
ملخص تفسير سورة البقرة من الآية ١٧ : ٢٩

سورة البقرة من الآية ١٧ : ٢٩
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَاحَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ(17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ(18)أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19 ) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون (٢١) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٢) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(23)فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ( ٢٤)وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٥) إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَامَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًاوَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (٢٦) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٢٧) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٨) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍعَلِيمٌ(29)}.
ملخص تفسير سورة البقرة من الآية ١٧ : ٢٩
يضرب الله أمثلة على الأشياء المحسوسة الملموسة لنعرف الغيب، شبه الله المنافقين بإيقاد نار لتضيء لهم، فإذا أضاءت لهم وأرادوا أن ينتفعوا بهذا النور يجدوا النور قد انطفأ قبل الانتفاع به ثم يعود مرة أخرى وعندما ينتفعون به يجدون النور انطفأ مرة أخرى، قبل الانتفاع به وهكذا، و رغم وجودهم بين المؤمنين الذين أنار الله قلوبهم بالإيمان بالله وما هو معنى الإيمان : الإيمان هو علم الإنسان بوحدانية الله وأوامره من خلال الرسل وهذا العلم مع التطبيق هو النور الذي يخرج الإنسان من ظلمات الجهل إلى نور العلم بالله وأوامره التي تضبط حركة الحياة وفيها عدل ومساواة ورحمه فإن المنافق فى ذلك الحين يسمع لأوامر الله من خلال الرسل ويرى بعينه نور الإيمان و لأن الله قادر على كل شيء، فإذا مس المنافق هذا النور لقربه من المؤمنين ينزع الله من قلب المنافق هذا النور لأن لسانه ناطق بالإيمان وقلبه يجحده ونزع الله عز وجل هذا النور بأن ترك في قلوبهم ظلمات متعددة متراكمة من الحقد والحسد والندم والكراهية ، فهؤلاء المنافقون لهم آذان صماء لا تسمع منهج الله، وألسنتهم أخرس لا تنطق بالحق، وأبصارهم لا ترى آيات الله. إنهم لا يرون الإيمان وخيره ويكرهون الإلزام وهو ما أمر الله به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما شبه الله خوفهم من الالتزام بأوامر الله عز وجل كخوفهم من الظواهر الطبيعية كالظلام والرعد والبرق التي تسبق المطر، ويخافون الموت، وهذا دليل على خوفهم من عقاب الله بعد الموت، ولكن بسبب جهلهم وقلوبهم المظلمة لا يرون نور الإيمان.
ومن رحمة الله عز وجل رغم كفرهم وهذا الكفر هو ستر وجود الله وإنكارهم له وكذلك الذين زادوا فى كفرهم وهم المنافقين كان من الممكن أن يخاطب الله عز وجل المؤمن فقط ولكن الله عز وجل رحمن على العالمين إن رحمة الله وسعت كل شيء وسعت المؤمن والكافر فيدعوهم بدعوة الربوبية لأن الربوبية عطية الخالق لجميع مخلوقاته، ولا يفرق بين مؤمن وكافر في عطيته، وهذه الدعوة حجة عليهم يوم القيامة بأنهم رغم كفرهم ونفاقهم وهو الأشد كفرا لكن الله عز وجل يذكرهم بحقيقة أنه الرب الذي خلق كل شيء وله الحق في العبادة، حتى يتقوا الله ويحبوه، لأنه هو الذي خلقهم ووهبهم. هو الذي جعل الأرض فراشا وجعل السماء بناء محفوظا وأنزل المطر فأنبت الزرع وأن لا يجعلوا مع الله ندا. وإن كنتم في شك مما نزل على رسول الله فما بالكم وهو الرسول الأمي ثم تحداهم الله وطلب منهم أن يأتوا ولو بسورة واحدة من مثل هذا القرآن
فَالنسبة اللفظية التي سَيقولونها تتطابق مع النسبة الواقعية التي يستطيعون إثباتها وإحضار شهود من أنفسهم يشهدون أنها مثل هذا القرآن، و لن يستطيعوا أن يأتوا ولو بسورة مثل هذا القرآن ومن رحمة الله ايضا التى وسعت كل شيء إن الله عز وجل قد أعلمهم الله أن في الآخرة ناراً وعذاباً وأنهم وقودها وأن عليهم أن يخافوا النار التي أعدت لهم قبل الآخرة، وهذا تهديد من الله ومن رحمة الله تعالى بعباده عندما يتحدث عن الكفار وعذابهم بسبب إصرارهم على الكفر نجد الله تعالى رحيم بالمؤمنين أن الله رحمن على العالمين و رحيم بالمؤمنين أي أن المؤمن ينال المزيد من الرحمه مكافأة للمؤمن لأن الله يحب المؤمن لطاعته لان المؤمنين بذل مجهود شاق فى الدنيا فى تطبيق المنهج ويقاوم اغراءات الدنيا لذلك يبشر الله عز وجل المؤمنين بالجنة وما فيها من أنهار وثمار وأزواج طيبة، ثم يبين لنا إبداعه في دقة خلقه في خلق مخلوق صغير جداً كالبعوضة، وكيف كانت نظرة المؤمن الذي يؤمن بكل شيء ونظرة الكافر الذي يعترض على كل شيء، ووصف المنافقين بثلاثة صفات مثل نقد عهدهم الفطري، وقطع الأرحام، والفساد في الأرض، وكم هم خاسرون بسبب هذه الصفات، وتحذير الله للكافرين بسؤال فيه الدهشة، كيف ترون الحياة والموت أمام أعينكم وتكفرون وأنتم إلى الله راجعون، والله تعالى هو الذي خلق كل شيء على الأرض. «والله على كل شيء قدير».