تفسير الآية ٢٦١ : ٢٦٩ من سورة البقرة

تفسير الآية ٢٦١ : ٢٦٩ من سورة البقرة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

image about تفسير الآية ٢٦١ : ٢٦٩ من سورة البقرة

 

 

https://youtu.be/-VS0mA7kGGE?si=ifJLYLr2z2BelkBf

 

 

https://youtu.be/91p-qMkwTQ8?si=D_5fC9UC28e_GoDs

 

 

 

سورة البقرة آية ٢٦١  :  ٢٦٩

{ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264)   وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (٢٦٧ ) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)}

 

تفسير الآية ٢٦١ : ٢٦٩ من سورة البقرة

تفسير الآية ٢٦١ من سورة البقرة

تتحدث الآيات التالية من الآية 261 إلى الآية 274 عن الإنفاق في سبيل الله تعالى، ويشمل المال وجميع الأرزاق التي يرزقها الله تعالى للإنسان. وفي هذه الآيات يضرب لنا الله تعالى أمثلة كثيرة

كما يضرب الله تعالى أمثلة من الأمور المحسوسة لنفهم معنى الآيات. ضرب الله تعالى لنا مثلاً على الإنفاق في سبيل الله تعالى، وشبه الله تعالى الإنفاق في سبيل الله بالمؤمن الذي يزرع حبة قمح، فتنبت سبع سنابل، وفي كل سنبلة مئة حبة، أي أن مجموع الحبوب سبعمائة حبة في السنابل السبع، والله يضاعف هذا العدد إذا أراد أن يضاعفه. وكذلك من ينفق في سبيل الله يزرع الخير في نفوس الناس ويزرع المودة والرحمة والمحبة بين الناس، لأن الله تعالى وسع الرزق.  ويزيد المؤمن ثمرات ما يزرع من الخير مما ينفق ويتصدق بصدق، ويعلم من صادق في إنفاقه ومن غير صادق.

 

تفسير الآية ٢٦٢ من سورة البقرة

تتحدث هذه الآية عن الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله دون كِبرٍ على من تصدّقوا عليهم، أو قولٍ يجرح مشاعرهم. يُطمئنهم الله تعالى ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فهو وليّ المؤمنين وراضٍ عنهم، وسيدخلهم جنته لأنهم أنفقوا في سبيل الله بإخلاص وعملوا بالإسلام.

 

تفسير الآية ٢٦٣ من سورة البقرة

توضح هذه الآية أن الإسلام يحث على حسن الكلام، لا سيما عند إهداء ما رزق الله به المحتاجين. وينبغي أن يكون هذا الرزق برفق، وكلمة طيبة، ومحبة، ومودة، ورحمة.

التسامح بين الناس أفضل وأرضى عند الله من صدقة من يجرح مشاعر المتلقي أو المحتاج بكلام جارح. الله غني عن عباده، والبشرية هي المحتاجة إليه. الإنفاق في سبيل الله لا يزيد ولا ينقص من قدرته، فهو الرزاق والغني. النفع يعود على الناس لا على الله. النفع يعود على المتلقي بالرزق، وعلى المعطي أو الواهب برفع الله منزلته، ونيل رضاه وجنته، ونيل محبة الناس. الله غني عن عباده، حليم، حليم، لا يعجل بعقوبتهم أو محاسبتهم حتى يعودوا إلى الله بطاعة ومحبة.  من آذى الفقراء وهو يتصدق عليهم فقد آذى نفسه قبل أن يضر غيره، وحرمه رضوان الله والجنة، واستحق عذاب الله في الآخرة.

تفسير الآية ٢٦٤ من سورة البقرة

معاني الآية

"لا تُبْطِلْ" تعني "لا تنتفع بها ولا تجني منها خيرًا".

معنى كلمة "من":

أن يُشعر من ينفق على المحتاجين بأنه أفضل منهم، وهو غرور واستهزاء بالناس.

ويشعر المعطي بأنه أسدى إليه معروفًا، فيُحصي نعمه عليه، فيقول له: "ألم تذكر يومًا أني أعطيتك فأحسنت إليك بكذا وكذا؟". والأذى هو كل ما يضر الإنسان بقول أو فعل أو سلوك يجرح مشاعر المحتاج الذي تصدق عليه.

معنى كلمة ( صفوان) هو الصحراء الناعمة.

معنى كلمة (صلَدا" ) هو الخلو من كل شيء.

خالٍ تمامًا حتى ينعم.

معنى كلمة (وابل) هو المطر.

معنى كلمة (طل) هو المطر الخفيف أو الندى.

 من رحمة الله بعباده، حذّرهم من فساد الصدقة، فلا يقبل الله صدقة من يتصدق بها فخرًا أو ضررًا، ولا ينال ثوابها، ولا ينال رضوان الله وجنته. وقد بيّن لنا القرآن أن من يتصدق على المساكين، دون قصد رضا الله وإخلاص النية، لا يؤمن بالله ولا يحسب حسابًا لليوم الآخر. والدليل على ذلك أنهم يتصدقون فخرًا أو ضررًا، وغايتهم إرضاء الناس نفاقًا ورياءً. وقد شبّه الله هؤلاء بالصخرة المغطاة بالتراب، ففاض الماء عليها حتى لم يبق منها شيء. وكذلك من أساء في صدقته، فلا ينال ثوابها، ولا يقبل الله صدقته لأنه كفر بنعم الله تعالى.

 والله لا يهدي الكافرين. فنسأل أنفسنا: إذا كانوا كفارًا لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، فلماذا يتصدقون على المساكين؟  الجواب في الآية نفسها: لأنهم منافقون، وهذا أشد أنواع الكفر. لا يجازيهم الله على صدقاتهم، ولا يرضيهم، ولا يهديهم، لأنهم كفار ظالمون، والكفر ظلم. ينفقون على المساكين نفاقًا، ليُقال عنهم إنهم مؤمنون محسنون، وهم ليسوا كذلك. والدليل أنهم يتصدقون رياءً وإيذاءً.

………………………………….

تفسير الآية ٢٦٥ من سورة البقرة

كما ضرب لنا القرآن أمثلةً على من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، وينفق صدقاته نفاقًا، فيظن الناس أنهم مؤمنون ومحسنون، بينما هم في الحقيقة ينفقونها لغير الله، ضرب لنا في هذه الآية أمثلةً على من يؤمن بالله واليوم الآخر، ويبتغي مرضاة الله، ويقوي إيمانه، فيتبع أوامره. ضرب لنا الله مثلًا في الإنفاق في سبيل الله، الذي ينفقه المؤمن بإخلاص تام، ومحبة، ومودة، ورحمة، على نحو يليق بالدين والإسلام. ذلك أن الدين مبني على الإحسان إلى الناس والإخلاص لله. شبّه الله الإخلاص في الصدقة بحديقة ينبت فيها النبات بماء غزير، وإن كان خفيفًا أو ندى.  كذلك صدقة المؤمن كغرس صدقةٍ من الإخلاص والمحبة والرفق بالناس في إعطائها، فيزيد الله هذا الخير وإن قلّت الصدقة. والله بصيرٌ بأعمال المؤمن، يعلم حسن نيته فيزيده خيرًا، ويعلم من يكفر نعمته فلا يقبل صدقته.

 

تفسير الآية ٢٦٦ من سورة البقرة

في هذه الآية، يضرب الله تعالى مثالاً آخر للمنافق الذي ينفق ماله أو يتصدق بقصد الرياء، ليظن الناس أنه مؤمن صالح. يسأل الله تعالى هؤلاء الناس: "أيحب أحدكم أن تكون له حديقة يزرعها في شبابه حتى أثمرت، فينتفع بها في كبره، ثم احترقت فجأة؟" هذا حال من ينفق ماله ليباهي الناس. إنها مصيبة عظيمة. يبذل جهداً كبيراً في إنفاقه في سبيل الله، وكان ينبغي أن يكون فيه نفع له. لكنه بذل جهده لإرضاء الناس، لا لإرضاء الله. ويدل على ذلك استهزائه بالمتصدقين، وكبره، وإيذاء مشاعر الناس. لا يقبل الله صدقته، ويخسر ثوابه ورضوانه وجنته.

 يبين الله تعالى هذه الآيات لعباده لنَتدبرها ونتَأملها.

تفسير الآية ٢٦٧ من سورة البقرة

يحث الله تعالى المؤمن على الإنفاق من طيبات ما أحل الله، من عمل حلال، ومال حلال، وطعام حلال طيب. كما يحثهم على عدم الإنفاق فيما لا يرضيه، كإعطاء الملابس الممزقة للفقراء، والطعام الفاسد، وكل ما يشمئز منه المرء لرائحة الطعام أو منظر الثياب التي تُصدق بها.

يجب أن نعلم أن الله تعالى غني عن العالمين، فهو الرزاق، ونحن المحتاجون إليه. من أعطى المحتاج من خير ما رزقه الله، بإخلاص ومحبة لله تعالى، ومودة ورحمة وحسن معاملة، وجد الله حمدًا وشكره على طاعته وحسن معاملته.

 

تفسير آية ٢٦٨ من سورة البقرة

توضح هذه الآية أن الشيطان يصرف المنفقين في سبيل الله عن الإنفاق فيه بوسوسته لهم، ووعده لهم بأن من أنفق سيفتقر، وإغوائهم بالمعاصي والفجور. وعندما يمتنع الأغنياء عن مساعدة الفقراء، فإن ذلك يزرع الكراهية في نفوس المحتاجين.

 لذلك يدعو الله تعالى إلى تطهير المال بالإنفاق في سبيل الله ليكثر الخير وينمو، وتزول الكراهية من المجتمع. ولذلك يحذرنا الله من الاستماع إلى الشيطان. فمن استمع إلى كلام الشيطان ووعده بأن من أنفق في سبيل الله سيفتقر، وتجاهل وعد الله بالفضل والمغفرة، فإن ذلك يؤدي إلى فساد المجتمع. ونجد أن تجربة الإنسان مع الشيطان تؤكد كذبه وخداعه. وقد عرفنا ذلك منذ أول حادثة وقعت لسيدنا آدم، عندما أغواه بالأكل من الشجرة التي نهى الله عنها. إن تجربة الإنسان مع الإيمان بالله تؤكد أن الله كريم في عفوه، واسع في عطائه لعباده.  بدأت تجربة الإيمان بأن الله غفور رحيم يقبل التوبة عندما غفر الله لآدم وعلمه التوبة عندما أغواه الشيطان بالأكل من الشجرة التي نهى الله عنها. والحكمة تقتضي منا معرفة السبل التي نهتدي إليها واتباعها.

تفسير الآية ٢٦٩ من سورة البقرة

توضح هذه الآية أن الحكمة نعمة من الله عز وجل، يؤتيه من يشاء من عباده. والحكمة هي وضع الشيء في أنفع موضع. فكل ما يأمر به الله هو جوهر الحكمة، لأنه يريد به سلامة دنيانا وسعادتنا في الآخرة. ومن الحكمة أن ينفذ العبد جميع أوامر الله عز وجل. وقد اختلف المفسرون في معنى الحكمة، فمنهم من قال إنها الصواب في القول والفعل، ومنهم من قال إنها في فهم القرآن والعمل به. ومنهم من قال: الحكمة هي النبوة.ومن أنعم الله عليه بهذه النعمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
وفاء عبد المعبود Vip تقييم 5 من 5.
المقالات

76

متابعهم

59

متابعهم

77

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.