سورة البقرة  تفسير الآية ٢٧٠ : ٢٧٥

سورة البقرة تفسير الآية ٢٧٠ : ٢٧٥

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

 

image about سورة البقرة  تفسير الآية ٢٧٠ : ٢٧٥

 

 

 

https://youtu.be/tIbDD1l9IQo?si=wYxvzkEZvCmI4JTF

 

 

https://youtu.be/jWsl1ADZD1s?si=6F6Bkwo27qi21p1I

 

سورة البقرة ٢٧٠ : ٢٧٥

وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (270) إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272) لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274) الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) }  

 

سورة البقرة  تفسير الآية ٢٧٠ : ٢٧٥ 

 

سورة البقرة  تفسير الآية ٢٧٠  

تتحدث الآيات عن وفاء الإنسان بوعده إذا التزم بالإنفاق، وكذلك إذا التزم بشيء مما شرعه الله، بالإضافة إلى ما فرضه. فمثلاً، إذا نذر الإنسان أن يصلي لله كل ليلة ركعات، بالإضافة إلى الصلوات المفروضة، والسنن التي قبلها وبعدها، فهذا دليل على محبته لله تعالى ورغبته في زيادة طاعته وقربه منه. وأنت أيها العبد المؤمن، عندما تنذر، فإنك تلزم نفسك بشيء مما شرعه الله لك

 بالإضافة إلى ما فرضه الله عليك. وللإنسان الخيار في قبول النذر أو عدمه. أما إذا نذرت، فقد التزمت الوفاء به.  الله تعالى يعلم إن كان الإنسان قد عزم على الوفاء بنذره أم لا، حتى وإن كان سرًا، لأنه يعلم السر وما يخفى، أي ما يخفيه الإنسان في نفسه مما لا يعلمه إلا نفسه ولا يُكشف لأحد. لذا، فمن الحكمة ألا يُبالغ الإنسان في النذر، وأن يُفكر مليًا قبل النذر. يجب أن يعلم الإنسان أن الظالمين هم من يظلمون أنفسهم، ومن أشد أنواع الظلم على النفس الإنفاق للظهور، أو الإنفاق على المعاصي، أو عدم الوفاء بالنذر. فمن فعل ذلك، فلا معين له من الله يقي من عذابه في الآخرة.

تفسير الآية ٢٧١ من سورة البقرة

توضح لنا هذه الآية الكريمة أن من أظهر صدقته ليقتدي به الناس، فهو قدوة حسنة، إذ يزيل ذلك الحقد عن المجتمع.

ومن تصدّق على الفقراء سرًّا، كفر الله به من سيئاته. والله عليم يعلم القصد من وراء الصدقة العلنية أو الخفية.

تفسير الآية ٢٧٢ من سورة البقرة

توضح هذه الآية أن الرسول والمؤمنين ليسوا مكلفين بالهدى، بل بتنفيذ ما أمر الله به. الرسول مكلف فقط بتبليغ رسالة الله، والله يهدي من يشاء. والمؤمن مكلف فقط بالنصح، والله يهدي من يشاء. والله تعالى يعلم المحسن من المسيء. ومعنى قوله تعالى: "يهدي من يشاء" أن الله يهدي من اهتدى به خوفًا من عقابه، ويهدي من اصطفاه وهداه. كل هذا بفضل رحمة الله بالجميع، رحمة الله برسوله صلى الله عليه وسلم، الذي بلغهم رسالة الله، وعلمهم ما أمر الله به من الخير، وما نهى عنه من الشر. ومن أوامر الله بالخير أمره للمؤمنين بالإنفاق في سبيل الله.  أخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك حين نزلت آية الإنفاق في سبيل الله. فمن الناس من آمن وأقر وعمل بأمر الله وهم المؤمنون، ومن الناس من أعرض وكفر وهم الكافرون. 

ومن رحمة الله به أن طمأنه بأنه ليس مكلفًا بهدايتهم، بل الهداية هدى الله، وأن رسول الله مكلف بالتبليغ فقط. وكذلك من رحمة الله بالمؤمنين أن كلفهم بالنصح والإرشاد فقط لا بالهداية، فالهدى هدى الله، حتى لا يحزن الرسول والمؤمنون على عدم استجابتهم لأوامر الله. ولأن الرسول صادق في رسالته فقد حزن لعدم استجابته لما بلغه عن الله، وكذلك حزن المؤمنون الذين نصحوا الناس لصدقهم في النصح.  لذا، فمن رحمة الله أن يُطمئنهم بأن واجب الرسول هو التبليغ، وواجب المؤمنين هو النصح، ولا أحد مسؤول عن هدايتهم، لأن الهداية من هدي الله. وكما أن الله يرحم المؤمن، فإنه يرحم الكافر رغم كفره بالله تعالى. بل إن رحمته تعم الكافر أيضًا. أصرّ بعض المسلمين على عدم صرف الصدقات والتبرعات على أقاربهم الفقراء الذين لم يُسلموا، ومنعوهم من الصدقات. ولكن من رحمة الله بالناس أَنْزَلَ هذه الآية، التي يأمر فيها الله المؤمنين بالإنفاق من أموال صدقاتهم فقط، لأنها رحمة الله بالناس أجمعين. ولا يُلزمهم الإنفاق من أموال زكاتهم، لأن الزكاة واجبة على أغنياء المسلمين، ويجب عليهم إعطاؤها لفقراء المسلمين منهم فقط. أما الصدقة، فقد أمرهم بإعطائها لكل محتاج، مسلمًا كان أم غير مسلم.  هذا من رحمة الله بالجميع، فإن رحمته وسعت كل شيء، للمؤمنين والكافرين على حد سواء. ومن رحمة الله بالمؤمنين أن ينفقوا من أموالهم، وأن يكون هذا الخير ابتغاء مرضاة الله لا ابتغاء مرضاة الناس. فكل ما ينفقونه لأنفسهم، تطهيرًا لِأموالهم، وكسبًا لِمحبة الناس، وإصلاحًا للمجتمع، ومرضاة لله تعالى. فمن أنفق في سبيل الله نال رضوان الله وجنته. والله يضاعف هذا الخير كله، فلا يظلم المؤمن ولا ينقص ماله، بل يزيده الله من فضله.

تفسير الآية ٢٧٣ من سورة البقرة. في هذه الآية، يُليّن الله قلوب المؤمنين بعضهم على بعض، ويحثّهم على التصدق على من لا يقدر على قضاء حاجته. وذلك إما بقضاء الله، سواء كان مريضًا أو شيخًا كبيرًا لا يقدر على قضاء حاجته. فهذا قضاء وقدر. وهذا أيضًا بالجهاد في سبيل الله. وذلك بإرادة المجاهدين في سبيل الله، الذين رغبوا في صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانشغلوا بالجهاد في سبيل الله، لا بتجارة أو عمل يُلهيهم عن هذا الجهاد. لا أحد من هؤلاء قادر على العمل لسد حاجته. ولأن كل واحد منهم عزيز على نفسه، لا يُلحّ على طلب المال، ولا تظهر حاجته، فيظنّه الجاهل غنيًا لشدة عفته وشرفه وكرامته. 

وقد بيّن الله تعالى للمنفقين في سبيل الله كيفية معرفة هؤلاء.  ينبغي للمؤمن أن يستشعر حاجته بذكاء من خلال خصائصه، أي من خلال حالته الظاهرة، سواء كان مريضًا أو كبيرًا في السن أو مجاهدًا في سبيل الله. ولا يحتاج أي من هذه الخصائص إلى بصيرة. وقد أمر الله تعالى الأغنياء بالإنفاق عليهم، وهذا حق أمر الله به لتقويتهم. فهم يقبلون الصدقات من أغنياء المؤمنين دون تردد، فهي حقهم على الله. وقد أخبر الله تعالى المنفقين في سبيل الله أنه عليم بما يعملون من خير، سواء اتقوا الله وأنفقوا من خير ما رزقهم الله، أو أنفقوا من فاسد. وهذا تحذير من الله بأنه عليم بكل شيء، لأن بعض ضعفاء الإيمان يتصدقون بالتمر الفاسد. ومن أحسن الإنفاق فليطمئن أنه عليم بما ينفق، وأن الله يزيدهم من خيرهم في كل إنفاق، ويزيدهم من خيرهم في كل إحسان.

تفسير الآية ٢٧٤ من سورة البقرة

الذين ينفقون أموالهم ابتغاء وجه الله، ويتصدقون بالخير والقول الحسن، ويتصدقون من خير ما رزقهم الله، وينفقون من خير ما يملكون. وقد سبق بيان ذلك في الآيات السابقة. وتضيف الآية أن من اتبع أمر الله في الصدقة المذكورة، وأتاها ليلًا ونهارًا، سرًا وعلانية، فقد وعدهم الله تعالى بأجر من عنده، ولن يخافوا على مستقبلهم ولن يحزنوا، لأن الله هو ولي المؤمنين المخلصين لأمره، فهو وليهم وحبيبهم.

 

  تفسير الآية ٢٧٥ من سورة البقرة

تحدثت الآيات السابقة عن الإنفاق بالزكاة والصدقة، مما يُلين قلوب المؤمنين. فكل من رزقه الله رزقًا، فهذا الرزق ليس مالًا فحسب، بل كل ما يرزقه الله لعباده.

ومن رزقه الله رزقًا يزيد عن حاجته، أمر الله المؤمنين بالإنفاق منه على المحتاجين دون مقابل. ويكون هذا الإنفاق بإنصاف ورحمة، مما يُصلح المجتمع. فلا يُجبر فقير أو فاقد لشيء من حاجته على التسول أو الخداع لقضاء حاجته، ولا يُجبر على طلب المال من المرابين الذين يأكلون الربا ويعيشون منه، بل يقع فريسة لمن يستغيث بهم.

 لو سار المسلمون على نهج الله وأدوا الزكاة والصدقات، لما اضطر هؤلاء المحتاجون للجوء إليهم، لأننا نجد من يتعامل بالربا... يستغل المحتاج عندما يطلب منه الفقير قرضًا لسد حاجته. ثم يستغل حاجته ويشترط عليه ردها بعد أجل محدد، وأن يكون المبلغ أكبر من المبلغ الذي اقترضه. هذا استغلال لظروف الفقراء. كيف يُجبر فقير لا يملك مالًا على الاقتراض وسداد أكثر مما اقترض؟ هذا ليس من الإسلام إطلاقًا، وقد حرمه الله. ما هي مشاعر الفقراء وعواطفهم؟ كان يكفي الغني أن يعطي الفقراء، وأن يرد الغني ما اقترضه. لكن المرابي الغني يطالب الفقير بسداد ما اقترضه وأكثر. تصف الآية من يمارس الربا بأنه آكل للربا نفسه، وكأن الربا شهوته ووسيلة عيشه. إنهم يرغبون في المزيد من المال، حتى على حساب الآخرين.  هؤلاء لا يتبعون سبيل الله. خلق الله الإنسان على طبيعته، ففطرته مستقيمة، مُرتّبة على اتباع سبيل الله. فإذا حاد الإنسان عن هذا السبيل، لم يستقم

 ولم يكن إنسانًا سويًا، وتعثر في تصرفاته. هذا ما حدث لمن يمارسون الربا. لقد انحرفوا عن الطريق. وتشير الآية أيضًا إلى أنهم عند بعثهم في الحياة أو في قبورهم، ستتشوّه أخلاقهم بفعل الشيطان الذي يوسوس لهم، وسيتعثرون في الحياة بكل فعل غير لائق. وكأن الشيطان قد استحوذ على الإنسان بطريقة أفسدت قواه، إذ اتخذه الإنسان وليًا عليه، يستمع إلى كلامه ووسوساته، فيُزيّن له المال حتى يدفعه إلى الجنون والحيرة وظلم نفسه والآخرين، ويضلّه عن صراط الله المستقيم. ولشدة الحيرة وقلة العقل، يقولون إن البيع كالربا.  أولاً: للمؤمن قاعدة ثابتة، وهي وجوب تنفيذ أوامر الله دون سؤال. فإذا أمر الله بشيءٍ نفّذه، وإذا نهى عنه اجتنبه. ولما كان الله قد حرّم شيئًا، فمن مصلحة الكون أن ينفذ العبد أوامره، لأنه هو الذي خلقه وهو العليم بالخير والشر. فمثلًا، لا يشبه الله شيئًا، ولكن المثال من باب التبسيط. فمثلًا، صاحب الآلة التي يصنعها، كالثلاجة أو الموقد أو غيرهما، هل يجوز لأحدٍ استخدام هذه الأجهزة دون استشارة صاحبها ومعرفة كيفية تشغيلها ومخاطرها حتى يتجنبها؟ وماذا عن الله الذي لا يشبه شيئًا في الأرض ولا في السماء، وهو الخالق الذي خلق الكون من العدم؟ لذلك، يجب طاعة أوامره. فلا ينبغي للعبد أن يتحايل على أمر الله ويفعل ما نهى عنه. فالتجارة جائزة.  يخبر الله عباده في آياته أنه أحل البيع وحرم الربا.

من استمع لآيات الله، واتعظ بها، وخاف عقابه، واجتنب هذا المعصية، وامتنع عن الربا، وجد رحمة الله في أن من تاب إلى الله تعالى لا يُحاسب على ما مضى من أعماله، ويغفر له ما أنفقه قبل التوبة. وهذه رحمة، إذ قد يكون من تعاطى الربا قد رتب حياته على ما اكتسبه قبل تحريمه. فإذا كان الأمر كذلك، غفر الله له ما مضى، وأطمأنه أن الله سيرزقه وأن فضله من عنده. وليعلم التائبون أنهم إن عادوا إلى أعمالهم، حاسبهم الله، وكانت جهنم قرينهم، خالدين فيها.

هذه نصيحة مهمة جدًا لطمأنة قلب المؤمن.

من الضروري سؤال أهل العلم في هذه الأمور، لأن هناك أوقاتًا يقع فيها الإنسان في الربا دون أن يشعر.  لذلك فإن كل معاملة مالية تؤدي إلى زيادة المال من دون عمل أو جهد أو نتيجة بيع وشراء يجب أن يتم التحقيق فيها بدقة وفحصها لمعرفة هل هي ربا أم لا، حتى لا نقع في الإثم

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
وفاء عبد المعبود Vip تقييم 5 من 5.
المقالات

76

متابعهم

59

متابعهم

77

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.