قصة إسماعيل عليه السلام في القرآن

قصة إسماعيل عليه السلام في القرآن

1 المراجعات

ارتبط حديث القرآن الكريم عن النبي إسماعيل عليه السلام في أغلب الأحيان بالحديث عن أبيه إبراهيم عليه السلام. وقد جاء الحديث عن النبي إسماعيل في اثني عشر موضعاً في القرآن الكريم. وحديث القرآن عن هذا النبي ينتظم في العناوين التالية:

المولد والنشأة

كانت زوجة إبراهيم عليه السلام سارة عقيماً لا تلد، فأشارت على زوجها أن يتزوج من خادمته هاجر، ففعل، وقد حكى القرآن الكريم دعاء إبراهيم أن يرزقه الولد، قال تعالى: {رب هب لي من الصالحين * فبشرناه بغلام حليم} (الصافات:100-101)، فرزقه الله إسماعيل عليه السلام، فانتعشت نفس إبراهيم، وقرت به عينه، بيد أن الغيرة دبت إلى قلب سارة ، وأصبحت لا تطيق الغلام الصغير، ولا تحتمل رؤية أمه، فتمنت على زوجها أن يذهب بهما إلى أقصى الأماكن، فاستجاب إبراهيم لرغبتها، واصطحب زوجته هاجر وابنه إسماعيل إلى البيت العتيق. فأنزل هاجر وطفلها في هذا المكان الفَقْرِ، وتركهما في ذلك المكان النائي، لا يملكان من أمرهما شيئاً، ثم عاد إبراهيم إلى زوجته هاجر، وخلَّف زوجه ووحيده في تلك البقعة النائية، وهو يدعو الله أن يكلأه بعنايته، ويحفظه برعايته، وهو يقول: {إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون} (إبراهيم:37).

نبع زمزم

امتثلت هاجر لأمر زوجها، ولقضاء ربها، وتحلت بالصبر الجميل، وأخذت تأكل وتشرب مما كانت تحمله معها من الزاد، ثم لم تلبث أن جف ضرعها، وأصبحت لا تجد لبناً تُرضعه الطفل، ولا ماء تطفئ به ظمأ صغيرها، وهي في مكان لا ماء فيه ولا غذاء، ولا أنيس فيه ولا جليس، فحاولت أن تجد لها من مأزقها مخرجاً، فتركت صغيرها في مكانه يتلوى ويصرخ، وسارت هائمة على وجهها باحثة عن الماء، ومفتشة عن الغذاء، فلم تظفر من ذلك بشيء، ثم وصلت إلى جبلين، يقال لأحدهما: الصفا، ويقال للآخر: المروة، فأخذت تسعى بينهما بحثاً عن طِلْبتها.

ثم عادت إلى طفلها فوجدته يزداد صراخاً من الجوع والعطش، ويضرب برجليه الأرض، فإذا الماء يخرج من تحت قدميه!! يا لرحمة الله بهذا الطفل! ويا للطف الله به! رأت هاجر رحمة الله وعنايته بها وبطفلها، فجلست تستريح من عناء بحثها، وأكبت على الطفل تروي ظمأه. هذه العين التي تفجرت تحت قدمي الطفل إسماعيل هي عين زمزم، التي لا زالت تروي حجيج بيت الله إلى يوم الناس هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ولما نبع الماء، وسال على الأرض، اجتذب الطير إليه، فحومت حوله، وحلت فوقه، وكان قوم من قبيلة جُرهم يسيرون قرب هذا المكان، فعلموا من تحليق الطير، أن ثمة ماء في هذا المكان، فدلفوا إليه، واتخذوه موطناً ومقاماً، فأنست هاجر بهم، واطمأنت إلى جوارهم، وشكرت لله أن جعل أفئدة الناس تهوي إليهم، وكانت تلك دعوة إبراهيم عليه السلام، {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون} (إبراهيم:37).

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

1

متابعهم

11

مقالات مشابة