قصة خلق سيدنا آدم عليه السلام (ج) 4

قصة خلق سيدنا آدم عليه السلام (ج) 4

0 المراجعات

وهكذا روي عن عبد الله بن عمر موقوفاً ومرفوعاً والموقوف أصبح واستأنس القائلون بهذا القول ، وهو أخذ الميثاق على الذرية ، وهم الجمهور ، بما قال الإمام أحمد ) : حدثنا حجاج ، حدثني شعبة ، عن أبي عمران الجوني ، عن أنس بن مالك ، عن النبي ﷺ قال : ( يُقال للرجل من أهل النار يوم القيامة : لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مقتدياً به ؟ قال : فيقول : نعم . فيقول : قد أردتُ منك ما هو أهون من ذلك ، قد أخذت عليك في ظهر آدم ألا تشرك بي شيئاً ، فأبيت إلا أن تشرك بي ) أخرجاه من حديث شعبة ، به وقال أبو جعفر الرازي : عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب ، في قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّنَهُمْ ﴾ [الأعراف : ١٧٢ ) الآية والتي بعدها ، قال : فجمعهم له يومئذ جميعاً ما هو كائن منه إلى يوم القيامة ، فخلقهم ثم صورهم ، ثم استنطقهم ، فتكلموا ، وأخذ عليهم العهد والميثاق وأشهد عليهم أنفسهم : ( ألست بربكم قالوا بلى ) ( الأعراف : ١٧٢ ) الآية . قال : فإني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع ، وأشهد عليكم أباكم ألا تقولوا يوم القيامة : لم تعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري ، ولا رب غيري ، ولا تشركوا بي بي شيئاً ، وإني سأرسل إليكم رسلاً ينذرونكم ش عهدي وميثاقي ، وأنزل عليكم كتابي ، قالوا : تشهد أنك ربنا وإلها ، لا رب لنا غيرك ، ولا إله لنا غيرك ، فأقروا له يومئذ بالطاعة ورفع أباهم آدم فنظر إليهم ، فرأى فيهم : الغني والفقير ، وحسن الصورة ودون ذلك ، فقال : يا رب لو سويت بين عبادك ؟ فقال : إني أحببت أن أشكر . ورأى فيهم الأنبياء مثل الشرج ، عليهم الثور، وحصوا بميثاق آخر من الرسالة والنبوة ، فهو الذي يقول الله تعالى : وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نوع وابراهيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أبي مريم وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِيثَاقًا غَلِيظًا ) الأحزاب (٧) ، وهو الذي يقول : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ) ( الروم (٣٠) وفي ذلك قال : ( هَذَا نَذِيرٌ من النذر الأولى ) [ النجم (٥٦) وفي ذلك قال : ( وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِنْ عَهْدِ وَإِن وَجَدْنَا أَكْتَهُمْ لَفَاسِقِينَ ) ( الأعراف : 102). رواه الأئمة : عبد الله بن أحمد ، وابن أبي حاتم ، وابن جرير ، وابن مردويه ، في تفاسيرهم ، من طريق أبي جعفر . وروي : عن مجاهد، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، والحسن البصري ، وقتادة ، والسدي ، وغير واحد من علماء السلف ، بسياقات توافق هذه الأحاديث ، وتقدم أنه تعالى لما أمر الملائكة بالسجود لآدم امتثلوا كلهم الأمر الإلهي ، وامتنع إبليس من السجود جسداً وعداوة له ، فطرده الله وأبعده وأخرجه من الحضرة الإلهية ، ونفاه عنها ، وأهبطه إلى الأرض طريداً ملعوناً شيطاناً رجيماً . وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ويعلى ومحمد ابنا عبيد ، قالوا : حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ﷺ : ( إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد ، اعتزل الشيطان يبكي ، يقول : يا ويله ، أمر ابن آدم بالسجود فسجد ، فله الجنة ، وأمرت بالسجود ، فعصيت ، فلي النار . . ورواه مسلم : من حديث وكيع وأبي معاوية ، عن الأعمش ، به ثم لما أسكن آدم الجنة التي أسكنها ، سواء كانت في السماء أو في الأرض على ما تقدم من ال ما الخلاف فيه ، أقام بها هو وزوجته حواء . ، حواء عليهما السلام يأكلان منها رغدا) حيث شاء ، فلما أكلا من الشجرة التي نها عنها، سلبا ما كانا فيه من اللباس ، وأهبطا إلى الأرض ، وقد ذكرنا الاختلاف في مواضع هبوطه منها. عن واختلفوا في مقدار مقامه في الجنة ، فقيل : بعض يوم من أيام الدنيا ، وقد قدمنا ما رواه مسلم أبي هريرة مرفوعاً ، وخُلق آدم في آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة وتقدم أيضاً حديثه عنه وفيه - يعني ) : يوم الجمعة - خلق آدم ، وفيه أخرج منها، فإن كان اليوم الذي خلق فيه أخرج ، وقلنا إن الأيام السنة كهذه الأيام ، فقد لبث بعض يوم من هذه ، وفي هذا نظر ، وإن كان إخراجه في ع ، غير نه في غير اليوم الذي خلق فيه ، أو قلنا بأن تلك الأيام مقدارها ستة آلاف سنة ، كما تقدم عن ابن عباس ومجاهد والضحاك ، واختاره ابن جرير ، فقد لبث هناك مدة طويلة قال ابن جرير : ومعلوم أنه خلق في آخر ساعة من يوم الجمعة ، والساعة منه ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر ، فمكث مصوراً طيباً قبل أن ينفع فيه الروح أربعين سنة ، وأقام في الجنة قبل أن يهبط ثلاثاً وأربعين سنة وأربعة أشهر . والله تعالى أعلم وقد روى عبد الرزاق : عن هشام بن حسان ، عن سوار ، خير عطاء بن أبي رباح : أنه كان لما أهبط رجلاه في الأرض ورأسه في السماء ، فحطه الله إلى ستين ذراعاً . وقد روي عن ابن عباس نحوه. وفي هذا نظر لما تقدم من الحديث المتفق على صحته : عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله ﷺ قال : ( إِنَّ الله خلق آدم وطوله ستون ذراعاً ، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن .. وهذا يقتضي أنه خُلِقَ كذلك لا أطول من ستين ذراعاً ، وأن ذريته لم يزالوا يتناقص خلقهم حتى الآن وذكر ابن جریر : عن ابن عباس : إن الله قال : يا آدم ! إنَّ لي حرماً بحيال عرشي ، فانطلق قابن لي فيه بيتاً ، فطف به كما تطوف ملائكتي بعرشي . وأرسل الله له ملكاً فعرفه وعلمه المناسك . وذكر أن موضع كل خطوة خطاها آدم صارت قرية بعد ذلك وعنه : أن أول طعام أكله آدم في الأرض ، أن جاءه جبريل بسبع حبات من حنطة ، فقال : ما هذا ؟ قال : هذا من الشجرة التي نهيت عنها فأكلت منها . فقال : وما أصنع بهذا ؟ قال : ابذره في الأرض ، فبذره ، وكان كل حبة ، منها زنتها أزيد من مئة ألف ، فنبتت ، فحصده ، ثم درسه ، ثم ذراه ، ثم طحنه ، ثم عجنه ، ثم خبره فأكله بعد جهد عظيم وتعب ونكد ، فذلك قوله تعالى : ( فَلَا يُخْرِجَنَّها مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ) [ طه : ١١٧) وكان أول كسوتهما من شعر الضان ، جزاء ثم غزلاء فنسج آدم له حبة ، ولحواء درعاً وخماراً . واختلفوا : هل ولد لهما بالجنة شيء من الأولاد ، فقيل : لم يولد لهما إلا في الأرض ، وقيل : بل ولد لهما فيها فكان قابيل وأخته ممن ولد بها ، فالله أعلم . وذكروا أنه كان يولد له في كل بطن ذكر وأنثى ، وأمر أن يُروح كل ابن أخت أخيه التي ولدت معه والآخر بالأخرى وهلم جراً ، ولم يكن تحل أخت لأخيها الذي ولدت معه والله اعلم  وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

6

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة