في معية الله مع تفسير سورة البقرة الاية من ٣٠ :٣٩

في معية الله مع تفسير سورة البقرة الاية من ٣٠ :٣٩

0 المراجعات

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ملخص تفسير سورة البقرة من الآية 30:39

الآية 30

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}

أخبر الله تعالى ملائكته أنه سيجعل عليها خليفة وأن كل من مات يخلفه آخر.  "فقال الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟

كما فعلت الجن قبل خلق الإنسان، لأن الجن خلقوا على الأرض قبل الإنسان.

ويقول الملائكة: اللهم نحمدك حمداً كثيراً، لأنك أنت القدوس العلي، وأنت الكمال المطلق، اللهم نحمدك. وهذا هو الرد الحكيم على الملائكة بأنه يعلم ما لا يعلمون، وهم مخلوقات الخالق، وعلمهم محدود، فالله يعلم السر وما يخفى.

الآية 31

سبحانه رد على الملائكة بهذه الآية الكريمة.

  {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) 

علم آدم كل شيء عن الأسماء والأسماء الجديدة لأنها تنفع آدم على الأرض وبها تتم حركة الحياة. يستخدم أبناء آدم هذه الأسماء  من المقدمات والأسماء التي تعلمها آدم من ربه وجاءت من اللغة التي يتكلمون بها ولم يعلمها للملائكة.. وكلمة (إن كنتم صادقين) ليست نقداً للملائكة بل هم لا يعلمون الغيب، فلا يعلم الغيب إلا الله.

الآية 32

 {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)}

قول الملائكة {سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} يتضمن إقرار الملائكة بأن العلم كله لله، والله تعالى هو مصدر العلم، ولا يعلمون إلا إذا علمهم الله.

ويقول الله تعالى {الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} {الْعَلِيمُ} أي الذي يعلم كل شيء خفيا كان أو ظاهرا، وكل علم منه {الْحَكِيمُ} من الحكمة في استعمال العقل في كل الأمور والحياة

الآية 33

  {قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)} 

طلب الله تعالى من الملائكة أن يخبروه بهذه الأسماء، وبما أن الله لم يعلمهم هذه الأسماء فهم لا يعرفونها، فقالوا: العلم من الله وحده، فطلب الله من آدم أن يخبرهم بهذه الأسماء، فأخبرهم.  لأن الله علم آدم الأسماء كلها لأن سيدنا آدم سيستخدمها عند نزوله إلى الأرض، أما الملائكة فلا يحتاجون إلى معرفة الأسماء لأن الله يفعل ما يشاء والله تعالى يعلم الغيب ويعلم ما تخفي الملائكة في أنفسهم.

الآية 34

  {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)} 

أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم.  والسجود لآدم... طاعة لأمر الله... رفض أمر الله استكبارا بأمر الله، فمخالفة الشيطان من أعظم الذنوب، وهو كفر لأنه ظن أنه أفضل من آدم…

الآية 35

﴿  {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)}

فأمر الله آدم أن يسكن مع زوجته الجنة، ولكنها ليست الجنة الأبدية ولا هي الأرض، بل هي مسكن هادئ، ثم يدخل آدم في تجربة يتعرض فيها لإغراءات وغوايات الشيطان، كما سيحدث على الأرض، وهذه الجنة تحتوي على خيرات متنوعة، فأمرهما الله تعالى بالأكل منها، ولكن الله نهاهما عن الاقتراب من شجرة بعينها.  إن النعيم الذي أحل الله لنا فيه أكثر مما حرم الله علينا، ومن اقترب أو فعل ما حرم الله فهو من الظالمين، وظلم الإنسان لنفسه هو جوهر الظلم لأنه أعطى نفسه رغبة ملحة في الدنيا ساعات، وحرم نفسه من النعيم الأبدي في الآخرة.

الآية 36

﴿  {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)}

ثم خرج الشيطان فأخرجهم من نعيم الجنة التي كنا فيها، هنيئين فيها، هادئين مطمئنين لأن رزقهم جاءهم بلا عناء بعد أن وسوس لهم الشيطان وزين لهم المعصية وأغواهم دون أن يشعروا، ثم أمرهم الله بالنزول ليبدأ آدم وحواء مهمتهما على الأرض بعد أن تكتمل تجربة الإيمان، ويستقران إلى أجل يحدده الله.

الآية 37

{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)} 

ولما كانت خطيئة آدم خطيئة تهاون وليست غروراً، فقد تلقى من ربه توبة نصوحاً، لأن الله يقبل التوبة من عباده إلا من أشرك به، فرفض أمر الله عمداً، واستبدل الأمر بأمر الكفر، وهذا ما فعله الشيطان، فرفض الأمر واعترض عليه. غروراً، أما آدم فقد ظهر له الشيطان وهو متهاون، أي غير معترض على أمر الله.

الآية 38

{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)} 

وقد أخبرنا الحق سبحانه وتعالى أن آدم عندما ينزل إلى الأرض سوف يتلقى من الله منهجا لحركة حياته، فمن اتبعه خرج من حياته الخوف والحزن، وأصبح آمناً في الدنيا والآخرة.

 الآية 39

  {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)} 

الآية تتحدث عن الذين كفروا مع أنهم مؤمنون بالفطرة، لأن كلمة الكفر تعني الإخفاء، وبكفرهم يحاولون إخفاء وجود الله، ومحاولة إخفاء هذا الوجود هي إعلان بأن الله تعالى موجود بالفعل. ومن شدة كفرهم يكفرون وينكرون آيات الله، وهناك آيات كونية في الكون تخدم الإنسان ويشاهدها بأعينه، مثل الشمس والقمر والنجوم والأرض والجبال والبحار وغيرها. خلقها الله تعالى، وهذه أشياء تفوق قدرة البشر، وهؤلاء الكفار من أصحاب النار، أي أن النار قرينتهم وتحبهم وتنتظرهم، ويتوعدهم الله تعالى بالخلود في النار

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

2

متابعهم

9

مقالات مشابة