
لماذا فرض الله تعالى علينا الصيام؟
لماذا فرض الله تعالى علينا الصيام؟
لماذا فرض الله تعالى علينا الصيام؟ سؤال يتبادر إلى أذهان الكثيرين عند التأمل في هذه الفريضة العظيمة. الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو عبادة روحية تهدف إلى تزكية النفس وتقوية الإرادة. كما أن لهذه الفريضة أبعادًا صحية واجتماعية، تجعلها تتجاوز كونها مجرد طقس ديني. في هذا المقال، سنتعرف على الحكمة من فرض الصيام ، كما سنوضح أسبابه وفوائده وفقًا لما ذكره العلماء، ومنهم الشيخ ابن باز
لماذ فرض الله الصيام على عباده المؤمنين.
الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة التي فرضها الله تعالى على عباده المؤمنين. وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة: 183).
من خلال هذه الآية الكريمة، يتضح أن الصيام لم يُفرض فقط على أمة الإسلام، بل كان مشروعًا للأمم السابقة أيضًا، وأيضاً بين الله سبحانه وتعالى السبب في قوله ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
فما معنى قوله سبحانه وتعالى ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
معنى قوله تعالى: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
جاءت الحكمة الإلهية من فرض الصيام واضحة في قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، أي أن الصيام وسيلة لتحقيق التقوى، وهي الغاية العظمى من هذه العبادة.
ما معنى التقوى؟
التقوى في اللغة تعني الوقاية، وفي الاصطلاح الشرعي تعني اتخاذ ما يحفظ العبد من غضب الله وعقابه، وذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
كيف يحقق الصيام التقوى؟
1. التحكم في الشهوات: بالصيام يمتنع المسلم عن الأكل والشرب وسائر المفطرات، مما يعوده على ضبط النفس وكبح الشهوات.
2. تعظيم أوامر الله: عندما يترك الصائم المباحات امتثالًا لأمر الله، يترسخ لديه الخضوع والطاعة، مما يعينه على ترك المحرمات.
3. الإحساس برقابة الله: فالصيام عبادة خفية بين العبد وربه، مما يعزز الإحساس برقابة الله حتى في الخلوات، وهو جوهر التقوى.
كما جاء في حديث قدسي؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري و مسلم.
4. تعويد النفس على الطاعات: الصيام يقوي الإرادة ويعين المسلم على أداء العبادات الأخرى بجدية وخشوع.
الصيام وسيلة لتحقيق التقوى في حياة المسلم
عندما يصوم المسلم بنية صادقة، فإنه لا يمتنع فقط عن الطعام والشراب، بل يجاهد نفسه ليبتعد عن كل ما يُذهب ثواب الصيام، كالكذب والغيبة والنظر المحرم، فيتدرب على ضبط جوارحه، ويزداد قربًا من الله. وهذا هو المعنى العميق للتقوى التي أرادها الله من الصيام.
لماذا فرض الله الصيام ثلاثون يومًا؟
قد يتساءل البعض: لماذا فرض الله الصيام لمدة ثلاثين يومًا؟ الحكمة من ذلك تعود إلى عدة أسباب:
1. تهيئة النفس للعبادة
الصيام لمدة شهر كامل يساعد المسلم على التعود على الطاعات، مما يجعله أكثر استعدادًا لمواصلة العبادة بعد رمضان.
2. تحقيق التغيير السلوكي
وفقًا للدراسات الحديثة، فإن أي عادة تحتاج إلى وقت معين لتترسخ، وصيام رمضان لمدة شهر يُعَدّ فترة كافية لإحداث تغيير إيجابي في حياة المسلم.
الشيخ ابن باز في حكمة الصيام
بحسب ما أوضحه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، فإن الصيام فُرض لحكمة بالغة، ومن أبرزها:
التقرب إلى الله وتهذيب النفس
التعود على الصبر والتحمل
تعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه الفقراء والمحتاجين
تعليم النفس ضبط الشهوات والالتزام بالطاعة
كما أكد الشيخ ابن باز على أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الأكل والشرب، بل هو مدرسة إيمانية تهدف إلى ترسيخ مبادئ الإسلام في قلب المسلم.
الخاتمة
في الختام، نجد أن الصيام فريضة ذات أبعاد متعددة، فهو ليس مجرد تكليف شرعي، بل هو وسيلة لتربية النفس وتطهير القلب وتقوية الإرادة. ومن خلاله، يشعر المسلم بمعاناة الفقراء ويعتاد الصبر، مما يجعله أقرب إلى الله. فالصيام ليس فقط عبادة، بل هو نظام متكامل يُصلح الفرد والمجتمع. لذا، علينا اغتنام هذه الفرصة العظيمة وتحقيق الفوائد الروحية والجسدية التي أودعها الله في هذه الفريضة المباركة.

.