فضل التسبيح والتحميد في رفع الدرجات: أسرار الذكر وأثره في حياة المسلم
مقدمة
التسبيح والتحميد هما من أعظم أنواع الذكر التي يدعو إليها الإسلام، فهما ليسا مجرد كلمات تُردد على اللسان، بل لهما تأثير عميق في حياة المسلم، إذ يُسهمان في رفع الدرجات، تكفير السيئات، وتحصيل البركة. في هذا المقال، نستعرض فضل التسبيح والتحميد كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، وأثرهما على النفس والروح.
ما معنى التسبيح والتحميد؟
- التسبيح: هو تنزيه الله عن كل نقص، ويتجلى في قول: "سبحان الله"، أي أن الله كامل في أسمائه وصفاته.
- التحميد: هو الثناء على الله وشكره على نعمه، ويظهر في قول: "الحمد لله".
هاتان الكلمتان من الأذكار التي تقوي إيمان المسلم وتجعله دائم الاتصال بالله عز وجل.
فضل التسبيح والتحميد في القرآن الكريم
حثَّ الله تعالى في آيات كثيرة على التسبيح والتحميد، وبيَّن أثرهما في حياة الإنسان. قال الله تعالى:
- "فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ" (الواقعة: 74).
- "فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا" (طه: 130).
تُظهر هذه الآيات أهمية المداومة على التسبيح صباحًا ومساءً، مما يحقق للمؤمن السكينة والرضا.
فضل التسبيح والتحميد في السنة النبوية
جاء في السنة النبوية أحاديث عديدة توضح فضل التسبيح والتحميد، ومنها:
- قال النبي ﷺ: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" (متفق عليه).
- كما جاء في حديث آخر: "من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" (رواه البخاري).
تظهر هذه الأحاديث عظيم الأجر المترتب على التسبيح والتحميد، وتأثيرهما في تكفير الذنوب ورفع الدرجات
أنواع التسبيح والتحميد وأوقاتهما
1. أذكار الصباح والمساء
- قول "سبحان الله وبحمده" 100 مرة في الصباح والمساء.
- يفضل المداومة على هذه الأذكار لضمان الحفظ من الشرور ونيل الأجر.
2. التسبيح في الصلاة
- في الركوع: "سبحان ربي العظيم".
- في السجود: "سبحان ربي الأعلى".
- تكرار هذه الأذكار يزيد من خشوع العبد وتقربه إلى الله.
3. تسبيح بعد الصلاة
- بعد كل صلاة مفروضة، يُسن قول: "سبحان الله" 33 مرة، و"الحمد لله" 33 مرة، و"الله أكبر" 34 مرة.
- هذا الذكر يرفع الدرجات ويمحو الذنوب
الختام
إن التسبيح والتحميد من أعظم العبادات التي تقرب العبد إلى الله، وتفتح له أبواب الرحمة والمغفرة. فلنحرص على المداومة على هذه الأذكار يوميًا، فهي خفيفة على اللسان لكنها ثقيلة في الميزان يوم القيامة.