
معجزة القرآن الكريم لرسول الله ﷺ

معجزة القرآن الكريم لرسول الله ﷺ
_ ما هي المعجزة؟
المعجزة هي أمر خارق للعادة، يظهره الله ﷻ على يد نبي من أنبيائه، لإثبات صدق رسالته وعجز البشر عن الإتيان بمثله.
ورسول الله ﷺ أوتي معجزات كثيرة، لكن أعظمها وأبقاها القرآن الكريم، لأنه باقٍ إلى يوم القيامة، على عكس معجزات الأنبياء التي كانت محدودة بزمن معين.
_ ما هي أوجه اعجاز القرآن الكريم؟
يعتبر القرآن الكريم معجز من جوانب متعددة، منها:
اولًا: الإعجاز اللغوي والبياني
حيث أن العرب كانوا أهل بلاغة وفصاحة، كما كان الشعر والخطابة عندهم في أعلى درجاتهم ورغم ذلك عجزوا عن الإتيان بمثل القرآن رغم تحديَه لهم في أكثر من موضع:
أولاً تحداهم أن يأتوا بمثل القرآن كله، ثم بعشر سور مثله، ثم بسورة واحدة ومع ذلك لم يستطيعوا، مع أنهم أحرص الناس على تكذيبه ومحاربته.
ثانيًا: الإعجاز العلمي
حيث أن القرآن أشار إلى حقائق علمية لم تُكتشف إلا حديثًا، مثل:
• خلق الجنين وتطوره في بطن الأم:( "ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً...".)
• كروية الأرض ودورانها: ( "يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ...".)
• الحاجز بين البحار:( "مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ...".)
ثالثًا: الإعجاز التشريعي
فقد جاء القرآن بمنظومة قوانين وتشريعات شاملة، تنظّم حياة الفرد والمجتمع:
1.أحكام العبادات. 2.تنظيم العلاقات الاجتماعية (الزواج، الطلاق، الميراث).
3.المعاملات الاقتصادية (البيع، الربا، التجارة). 4.القوانين الجنائية.
وكلها قائمة على العدل والرحمة وصالحة لكل زمان ومكان.
رابعًا: الإعجاز الغيبي
أخبر القرآن عن أمور غيبية حدثت بعد نزوله:
• انتصار الروم على الفرس بعد هزيمتهم: "غُلِبَتِ الرُّومُ... وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ" ووقع كما قال.
• حفظ القرآن من التحريف: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ".
ولا يزال محفوظًا كما نزل، لم يتغير منه حرف واحد.
خامسًا: الإعجاز النفسي والروحي
القرآن له تأثير عجيب في النفوس:
• كان الكفار إذا سمعوه تأثروا رغم كرههم للنبي ﷺ.
• حتى الوليد بن المغيرة (من كبار المشركين) لما سمعه قال: "إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وما هو بقول بشر".
والقرآن يبعث الطمأنينة في القلوب: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".
_ كيف ومتى نزل القرآن الكريم على رسول الله ﷺ؟
كان النبي ﷺ قبل البعثة يحب الخلوة والتأمل في غار حراء بمكة وفي ليلة مباركة من شهر رمضان، تحديدًا في ليلة القدر، جاءه جبريل عليه السلام لأول مرة بالوحي.
القصة كما وردت في الأحاديث الصحيحة:
جاء جبريل للنبي ﷺ وقال له: اقرأ. قال ﷺ: "ما أنا بقارئ" (أي لا أعرف القراءة). فأخذه جبريل وغطّه (أي ضمّه بشدة) ثلاث مرات وهو يقول: اقرأ. ثم تلا عليه أول آيات القرآن:
>"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" [العلق: 1-5].
وقد مرّ نزول القرآن الكريم بمرحلتين أساسيتين:
• اولًا: النزول الكلي إلى السماء الدنيا.
القرآن أنزله الله جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا في ليلة القدر. الدليل: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" [القدر: 1].
• ثانيًا: النزول المفرق على النبي ﷺ.
ظلَّ جبريل عليه السلام ينزل بالقرآن على النبي ﷺ مفرَّقًا على مدى 23 سنة:
13 سنة في مكة (الآيات المكية). + 10 سنوات في المدينة (الآيات المدنية).
وكان ينزل بحسب الوقائع والأحداث، لتثبيت قلب النبي ﷺ وتعليم المسلمين أحكام دينهم.
الدليل: "وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا" [الإسراء: 106].
_ ما هو دورنا تجاه القرآن الكريم وإعجازه؟
اولًا: دورنا تجاه القرآن الكريم
1• الإيمان به وتصديقه: واجب علينا أن نؤمن أن القرآن كلام الله حقًّا، نزل على محمد ﷺ، وهو معجز محفوظ من التحريف و أن نصدّق أخباره، ونوقن أنه هداية ونور ورحمة.
2• تلاوته وتدبره: قراءة القرآن عبادة عظيمة، والحرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها.و أيضًا تدبره وفهمه:
> "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ" [ص: 29].
3• العمل به وتطبيقه: الهدف من القرآن مش بس التلاوة، بل العمل بما فيه: اتباع أوامره (الصلاة، الصدق، العدل، البر بالوالدين) و اجتناب نواهيه (الكذب، الربا، الظلم، الفواحش). الصحابة كانوا يتعلمون عشر آيات، ما يتجاوزوها حتى يعملوا بها.
4• التحاكم إليه: القرآن دستور حياة، لازم يكون مرجعنا الأول في أحكام الدين وتنظيم حياتنا. قال تعالى: "فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ" [النساء: 59].
5• الدفاع عنه ونشره: نردّ على الشبهات المثارة حوله.ونُظهر إعجازه للناس، خاصة غير المسلمين. نعلم أبناءنا وأهلنا القرآن ونغرس حبّه في قلوبهم.
---
ثانياً: دورنا تجاه إعجازه
1.التأمل في وجوه إعجازه (اللغوي، العلمي، التشريعي، الغيبي...).
2.تعريف غير المسلمين بإعجازه، لأنه برهان على صدق الرسالة.
3.الاعتزاز به: لو أيّدناه بالإعجاز العلمي أو البياني، يزيد يقيننا وطمأنينتنا.
4.العمل به كبرهان عملي: لما نطبّق القرآن في حياتنا، نصبح نحن أنفسنا دليلًا على إعجازه وصلاحيته لكل زمان.
- - فقد كانت هذة رحلة عن إعجاز القرآن الكريم في كل جوانب حياتنا فهنيئًا لمن سار على نهجه وعمل به وحفظه.
بالتوفيق في مقالات قادمة 👌🏻🤍🙂