أهمية قراءة القرأن الكريم

أهمية قراءة القرأن الكريم

0 المراجعات

أهمية قراءة القرآن الكريم في حياة المسلم

مقدمة

القرآن الكريم هو كلام الله المعجز، المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، بواسطة جبريل عليه السلام. وهو الكتاب الذي جعله الله نوراً وهداية للناس، ودستوراً للأمة الإسلامية، ومصدراً للسعادة في الدنيا والآخرة. وإن قراءة القرآن الكريم ليست مجرّد تلاوة لفظية، بل عبادة شاملة تشمل التدبر، والعمل، والامتثال، والتعلّم، والتأمّل في آيات الله.

إن الأمة الإسلامية لا تزال بخير ما تمسكت بكتاب الله، تلاوةً وتدبّراً وعملاً، وقد قال تعالى:

> "إِنَّ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَهْدِي لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًۭا كَبِيرًۭا" (الإسراء: 9).

 

 

---

أولًا: القرآن الكريم هو كلام الله المعجز

القرآن هو معجزة الإسلام الخالدة، التي لا تنقضي عجائبها، ولا تنتهي دروسها، ولا تنطفئ أنوارها. تحدّى الله به الإنس والجن أن يأتوا بمثله، فقال:

> "قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلْإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأْتُوا۟ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِۦ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍۢ ظَهِيرًۭا" (الإسراء: 88).

 

القرآن معجز في بيانه، وفي تشريعاته، وفي أخباره الماضية والمستقبلية، وفي تأثيره العجيب على القلوب والعقول.

 

---

ثانيًا: فضل قراءة القرآن الكريم من السنة النبوية

أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم مليئة بالحثّ على قراءة القرآن الكريم، والتذكير بفضله، ومن ذلك:

1. الأجر العظيم في التلاوة

قال النبي ﷺ:

 

> “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها”

(رواه الترمذي، حديث صحيح).

 

2. الارتقاء في درجات الجنة

قال ﷺ:

 

> “يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارتق ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها”

(رواه أبو داود والترمذي).

 

3. القرآن شفيع لصاحبه يوم القيامة

قال ﷺ:

 

> “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه”

(رواه مسلم).

 

 

---

ثالثًا: أثر القرآن في تهذيب النفس وتزكيتها

القرآن الكريم يزكي النفوس ويطهّر القلوب من الشرك، والشك، والنفاق، والرياء. ويهدي الإنسان إلى مكارم الأخلاق، ويزرع فيه حب الخير، والصبر، والتواضع، والكرم، والتقوى.

قال الله تعالى:

> "قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ" (الأعلى: 14-15).

 

والتزكية لا تتم إلا من خلال الاستقامة على أوامر الله تعالى، وتدبر آيات كتابه الكريم.

 

---

رابعًا: القرآن مصدر للسكينة والطمأنينة

من أعظم ما يميز القرآن الكريم أنه يبعث في النفس الطمأنينة، ويُذهب القلق والاضطراب، ويُنعش القلب بالحياة الروحية. يقول الله تعالى:

> "ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ ٱللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ" (الرعد: 28).

 

وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن قراءة القرآن تخفف من القلق والتوتر، وتقلل من معدل ضغط الدم، وتُساعد في الاسترخاء العقلي والجسدي.

 

---

خامسًا: ضرورة تدبر معاني القرآن والعمل به

القراءة المجردة للقرآن أمر عظيم، ولكن الأعظم منها هو تدبر معانيه والعمل بما فيه. قال الله عز وجل:

> "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" (محمد: 24).

 

والسلف الصالح كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل. وكانوا يرون أن من لم يعمل بالقرآن، فإنما قرأه بلسانه فقط.

 

---

سادسًا: أثر قراءة القرآن في بناء الأمة

الأمة التي تقرأ كتاب ربها، وتجعله دستوراً لها، هي أمة عزيزة قوية. وقد كانت الأمة الإسلامية في أوج عزّها عندما كان القرآن محور الحياة، في العلم، والتربية، والقضاء، والسياسة، والاقتصاد.

قال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

> “نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.”

 

ولا عز للإسلام بدون القرآن.

 

---

سابعًا: حفظ القرآن شرف ورفعة في الدنيا والآخرة

من أعظم مراتب الفضل أن يُكرم المسلم بحفظ القرآن الكريم. فقد وعد الله أهل القرآن بمكانة عظيمة يوم القيامة. وقال رسول الله ﷺ:

> “خيركم من تعلم القرآن وعلّمه”

(رواه البخاري).

 

ويُقال لحافظ القرآن يوم القيامة كما في الحديث:

> “البس والدك تاج الكرامة، ثم يُقال: اقرأ وارق...”

(رواه أبو داود وحسنه الألباني).

 

 

---

خاتمة

إن قراءة القرآن الكريم ليست مجرّد عبادة لسانية، بل هي رسالة حياة. فالقرآن هو النور الذي لا يخبو، والدواء الذي لا يُخطئ، والسبيل الذي لا يضلّ، والحق الذي لا يُهزم. فمن أراد أن يسعد في دنياه وآخرته، فليجعل القرآن رفيقه، دليله، ومصدر إيمانه ويقينه.

> قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

“القرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة.”

 

 

---

المراجع والمصادر

1. القرآن الكريم.

 

2. صحيح البخاري.

 

3. صحيح مسلم.

 

4. سنن الترمذي.

 

5. تفسير ابن كثير.

 

6. مدارج السالكين – ابن القيم الجوزية.

 

7. فتاوى العلماء المعاصرين حول فضل القرآن

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة