تفسير الآية ٢٧٦ : ٢٨٦ من سورة البقرة

https://youtu.be/LSVMHUG4wU8?si=i9EnK0O6VZr_lpFI
https://youtu.be/8v0vookziJY?si=QrsfYMEm_ZOIQTOS
https://youtu.be/VsGrCYlroYw?si=DImTogYpwpHIH-n6
سورة البقرة آية ٢٧٦ : ٢٨٦
يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283) لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}
۞۞۞۞۞۞۞
تفسير الآية ٢٧٦ : ٢٨٦ من سورة البقرة
تفسير الآية ٢٧٦ من سورة البقرة
إن الله تعالى يمسك الرزق ويبسطه.
لذلك يُطمئن الله تعالى المؤمنين الذين ينفقون ويؤتون الزكاة والصدقات للفقراء بأن زكاتهم هي التي تكبر وتنمو. أما الربا، فإنه يمنع رزق المتعاملين به، بل يمحوه ويبدده لحظة بلحظة، ولا يزول فجأة، بل يتسلل إلى الضياع دون أن يشعر به أحد.
كم من متعاملين بالربا رأيناهم وعرفناهم، ثم علمنا كيف ضاعت نفوسهم تدريجيًا؟ وهذا ينطبق على جميع المجتمعات والدول في العالم ومعاملاتها الربوية التي أفسدت عقول العالم، وقادت العالم أجمع تدريجيًا إلى الفساد، حتى بلغ ذروة الضياع والخراب والفساد. من يتعامل بالربا... ينكر نعمة الله عليه. وهذا كفر عظيم، والله لا يحب كل كافر أثيم.
تفسير الآية ٢٧٧ من سورة البقرة
ويطمئن الله المؤمنين الذين يعملون الصالحات، ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، أن الله سيجزيهم خيرًا على أعمالهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
تفسير الآية ٢٧٨ من سورة البقرة
تبدأ الآية بدعوة من الله عز وجل للمؤمنين إلى تقوى الله، أي: اتقوا الله، واتبعوا أوامره، واجتنبوا نواهيه، ليحموا أنفسهم من غضبه وعقابه. ويأمرهم الله عز وجل بترك الربا، والاستجابة لدعوته بالرجوع إلى الله، والتوبة، وترك ما فيه الربا.
تفسير الآية ٢٧٩ من سورة البقرة
يحمي الله عز وجل الفقراء من الربا، ويحذرهم من أنهم إن لم يتوبوا، فقد غفر الله لهم ما تقدم من ذنوبهم. يُنذرهم بأن من تاب وعاد إلى الربا سيُعذب في جهنم خالدًا فيها أبدًا. كما تُنذرهم الآيات بحرب الله ورسوله، أي: إن لم يستجيبوا ويفعلوا ما أمرهم الله به، فانتظروا عقاب الله بحرب من الله العزيز القدير الحكيم.
يُقاتل الله تعالى المُرابين بجنوده، التي لا يعلم عددها إلا الله عز وجل، ولا يراها إلا هو. حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم واضحة، بدءًا من تعليمه لنا وضربه للمرابين بيديه. هذه هي الحرب التي يجب خوضها. إنها حرب رسول الله بجنوده، وهم المؤمنون الذين يعارضون كل ما يُغضب الله ويتجنبون الربا. وقد أوضح الله عز وجل أن من تاب لن ينال إلا ماله لا أكثر. وهذا يكون بعد التوبة، حين ينال ماله فقط. إنهم لا يظلمون أحدًا، ولا يُظلمون
أحدًا.
تفسير الآية ٢٨٠ من سورة البقرة
توضح الاية رحمة الله على الذي عزم التوبة عن التعامل بالربا بأن يمهِلَ المدينَ إذا كان مُعْسِرًا وعاجزًا عن السداد، حتى يُمكِنه السداد. في هذه الحالة، يُعتبر أصل الدين "قرضًا حسنًا".
و إمّا أن تُمهِلَ وتُؤخِّرَ، أو أن تُتصدَّقَ ببعضِ الدينِ أو كله. لكَ ما تشاء. وقد حثَّ اللهُ المؤمنينَ على ذلك، فهذه الصدقةُ من أفضلِ الصدقات، وهي من الإحسان.
تفسير الآية ٢٨١ من سورة البقرة
من رحمةِ اللهِ بعبادِهِ أن يُنذِرَهُم بهذا اليوم، ليجعلوا أعمالَهم، بامتثالِ أوامرِ اللهِ واجتنابِ نواهيه، وقايةً من هولِ هذا اليوم، الذي فيه نرجعُ إلى اللهِ طوعًا وحبًّا في الرجوعِ إليه، ولكن بأمرِ الله. سنرى الله إن شاء الله، والله عز وجل سيحاسبنا. كل نفسٍ قضت دينها وانتهت، وسيأتي الحساب، ولكلٍّ ما اكتسبت في الدنيا. والله عز وجل ليس بظالم
تفسير آية ٢٨٢ من سورة البقرة
تبدأ الآية بنداء الذين آمنوا بأن يطبقوا ما كَلفكم به الله يأمر الله المؤمنين الذين إذا تداينوا بدين لمده محدده ان يكتبوه وهذا الأمر من الله حتى يرفع الحرج ويضمن الحقوق وتكون موثقه بتشريع سماوي، نعطي مثلا حتى يتضح لنا فهم الاية مثلا اثنان من الأصدقاء مثلا محمد ومحمود محمد استلف من محمد الف جنيه الحكم الشرعي هنا أن الله يأمرهم إذا تداين احد لاجل مسمى أى لمدة لابد أن يكتب هذا الدين ولأن هذا الأمر من الله أصبح لا حرج أن يكتب هذا الدين ولا تجد من يقول: (نحن أصدقاء) فلا نكتبه لانهم يخشون ان يموت واحد منهما فإن لم يكتب الديْن حرجاً فماذا يفعل الأبناء،
أو الأرامل، أو الورثة إذن بإلزام الحق بكتابة الديْن هو تنفيذ لأمر من الله يحقق رفع الحرج بين الأحياء.والذي يكتب الديْن كاتب غير المدين وغير الدائن غير الاثنين، ويكتب كاتب بينهم بالعدل و لا يرفض الكتابة هذا أمر من الله عز وجل يكتب كما علمه أن يكتب بمنتهى الدقة والذي يملي الصيغة هو الذي عليه الدين التي تكون حجة عليه ويتقى الله ولا يبخس منه شيء بمعنى أن يختار الله الذي في مركز الضعف ليملي صيغة الديْن، يملي على راحته، وإذا كان الذي عليه الديْن سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل فليملل وليه بالعدل واستشهدوا رجلين من رجالكم فإن لم يوجد رجلين فلتكن الشهادة لرجل وامرأتين؛ من الذين تثقون فى شهادتهم. فإن كانت إحداهما تَضل يعنى تنسى إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى
ولا يرفض أحد الشهاده وكتبوا كل صغيرة وكبيرة بكل دقة كل هذا تذكره وعدل وافضل لكم من ينتابَكم الشك إلا إذا كانت تجارة مباشره بينكم هذا لا يحتاج الى كتابه ولكن عند البيع يكون بينكم من يشهد على البيع وعلى للدائن والمدين أن لا يضر الكاتب والشاهد عليكم وإن فعلتم هذا يكون فسوق عليكم اى يضركم انتم وتقوا الله خافوا من الله لأن الله عليم بكم
تفسير الآية ٢٨٣ من سورة البقرة
لم يُغفل الله تعالى مسألة الدين، حتى في السفر. تُبين الآية أنه في السفر، إذا اضطر أحدٌ للاقتراض ولم يكن هناك كاتب ولا شاهد، فإن الله يشترط بينهما عهدًا. أي أن المدين يُعطي الدائن ضمانًا لدينه. إن كتابة الدين والشهادة عليه في الإقامة، والعهد في السفر، كلها أمورٌ تهدف إلى حماية الناس من الضغوط الاجتماعية. أما إذا أُؤتمنوا على أماناتهم، فقد لا يكون بينهم عهد. ومع ذلك، يُذكرهم الله تعالى بأنهم أمناء على بعضهم البعض، لأن أحدهم مؤتمن على العهد الذي يحمله، والآخر مؤتمن على الدين. لذلك، يأمر الله تعالى كلَّ أمينٍ بأداء أمانته للآخر، وتقوى الله في هذا الأمر، وعدم كتمانها عند سؤاله عن شهادته.
فإن كتموا شهادتهم فإن كتمان شهادتهم إثم القلب، والله تعالى يخبرهم أنه عليم بما يفعلون.
تفسير الآية ٢٨٤ من سورة البقرة.
تبدأ الآية بلفظ "لله" بمعنى الحصر والتقييد. كل شيء في الوجود بيد الله، فلا يملك أحد شيئًا، فكل شيء فانٍ. حتى الإنسان الذي جعله الله خليفةً وجعل الأرض دار استقرار وملك، لم يبقَ له على هذه الأرض إلا أجله. سأضرب مثالًا للتوضيح. قبل أن نضرب مثالًا، يجب أن نعلم أن الأمثلة في الدنيا تُعطى لنا من خلال المحسوسات لبيان الغيب. أي مثال يُفهم على أنه لا يُقارن. نحن لا نُقارن الله بشيء في الدنيا. لنأخذ مثال موظف عمل في شركة لمدة عشرين عامًا. تُسلمه الشركة ضمانًا - أحيانًا سيارة، وأحيانًا شقة قريبة من مكان عمله، أو معدات. بعد انتهاء مدة خدمته المحددة في الشركة، يجب عليه تسليم هذا الضمان إلى خليفته، وعليه أن يُسلمه كما كان من قبل دون أي خسارة. هذا ينطبق على كل من يملك عقارًا أو أرضًا أو غيرها من الممتلكات. في هذه الدنيا، نؤدي رسالتنا، وهي إرضاء الله ورسوله. ثم نسلم الأمانة. يجب أن نسلمها دون أن نتسبب في دمار أو إثم، لأننا سنحاسب على إنسانيتنا وأفعالنا. الله تعالى مالك السموات والأرض. إذا شعر الناس أنهم اشتروا هذه الأرض أو هذه الممتلكات، فيمكنهم العيش بحرية في هذه الدنيا، فقد وضع الله لهم ضوابط ومنهجًا يجب اتباعه. إذا اختار الإنسان سبيل الله، واتبع أوامره، واجتنب نواهيه، ومات في آخر عمره ولقي الله، فلن يملك إلا عمله.
وكأن هذه الثروة أمانة مؤقتة من الله، مودعة لدى فرد أو شركة. تستمر هذه الأمانة حتى تصل إلى أصلها وتُسلم إلى خالقها. فهل يتصرف الإنسان في ماله بما يرضي الله أم لا؟
نحن في أرض الله، وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. لذلك يحذرنا الله تعالى من إدراك أعمالنا، فهو يعلم ما نظهر وما نخفي في أنفسنا، وسيحاسبنا عليها، وهو القادر على أن يغفر لمن يشاء، ويعذب من يشاء.
تفسير الآية ٢٨٥ من سورة البقرة
يُبيّن القرآن الكريم أن الله تعالى، خالق السماوات والأرض، وهو على كل شيء قدير، شهد أن لا إله إلا هو. فجمع الله تعالى الرسول والمؤمنين على عقيدة واحدة، وهي الإيمان بالله تعالى.
وهذا أمر طبيعي، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم آمن بالله أولاً، وشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعد ذلك، بلّغ الرسول صلى الله عليه وسلم رسالته إلينا، فآمنّا نحن المؤمنين بالله.
وهكذا يكتمل تكوين الإيمان، ويشهد الجميع أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. المؤمنون جميعاً يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله، ويؤمنون بجميع الرسل، ولا يكفرون أحداً منهم.
فاستمعوا لأوامر الله ورسوله، وأطَاعوا أوامر الله تعالى، واجتنبوا نواهيه، واستغفروا الله، عالمين أن مصيرهم هو الرجوع إلى الله تعالى.
تفسير آية ٢٨٦ من سورة البقرة
توضح لنا الآية الكريمة أنّ الله عز وجل لا يكلف النفس إلا بتكليف تكون فيه طاقتها أوسع من التكليف، كلف الحق كل مسلم بالصلاة خمسة فروض كل يوم، وتملأ أوقاتها بالصلاة وكان من الممكن أن تكون عشرة، بدليل أن هناك أناساً تتطوع وهو سبحانه كلف كل مسلم بالصوم شهراً، ويوجد من يصوم ثلاثة أشهر ومثل هذا في الزكاة؛ فهناك من كان يخرج عن ماله كله لله إذن سبحانه يكلفنا بما نقدر عليه ونَطيقه. وأن ما كسبته النفس من عمل خير وعمل صالح فهو مكسب لِلتفس المطمئنه بالله اى ان المكسب للمؤمن وأن ما اكتسبته النفس التى اختارت الكفر وعملت بالكفر فى الدنيا من فساد وعمل غير صالح يكون عليها وليس لها تحاسب على ما فعلته و اكتسبته من ذنوب.
فقد روي أن الله حينما سمع المؤمنين يدعون الله عز وجل بأن لا يؤاخذهم الله بالنسيان والخطأ. ولقائل أن يقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم طمأننا، فقال: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه).وهذا الرفع حدث بعد أن دعا الرسول والسابقون من المؤمنين،
وسمع المؤمنين يدعون الله بأن قالوا أن لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا من اليهود ومعنى إصرا أن لا يثقل عليهم كما ثقل على اليهود و هو الذي نزل على اليهود عندما إن أرادوا التوبة فامره الله ان يقتلوا أنفسهم أو يتصدقوا أو يزكوا بربع أموالهم لكن الله لم يعامل المؤمنين كما عامل الأمم السابقة فقد سمع الله الدعاء واستجاب و قال الله عز وجل : قد فعلت.
وسمع المؤمنين يتوجهون بالدعاء
وسمع الرسول والمؤمنين يدعون بأن لا يحمل عليهم مالا طاقة به قد قال الله عز وجل : نعم قد فعلت. وأستجاب الدعاء برفع المشقة عن الأمة. أي أن الله لن يحملنا ما لا طاقة لنا به. ولم يكلفنا سبحانه إلا بما في الوسع، وهو القدر المشترك عند كل المؤمنين
وتوجهوا المؤمنين الى الله ضارعين: أنت يا حق تعلم أننا مهما أوتينا من اليقظة الإيمانية والحرص الورعي فلن نستطيع أن نؤدي حقك كاملاً، ولذلك لا ندخل عليك إلا من باب أن تعفو عنا. ومعنى العفو محو الأثر،
ولان المؤمن يعلم إن الله قد لا يعذب العبد المذنب ولكنه قد يظل غاضبا عليه، ومن منا قادر على أن يتحمل غضب الرب؟ لذلك نطلب المغفرة، ويدعوا الله عز وجل ألا يدخلهم في الذنب الذي يؤدي إلى غضبه والعياذ بالله علينا.
فالعفو هو أن نرتكب ذنبا ونطلب من الله المغفرة، ولكن الرحمة هي الدعاء بألا يدخلنا في الذنب أصلا. ويعترفون بالعبودية لله عز وجل بأن الله هو مولاهم فيطلبون من الله المعبود أن ينصرهم على القوم الكافرين
وعلى كل هذا الدعاء والعبودية لله فإن الله عز وجل برحمته يقول : قد فعلت.