سر سورة يوسف
مقدمة
اللهم دهشة نعود بها براءة الطفولة التى غابت
لا تستغرب الدعاء والدهشة هى الأصل البرئ الذى تركناه خلفنا ونحن نودع احلام الصبا و الصور الجميلة التى اتينا محملين بها من عالم الأمر
لو ترك الأب ابنه الصغير وهو يمد يده إلى القمر الظاهر من نافذة حجرته لربما استطاع الطفل أن يمسك بالقمر
ولكن الأب الذى ( نهر ) ابنه وهو يؤكد له أن القمر بعيد جعل الطفل ( رهن ) معتقد أبيه
جل ما أرجوه فى هذا المقال أن أضعك على أعتاب ( الدهشة ) ربما تشهد أنت ما لم يشهده غيرك .
سورة و صورة
المصحف يحتوى مائة وأربعة عشر نصا محكما له بداية ونهاية جاءت تسميتها بالسور فهل سألت نفسك معنى كلمة سورة وما سر اختلاطها فى الذهن بكلمة صورة
لماذا سورة وليست صورة ؟
اولا نعود إلى الجذر الثلاثة لكلمة سورة وهو سور وإذا أردت التعمق أكثر فالجذر الثنائى هو سر
ولكن نكمل مع الجذر الثلاثى( لنقرب الصورة ) كلمة سور تعنى الإحاطة كما يحيط السوار بالمعصم ويحيط السور بالمبنى لكن دون منع فهى ليست إحاطة اغلاق وانما إحاطة تطلب منك أن تتسور لترى الصورة والا كيف تفهم تسوروا المحراب لو أن الموضوع اغلاق
الفرق بين سورة وصورة
هو الفرق بين البصيرة وبين البصر
هو الفرق بين المعنوى الشعورى والمادى المحسوس
هو الفرق بين السيرورة (الأمر ) والصيرورة ( ما أنتجه خيالك )
هو الفرق بين الحقيقة والمحاكاة
هو الفرق بين عالم الأمر الإلهى وعالم الخلق عالم الصور
لماذا سورة يوسف ؟
لأن سورة يوسف هى أقرب سورة توضح لك معنى كلمة سورة وأن الأمر يتعلق بالبصيرة وليس النظر فليس فى سورة يوسف سوى يوسف وان وجد خارج السورة ففى موضعين لتأكيد معنى كلمة سورة أحاطة كاملة دون اغلاق هناك باب لابد من فتحة
وهى أيضا السورة التى تحوى التأويل الحق بعيدا عن أضغاث الاحلام
فنحن نقص عليك لا تعنى نحكى لك أو نروى وأنما تقمصات الصور طالما أنت مخلوق وهذا عالم الخلق
وطالما الكتاب روحا من أمرنا فحقا تكن احاطته سور وليست صور
فكل منا يرى الصور بعيونه ويحيط بها بقناعاته ولكن السور باب مفتوح لمن يريد وعلم غير ممنوع شرطه طهارة القلب لا طهارة البدن