاج ثقافة الإنسان وتجاربه وما يقرأ ويسمع ويرى.
وخلاصة القول:
إن التمسك بالقرآن والمحافظة على تلاوته يؤثر إيجابياً على شخصية الإنسان، ويرفع النظام المناعي لديه، ويقيه من الأمراض النفسية، ويساعده على النجاح واتخاذ القرارات الصائبة، إن القرآن هو طريقك للإبداع والقيادة والسعادة والنجاح!
نسأل الله تعالى أن يجعل القرآن شفاء لما في صدورنا ونوراً لنا في الدنيا والآخرة ولنفرح برحمة الله وفضله أن منّ علينا بكتاب كله شفاء ورحمة وخاطبنا فقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 57-