تفسير سورة التكاثر
تفسير سورة التكاثر…………………….
و " أسباب نزول آيات سورة ( التكاثر ) "
" ألهاكم التكاثر ــ حتى زرتم المقابر ــ كلا سوف تعلمون ــ
ثم كلا سوق تعلمون ــ كلا لو تعلمون علم اليقين ـــ
لترون الجحيم ــ ثم لترونها عين اليقين ــ ثم لتسئلن يومىذ عن النعيم "



" أسباب نزول آيات سورة ( التكاثر ) "


قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ} [1-2].
قال مقاتلٌ والكلبيُّ: نزلت في حيَّيْنِ من قريش: بني عبد منافٍ وبني سَهْم، كان
بينهما لِحَاءٌ فتعادُّوا السادةَ والأشرافَ أيُّهم أكثرُ؟ فقال بنو عبد منافٍ: نحن أكثرُ
سيداً، وأعزُّ عزيزاً، وأعظمُ نَفَراً.
وقال بنو سهم مثلَ ذلك، فكَثَرَهُم بنو عبد مناف.
ثم قالوا: نَعُدُّ موتانا، حتى زاروا القبورَ فعدُّوا موتاهم.
فكَثَرَهُم بنو سَهْم: لأنهم كانوا أكثر عدداً في الجاهلية.
وقال قتادة: نزلتْ في اليهود، قالوا: نحن أكثر من بني فلانٍ، وبنو فلانٍ أكثرُ من
بني فلانٍ. ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضُلاَّلاً.














تفسير سورة التكاثر 














تفسير سورة التكاثر…………….


{ أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ } ألهاكم أيها الناس المباهاة بكثرة المال والعدد عن
طاعة ربكم، وعما ينجيكم من سخطه عليكم.
عن أنس بن مالك، عن أُبيّ بن كعب، قال: كنا نرى أن هذا الحديث من القرآن: "
لو أن لابن آدم واديين من مالٍ، لتمنى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوفَ ابنِ آدم إلا
التُّراب، ثم يتوب الله على من تاب " حتى نزلت هذه السورة: { ألهَاكُمُ التَّكاثُرُ } إلى
آخرها. 

{ حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ } يعني: حتى صرتم إلى المقابر فدفنتم فيها وفي
هذا دليل على صحة القول بعذاب القبر، لأن الله تعالى ، أخبر عن هؤلاء القوم
الذين ألهاهم التكاثر، أنهم سيعلمون ما يلقون إذا هم زاروا القبور وعيداً منه لهم
وتهدّداً. 

{ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } كلا: ما هكذا ينبغي أن تفعلوا، أن يُلْهِيكم التكاثر.
{ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } يقول جلّ ثناؤه: سوف تعلمون إذا زرتم المقابر، أيها الذين ألهاهم
التكاثر، غِبّ فعلكم، واشتغالكم بالتكاثر في الدنيا عن طاعة الله ربكم .

{ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } ثم ما هكذا ينبغي أن تفعلوا أن يلهيكم التكاثر
بالأموال، وكثرة العدد، سوف تعلمون إذا زرتم المقابر، ما تلقَوْن إذا أنتم
زرتموها، من مكروه اشتغالكم عن طاعة ربكم بالتكاثر.
وكرّر قوله: { كَلاَّ سوْفَ تَعْلَمُونَ } مرّتين، لأن العرب إذا أرادت التغليظ في
التخويف والتهديد، كرّروا الكلمة مرّتين.
وقيل { كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } قال: الكفار { ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } قال: المؤمنون. 

{ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ } ما هكذا ينبغي أن تفعلوا، أن يلهيكم
التكاثر أيها الناس، لو تعلمون أيها الناس علماً يقيناً، أن الله باعثكم يوم القيامة من
بعد مماتكم، من قبوركم، ما ألهاكم التكاثر عن طاعة الله ربكم، ولسارعتم إلى
عبادته، والانتهاء إلى أمره ونهيه، ورفض الدنيا إشفاقاً على أنفسكم من عقوبته. 

{ لَتَرَوُنَّ ٱلْجَحِيمَ }لترونّ أيها المشركون جهنم يوم القيامة، ثم لترونها
عياناً لا تغيبون عنها. 

{ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ ٱلْيَقِينِ } يعني: أهل الشرك. 

{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ } ثم ليسألنكم الله عزّ وجلّ عن النعيم
الذي كنتم فيه في الدنيا: ماذا عملتم فيه، من أين وصلتم إليه، وفيم أصبتموه، وماذا
عملتم به؟.