
تدبر القرآن الكريم ( سورة الفاتحة ) السورة (مكية) عدد آياتها (٧)
1– أسماء السورة المباركة :
زاد عدد أسماء هذه السورة المباركة على ٢٠ اسماً (كما ذكر ذلك السيوطي في الإتقان)، نذكر بعضاً منها :
الفاتحة - أم الكتاب - الحمد - السبع المثاني - الكافية الشافية.
2 - مناسبة التسمية:
الفاتحة لافتتاح القرآن الكريم بها. أم الكتاب: لأنها اشتملت على جميع مقاصد الدين. الحمد لأنها بدئت بالحمد. السبع المثاني: لأن الله تعالى سماها بهذا الاسم في (سورة
الحجر ) قال الله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ وهي سبع آيات. والمقصود (بالمثاني) : أي تُثنى وتعاد في كل ركعة. وقيل : يثنى فيها على الله بما أمر .
الكافية لأنها تكفي في الصلاة عن غيرها، ولا يكفي عنها غَيْرُها . الشافية: لقول النبي ﷺ : « وما يدريك أنها رقية» رواه البخاري
3 - ما جاء في فضلها :
١ - قول النبي ﷺ لأبي سعيد بن المعلى لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته» رواه البخاري.
۲ - قال رسول الله ﷺ : والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مِثْلُها، وإنها لَسَبْعٌ من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته». رواه الترمذي (صحيح الجامع : ۷۰۷۹).
4 - موافقة أول السورة لآخرها :
بدأت السورة بالحمد الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . وختمت بالدعاء ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) وكلاهما موافق للآخر حيث إن (الحمد) دعاء كما جاء في الحديث أفضل الذكر : لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء : الحمد لله» رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح الترغيب والترهيب ١٥٢٦). وذلك لأن من بدأ دعاءه بالحمد والثناء على الله، كان أخرى بالإجابة والقبول.
5 - المحور الرئيسي للسورة :
تحديد معالم الدين وأصوله وفروعه.
6 - مواضيع السورة المباركة :
بدأت سورة الفاتحة بالاعتقاد أولاً ثم العبادة ثم المنهج. فبدأت بالاعتقاد ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ إشارة إلى توحيد الألوهية ومن ثم توحيد الربوبية. ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ إشارة إلى توحيد الأسماء والصفات. مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إشارة إلى الإيمان باليوم الآخر. ثم العبادة وإِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ . ثم المنهج اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ .... آخر السورة.
7 - فوائد ولطائف حول السورة المباركة :
۱ - بدأت (بالحمد) حيث أن الله يبدأ عباده وخلقه بالمن والعطاء قبل أن يسألوه، فاستوجب الحمد منهم ونَبَّههم عليه ليكثروا منه، وفي الحديث: «أما إن ربك يحب المحامد» رواه أحمد والنسائي (السلسلة الصحيحة ٣١٧٩).
٢ - ذكرت السورة أهم عملين من أعمال القلوب ( الإخلاص) إياك نعبد و (التوكل) إياك نستعين.
٣ - ذكرت أهمية الصحبة الصالحة والقدوة صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ .
٤ - التنويه بضرورة وحدة الأمة (نعبد - نستعين) بصيغة الجمع وليس المفرد.
ه - حاجة الإنسان دوماً للهداية بأنواعها،
( الإرشاد - التوفيق - التثبيت)
أ - هداية الإرشاد : كقوله تعالى في سورة الشورى ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ أي : وإنك يا محمد تدل الناس وترشدهم إلى صراط مستقيم.
ب - هداية التوفيق : كقوله تعالى في سورة القصص إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) أي : إنك يا محمد لا تجعل الناس ،مهتدين بل الله هو الذي يوفقهم لقبول الحق والهداية.
ج هداية التثبيت : كقوله تعالى في سورة محمد ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَعَانَتْهُمْ تَقْوَتَهُمْ ﴾ ﴿ زَادَهُمْ هُدًى ﴾ : أي ثَبَّتهم على الهدى الذي هم عليه، فكلما ازدادوا هدى ثبتوا عليه.
ولذلك فرض الله هذا الدعاء في كل صلاة نُصلّيها .
٦ - بدأ الله تعالى القرآن (بالحمد ) وإليك بعض فضائل الحمد لتعي أهميته في حياة العبد :
- أفضل عباد الله الحمادون. (صحيح الجامع (١٥٧١)
- أفضل الدعاء (الحمد لله). (صحيح الترغيب والترهيب ١٥٢٦)
- أحب الكلام إلى الله ( سبحان الله وبحمده) ... (صحيح مسلم)
- الحمد سبب ثبات النعمة على العبد وسبب زيادتها.
٧ - ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ قدم العبادة على الاستعانة؛ لأنها وسيلة إليها ... فلا يُستعان بالله في أمر من الأمور إلا بعبادة الله وطاعته، أما قول أحدهم لا حول ولا قوة إلا بالله) وهو مُدْبرٌ عن ربه، غافل عن ذكره، فلا تنفعه.
8 - علاقة الفاتحة بسورة (البقرة) وسورة ( آل عمران):
اَهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
- آخر ما جاء في الفاتحة ﴿ مرتبط ببداية سورة البقرة ... هُدًى لِلْمُتَّقِينَ .
- آخر ما جاء في الفاتحة غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وهم اليهود فجاءت بعدها سورة (البقرة) تفصل أحوالهم مع ربهم ثم الضَّالِّينَ وهم النصارى فجاءت سورة (آل عمران) تفصل أحوالهم مع ربهم.