تفسير آية ٢٥٣ : ٢٥٥ من سورة البقرة

https://youtu.be/ZwAjHUaLBK4?si=FAhOREGb0iPLnaVr
https://youtu.be/VQDRJjxzmcc?si=usPK69E46wxeIkDQ
https://youtu.be/bfpidrRhmAs?si=4u4kGOJYYSKrTLXe
سورة البقرة ٢٥٣ : ٢٥٥
.{ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)
۞۞۞۞۞۞۞
تفسير آية ٢٥٣ : ٢٥٥ من سورة البقرة
تفسير الآية ٢٥٣ من سورة البقرة
يشير الله تعالى إلى الرسل، فيذكر تفضيله بعضهم على بعض، ورفع درجات بعضهم. وهذا يعني أن لكل رسول صفة تميزه عن غيره. وتشير الآية إلى أن من بينهم سيدنا موسى، وسيدنا رسول الله، بصفاتهما المميزة. كما تذكر الآية اسم سيدنا عيسى عليه السلام، وصفاته المميزة، وأن من بينهم من فضل الله بكلامه، وهو سيدنا موسى. يجب أن نفهم نقطة مهمة: الله ليس كمثله شيء. فمجرد أن سيدنا موسى كلم الله، لا يعني أن كلامه كلام البشر، ولا أن بصره بصر البشر، ولا أن سمعه سمع البشر. فليس كل وصف لله قابل للمقارنة بوصف البشر. هذه قاعدة ثابتة: الله ليس كمثله شيء. تشير الآية إلى صفات الرسل، ومنهم من رفع الله منزلته نجد سيدنا موسى عليه السلام هو من كلم ربه. وتشير الآية أيضًا إلى سيدنا محمد الذي رفع الله منزلته.
وتذكر الآية أيضًا سيدنا عيسى الرسول الذي آتاه الله تعالى البراهين الواضحة وهي معجزات كثيرة، وأيده بروح القدس. عندما وُلد عيسى، واجه مشكلة. لأنه وُلد على غير طريقة ولادة الناس، اتُهمت أمه بذلك، لكن القرآن جاء وبرّأها. وكذلك كان حاله عند موته عندما أرادوا قتله.
وعندما ننظر إلى الرسل، نجد أن الله يرسل الرسل لأنه خلق البشر دون إكراه، بل جعلهم أحرارًا في اختياراتهم. والرسل هم من أبلغوا الناس بوحدانية الله، وعلموهم تعاليم دينهم، وأوامر الله تعالى. ترك الله للإنسان الخيار بعد أن علم أوامره وعلم أن من لم يتبع سبيله سيعاني عذابًا أليمًا، وأن من اتبع سبيله نال رضوان الله وجنته. يختار بعض الناس رضوان الله واتباع سبيله، وإن كان الالتزام صعبًا. لكن حلاوة الإيمان وطاعة للرحمن تُنسي الإنسان المشقة، فيَتلذذ بطاعة الله طمعا في جنته ورضوانه. ومع ذلك، يكفر بعض الناس، أي يختار الكفر بمحض إرادته، ويشتري الدنيا وملذاتها، ويفعل ما يخالف أوامر الله. أولئك مصيرهم النار. ومع هذا الاختلاف، وقع القتال.
ولو أراد الله أن يجعل الدنيا دار إيمان ولم يقاتلوا، لخلقنا جميعًا مؤمنين، ولكن هذه مشيئة الله وحكمته. كذلك لو كنا جميعًا مؤمنين، ولم يكن في الأرض شر ولا كفر، لما أحس المؤمن بحلاوة الإيمان والطاعة، وحلاوة العبادة والجهاد في سبيل الله. فالمؤمن في طاعته لله كأنه يجاهد ويجاهد لطرد شياطين الإنس والجن، وزهد في شهوات النفس ولذة المعصية. كل هذا جهاد، وما أجمل أن ينتصر الإنسان على نفسه ويفوز بالجنة.
تفسير الآية ٢٥٤ من سورة البقرة
تبدأ الآية بنداء وأمر من الله تعالى للمؤمنين، فهم أهلٌ لمخاطبته. كأن الله يخاطبهم بنداء: "يا أيها الذين آمنوا بي إني أنا الحكيم القدير". فافعلوا ما آمرك به، سواءٌ علمتم الحكمة أم لم تعلموها. فمن فعل ذلك فهو مؤمن. الله تعالى حكيم، قد يخفي عن عبده ما لا يعنيه، وقد يكشفه للناس ليتعلموا. في هذا النداء، يأمر الله تعالى المؤمن بالإنفاق مما رزقه. الإنفاق ليس على المال فقط، بل على كل ما رزقه الله به، من العلم والمال والصحة والمحبة والرحمة وقضاء حوائج الناس.
ومن رحمة الله أن يُنذر المؤمن بيومٍ يعجز فيه عن الإنفاق ونفع الناس، وقد تنقطع عنه مصالح الدنيا كالبيع والشراء. لن يكون له صديق حميم ولا ناصر، ولا حبيب يحميه من عذاب الله، ولا شفيع. هذه الدعوة والتحذير يحمي المؤمن من عذاب الآخرين.
من تعمد عدم القيام بما أمر الله به فهو كافر. من لم ينفق مما رزقه الله فهو جاحد لهذه النعمة ولم يشكر الله، لأن شكر الله على النعمة يعني استخدامها بشكل جيد بالإنفاق على الناس. من لم يشكر الله ولم يعرف الله فقد ظلم نفسه بحرمان نفسه من رضوان الله ودخول الجنة ونعم الطاعة والمحبة والرحمة بين الناس بالإنفاق عليهم من رزق الله. كل هذا يحفظ النعمة.
تفسير سورة البقرة، الآية ٢٥٥
تبدأ الآية بوحدانية الله تعالى، فاسم الله جامع لجميع صفاته. اسم الله الرزاق، واسم الله الرحمن، واسم الله الرحيم، وإسم الله السميع واسم البصير، والله هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم، وهو على كل شيء قدير.
إذا كنت تطلب الرزق فاستعن بالله، فهو الرازق. وإذا كنت المغفرة ، فاستعن بالله، فهو الغفور. كل هذه الصفات وغيرها متضمنة في اسم الله تعالى. تتضمن الآية إعلان الله تعالى لعباده أنه لا إله إلا هو، أي لا إله إلا الله.
ثم أخبر الله عباده أنه هو الحي الذي لا يموت. وهو القيوم الذي يرعى شؤون عباده. يسمع دعاء عبَاده جميعًا، ولا يمل من دعائنا، ويجيبهم جميعًا في آن واحد. كما أنه يرزق عباده في آن واحد، ويحيي ويميت في آن واحد. إن الله القيوم هو الذي يفعل كل هذا في آن واحد. إنه رب الكون، ومدبر الأمور، وخالق البشر، ولا يشغله شيء عن أمر آخر. وهو القيوم للعالمين. الله تعالى لا تغفو عينه، أي لا ينام أبدًا. له ما في السماوات وما في الأرض. لا يشفع أحد لأحد في الآخرة إلا بإذن الله تعالى. يعلم الله ماضي الإنسان ومستقبله. لا يعلم السر إلا الله، ولا يعلم بشر من أسرار الله شيئًا ولا من الغيب إلا ما شاء الله. وسع عرش الله تعالى السماوات والأرض، ولا يعسر عليه شيء، وهو العلي العظيم
…….