
قصة خلق آدم عليه السلام (ج) 2
قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى ومحمد بن جعفر ، حدثنا عوف ، حدثني قسامة بن زهير ، عن أبي موسى ، عن النبي ﷺ ، قال : ( إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، جاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك . والخبيث والطَّيِّبُ والسَّهْلُ والحزن وبين ذلك . ورواه أيضاً ) : عن هوذة ، عن عوف ، عن قسامة بن زهير ، قال : سمعت الأشعري قال : قال رسول الله ﷺ : ( إِنَّ الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قَدْرِ الأرض ، فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك ، والسَّهْلُ والحَزْنُ ، وبين ذلك ، والخبيث والطيب ، وبين ذلك . . وكذا رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه : من حديث عوف بن أبي جميلة الأعرابي ، عن قسامة بن زهير المازني البصري ، عن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري ، عن النبي ﷺ بنحوه . وقال الترمذي : حسن صحيح وقد ذكر الشدي : عن أبي مالك ، وأبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب رسول الله ﷺ ، قال : ( فبعث الله عز وجل جبريل في الأرض ، ليأتيه بطين منها ، فقالت الأرض : أعوذ بالله منك أن تنقص مني أو تشينني ، فرجع ولم يأخذ ، وقال : رب إنها عادت بك فأعدتها ، فبعث ميكائيل فعادت منه فأعادها ، فرجع فقال كما قال جبريل ، فبعث ملك الموت فعادت منه ، فقال : وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنقذ أمره ، فأخذ من وجه الأرض وخلطه ، ولم يأخذ من مكان واحد ، وأخذ من تربة بيضاء وحمراء وسوداة ، فلذلك خرج بنو آدم مختلفين ، فصعد به قبل التراب حتى عاد طيناً لازياً - واللازب ؛ هو الذي يلزق بعضه ببعض - ثم قال للملائكة : ( إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ فَإِذَا سويْتُهُ وَنَفَحْتُ فِيهِ مِن رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) ( ص : ٧١-٢٧٢ ) فخلقه الله بيده لئلا يتكبر إبليس عنه ، فخلقه بشراً ، فكان جسداً من طين أربعين سنة من مقدار يوم الجمعة ، فمرت به الملائكة ، فَفَزِعُوا منه لما رأوه ، وكان أشدهم منه فزعاً إبليس ، فكان يمر به فيضربه ، فيُصوتُ الجد كما يُصوتُ الفخار ، يكون له صلصلة ، فذلك حين يقول : ( مِن صَلْصَل كالفخار ) ( الرحمن : ١٤) ويقول : لأمر ما خُلِقْتَ ، ودخل من فيه وخرج من دبره ، وقال للملائكة : لا تَرْهَبُوا من هذا فإن ربكم صمد وهذا أجوف ، لئن سلطت عليه لأهلكته فلما بلغ الحين الذي يُريد الله عز وجل أن ينفع فيه الروح ، قال للملائكة : إذا نفخت فيه من روحي فاسجدوا له ، فلما نفخ فيه الروح ، فدخل الروح في رأسه عطس ، فقالت الملائكة : قل الحمد الله ، فقال : الحمد الله ، فقال له الله : رحمك ربك . فلما دخلت الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة ، فلما دخلت الروح في جوفه ، اشتهى الطعام ، فوتب قبل أن تبلغ الروح إلى رجليه ، عجلان إلى ثمار الجنة ، وذلك حين يقول الله تعالى : ( خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَل ) ( الأشياء : ٢٧) ( تسجدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ) ( الحجر : ٣١٣٠ ) وذكر تمام القِصَّة ولبعض هذا السياق شاهد من الأحاديث ، وإن كان كثير منه متلقى من الإسرائيليات فقال الإمام أحمد ) : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا حماد ، عن ثابت ، عن أنس ، أن النبي ﷺ قال : « لما خلق الله آدم تركه ما شاء أن يدعه ، فجعل إبليس يطيف به ، فلما رأه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك .وقال ابن حبان في ( صحيحه : حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا هدية بن خالد ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله ﷺ قال : « لما نفع في آدم ، فبلغ الروح رأسه عطس ، فقال : الحمد الله رب العالمين ، فقال له تبارك وتعالى : يرحمك الله : وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا يحيى بن محمد بن السكن ، حدثنا حَبَّان بن هلال ، حدثنا مبارك ابن فضالة ، عن عبيد الله ، عن حبيب ، عن حفص - هو ابن ع عن حفص - هو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب - عن أبي هريرة ، رفعه ، قال : « لما خلق الله آدم عطس ، فقال : الحمد لله ، فقال له ربه : رحمك ربك يا آدم. وهذا الإسناد لا بأس به ، ولم يُخرجوه. وقال عمر بن عبد العزيز : لما أمرت الملائكة بالسجود ، كان أول من سجد منهم إسرافيل ، فآتاه الله أن كتب القرآن في جبهته . رواه ابن عساكر. وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا عقبة بن مُكْرَم ، حدثنا عمرو بن محمد ، عن إسماعيل بن رافع ، عن المقبري ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله ﷺ ، قال : ( إن الله خلق آدم من تراب ، ثم جعله طيناً ، ثم تركه حتى إذا كان حماً مسنوناً ، خلقه وصوره ، ثم تركه ، حتى إذا كان صَلْصَالاً كالفخار ، . قال : فكان إبليس يمر به ، فيقول له : لقد خلقت لأمر عظيم . ثم نفخ الله فيه من روحه ، فكان أول ما جرى فيه الروح بصره وخياشيمه ، فعطس فلقاء الله رحمة ربه ، فقال الله : يرحمك ربك . ثم قال الله : يا آدم ! اذهب إلى هؤلاء النقر فانظر ماذا يقولون ؟ فجاء فسلم عليهم ، فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته . فقال : يا آدم ! هذا تحيتك وتحية ذريتك . قال : يا رب وما ذريتي ؟ قال : اختر يدي يا آدم ! قال : أختار يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين وبسط [ الله ] كفه ، فإذا من هو كائن من ذريته في كف الرحمن ، فإذا رجال منهم أفواههم الثور ، فإذا رجلٌ يَعْجِبُ آدم من نوره ، قال : يا رب ! من هذا ؟ قال : ابنك داود ، قال : يا رب ! فكم جعلت له من العمر . قال : جعلت له ستين . قال : يا رب فأتم له من عمري حتى يكون له من العمر مئة سنة ، ففعل الله ذلك وأشهد على ذلك فلما نفد عمر آدم بعث الله [ إليه ) ملك الموت ، فقال آدم : أو لم يبق من عُمري أربعون سنة ؟ قال له الملك : أو لم تعطها اينك داود ؟ فجحد ذلك ، فجحدت ذريته ، ونسي فنسيت ذريته وقد رواه الحافظ أبو بكر البزار ، والترمذي، والنسائي ، في ( اليوم والليلة ، من حديث صفوان ابن عيسى ، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، عن النبي ، وقال الترمذي : حديث حسن غريب من هذا الوجه وقال النسائي : هذا حديث منكر ، وقد رواه محمد بن عجلان ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن عبد الله بن سلام قوله وقد رواه أبو حاتم بن حبان في ( صحيحه ) ، فقال : حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا صفوان بن عيسى ، حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ﷺ : ( لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس ، فقال : الحمد الله ، فحمد الله بإذن الله . فقال له ربه : يرحمك ربك يا آدم إلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى