خواطر سورة النور

سورة النور

خواطر

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وعليه نتوكل ونصلي ونسلم علي المبعوث رحمة للعالمين وخير خلق الله أجمعين محمد (صلي الله عليه وسلم) صلاة وسلاما تامين متتابعين عليك يا سيدي يارسول الله(صلي الله عليه وسلم):
أما بعد
فسورة النور تشتمل علي العديد من الأحكام والحدود
كحد الزنا وقذف المحصنات وهذه الحدود هي لرعد المجتمع المسلم عن الوقوع في مثل تلك الموبقات وبيان عقوبة من يقع فيها والآيات التي تأتي بعدها تتحدث عن حادثة الإفك وبيان فضل الله علي المسلمين إذ نجاهم من تلك الفتنة التي كانت صنيعة المنافقين يقول رب العزة سبحانه:  "والذي تولي كبره منهم له عذاب أليم" ثم تأتي بعد ذلك الآيات 
وفي الآيات السابقة كلها علاج للمجتمع المسلم إذا وقع في المحظورات 
أما الآيات التي تأتي بعد ذلك فهي بيان لكيفية الوقاية من المحظورات ومنها قوله تعالي
" يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر...." الي آخر الآية الكريمة
وأيضا قوله تعالي 
" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أذكي لهم إن الله خبير بما يصنعون" الي آخر الآية الكريمة
والآية أيضا " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ...." الي آخر الآية المباركة

وأيضا الآية: “وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتي يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتب مما ملكت أيمنكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا….” إلي آخر الآية الكريمة
وفيما سبق من آيات من السورة الكريمة بيان لتشريع المولي سبحانه وتعالي وما فيه من علاج للمجتمع وما فيه من وقاية آيضا.

 وهناك رابط مباشر بين الآيات من أول السورة وبين الآية العظيمة التالية:
 

يقول الله سبحانه وتعالي 

"الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور علي نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم"
مثل الله تعالي تشريعه الذي يهدي به الناس والمتمثل في كل الأحكام التي وردت من بداية السورة إلي غاية تلك الآية

 بالنور الساطع من مشكاة فيها مصباح والمصباح يستمد نوره من زيت خالص الصفاء والنقاء ذلك أنه مستخرج من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية وهذا بالفعل أن شرع الله سبحانه هو النور الذي يهدي الناس وهو نور لا تشوبه شائبة لأنه صادر من رب العزة سبحانه وتعالي ويعالج الناس ويقيهم من الوقوع في المحظورات ذلك أنه سبحانه خالقهم وهو أعلم بما يصلح حالهم وهو بكل شئ عليم وعليهم أن يتبعوا ذلك النور كي لا يضلوا
والله أعلي وأعلم وبالله التوفيق.

سورة النور تفسير