تفسير الآية ٢٤٣ : ٢٥٢ من سورة البقرة

https://youtu.be/I2CDk57ALrg?si=NInXl7n2rY7PdKCM
https://youtu.be/1XFrMKRka4w?si=SV6Jrwb9kYJ2hoAw
سورة البقرة آية ٢٤٣ : ٢٥٢
{ (243) وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (244) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248) فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252)}
تفسير الآية ٢٤٣ : ٢٥٢ من سورة البقرة
تفسير الآية ٢٤٣ من سورة البقرة
بعد أن تحدث الله تعالى عن حقوق وأحكام الأسرة المسلمة، تؤكد هذه الآية للمؤمن أن عليه اتباع هذه الأحكام وتطبيقها في الدنيا قبل أن يموت، لأن الموت يأتي بغتة ولا مفر منه، وقد عرض لنا القرآن قصة قوم موسى، موضحاً لنا أن الموت والحياة بأمر الله، وهذه القصة عن قوم خرجوا من ديارهم هرباً من الوباء الذي يؤدي إلى الموت، فلما خرجوا أماتهم الله لسبب آخر، ثم أحياهم الله مرة أخرى بقدرة الله، ونفهم من القصة أنه بقدرة الله أماتهم وبقدرة الله أحياهم، فلما أحيَاهم كان ذلك منة من الله ولكن أكثر الناس لا يشكرون.
تفسير الآية 244 من سورة البقرة
الآية تتحدث عن أمر الله للمؤمنين بالقتال في سبيل الدين أي في سبيل الله تعالى ووحدانيته لأنه هو المحيي وكاتب الأجل وهو السميع العليم الذي يسمع كلام المقاتلين ويعلم نواياهم ويعلم من يقاتل بماله ونفسه أو أنه حمل ثقيل ويتحدث عن القتال بغضب واستهجان فالله يرى ويسمع ويعلم نواياهم.
تفسير الآية 245 من سورة البقرة
الآية تتحدث عن من يقرض الله قرضاً حسناً
من أنفق في سبيل الله تعالى فإن الله تعالى يضاعف له أجره أضعافاً مضاعفة لأن الله هو الرزاق القادر الذي بإرادته يقبض وبإرادته يبسط لأننا إلى الله نلجأ وإلى الله نرجع وسنلقى الله الخالق الرازق.
تفسير الآية ٢٤٦ من سورة البقرة
تروي هذه الآيات قصةً وردت في القرآن الكريم، وهي معركة طالوت وجالوت. تبدأ من الآية ٢٤٦ من سورة البقرة وتستمر حتى الآية ٢٥٢.
تروي هذه الآيات قصةً وردت في القرآن الكريم، حدثت بعد عهد موسى تقريبًا وقبل عيسى عليه السلام. اجتمع أشراف بني إسرائيل للتشاور، ثم ذهبوا إلى نبيٍّ لهم لم يُذكر اسمه في القرآن، وكان معاصرًا لهم في ذلك الوقت. قالوا له: "ابعث لنا ملكًا نقاتل في سبيل الله". فقال لهم نبيهم: "إني أخشى أن يفرض الله عليكم القتال". فَاعترضوا، فقال الأشراف: "أخرجنا عدونا من ديارنا وأولادنا". أي: أُذلّوا حتى فقدوا ديارهم وأولادهم بعد أن أسرهم عدوهم. وحدث ما تنبأ به نبيهم: عدلوا عن أمر القتال إلا قليلًا منهم. والله أعلم بمن ظلم فأعرض عن القتال. والعدل عن القتال ظلم للنفس. أخرجوا من ديارهم وبقوا على ذلك. لقد ظلموا أنفسهم، وظلموا أسرهم، وظلموا مجتمعهم، وظلموا أبناءهم الذين وقعوا في أسر العدو، وفوق كل ذلك ظلموا قضية الدين.
تفسير الآية ٢٤٧ من سورة البقرة
ثم أخبرهم نبيهم أن الله تعالى قد اختار لهم طالوت ملكًا. إلا أن أكثرهم اعترضوا، معتقدين أنهم أحق به من طالوت، لأنه لم يكن غنيًا ولا ذا مكانة اجتماعية مرموقة. كانوا ماديين، يسعون وراء الشهرة والثراء. لو كانوا مؤمنين لما اعترضوا على طالوت، لأنه كان اختيار الله لهم. إلا أن أكثرهم كان ضعيف الإيمان، فاعترض أكثرهم. كان رد نبيهم منطقيًا ومقنعًا، بالنظر إلى المؤهلات التي تناسب المهمة التي أرادوا أن يكون ملكًا من أجلها. فزاده علمًا ورفعة. ثم أخبرهم أن الله يفعل ما يشاء ويختار من يشاء، وأن الله واسع العلم، فهو الذي خلق البشر ومقدر الأقدار، وهو على كل شيء قدير. كان ينبغي عليهم أن يتقبلوا اختيار الله لطالوت ملكًا بالرضا والرضا، ولكن لضعف إيمان أكثرهم اعترضوا.
تفسير الآية ٢٤٨ من سورة البقرة
ولأن الله تعالى، رحمن العالمين، أراد أن يثبت لهم أحقية طالوت في ملكهم، أرسل لهم الدليل، وهو أن الله أرسل ملائكة يحملون نعشًا. كان هذا النعش مفقودًا من قبل، وكان من عهد موسى عليه السلام، وفيه بقايا مما تركه موسى وآل هارون. يطمئنهم الله تعالى أن علامة ملك طالوت هي مجيء النعش الذي تشتاقون إليه، والذي ترتبط به حرماتكم. وقوله: {فِيهِ السَّكِينَةُ} أي: فيه الطمأنينة، وهي الاستقرار النفسي الذي سيحل بهم عند العثور على النعش. لا توجد علامةٌ أعجب من مجيء التابوت لإثبات صدق النبي بأن الله بعث طالوت ملكًا. فإن لم يؤمنوا بهذا الأمر، فعليهم مراجعة إيمانهم.
تفسير آية ٢٤٩من سورة البقرة
بعد ذلك اخذ طالوت الجنود وقسمهم إلى جماعات مرتبة، وكل جماعة لها مهمة. عندما خرج إلى مكان إقامة الجيش
أوضح لهم: بأنهم سوف يقاتلون في سبيل الله، وأن الله عز وجل سيجري عليكم الاختبار، فَيختبر الله عز وجل صلابتهم ويبتليهم بنهر ويمنعهم الله عز وجل من الشرب منه وكانوا عِطاشاً، ولو لم يكونوا عطاشاً لما كان النهر لهم ابتلاء
ومنعهم من الشرب ولكن إلا من اخذ بكف يده.القليل من الماء وهو القدر الذي يعينهم على استبقاء الحياة، وقال لهم نبيهم إن من يشرب ويرتوي ويشبع من هذا النهر فليس مني أي أنه يخرج من القتال ولم يقاتل معنا ومن يفضل نفسه، فهو غير مأمون أن يكون في جند الله.فشربوا منه إلا قليلا ثم عبروا الذين لم يشربوا من النهر او الذين شربوا قليلا بقدر كف اليد واجتازوا كل الاختبارات السابقة ثم مروا باختبار آخر وهو مواجهة العدو خاف أكثرهم من مواجهة العدو وتولوا وبهذا الشكل أصبح المقاتلين عدد قليل جدا جدا ، لانهم كلما يمر عليهم ابتلاء واختبار من الله كانوا يتولوا ويصبح العدد فى تناقص حتى وصلوا الى عدد قليل جدا جدا لا يصلح للقتال فهم اقل من عدد الأعداء الذين سوف يواجهون ولكن لأن العدد القليل شديد الإيمان فاستمروا وهذه حكمة الله أن المؤمنين الذين يستحقون النصر هم الذين انتصروا لأن عندهم إيمان قوى انهم سوف يلاقون الله ولا يخافون بل انهم يطمئنون بالله انه سوف يمدهم بقوة ربانية تجعلهم يثقون فى نصر الله ويعلمون أن الفئة القليلة تغلب الفئة الكثيرة إذا أذن الله تعالى لأنهم صبروا على كل الاختبارات ولم ينسحبوا أو يعترضوا على اى اختبار مروا به وان الله مع الصابرين
تفسير آية ٢٥٠ من سورة البقرة
وعند المواجه بينهم وبين العدو وهم جالوت وجنوده توجهوا إلى الله طالبين منه أن يصب عليهم الصبر ويثبت إيمانهم ويقويهم وينصرهم على القوم الكافرين
تفسير آية ٢٥١ من سورة البقرة
إن الله عز وجل يبلغنا أنه قد نصر المؤمنين به.
وقتل داود وهو جندي من جنود المؤمنين قتل جالوت هو زعيم جيش الكفار الذي هرب، فطارده داود وقتله.
وشاءت حكمة الله أن يكون أصغر المؤمنين هو الذي يقتل كبير جيش المشركين. كانت هذه المعركة بداية تاريخ داود، وقد جاءت له هذه المعركة بالفتح العظيم، ثم أنعم الله عليه بالملك والحكمة وجعل الجبال والطير تردد وترجع معه تسبيح الله وتنزيهه، كل ذلك نتيجة قتل جالوت. وأحب داود الدرع وصار أمله أن يعلمه الله صناعة الدروع، وجعل الله له الحديد ليناً ليصنع منه ما يشاء إن الحق يأتي هنا بقضية كونية في الوجود، وهي أن الحرب ضرورة اجتماعية، وأن الحق يدفع الناس بالناس. وأنه لولا وجود قوة أمام قوة لفسد العالم، فالذي يعمر الكون هو أن توجد فيه قوى متكافئة؛ قوة تقابلها قوة أخرى.وفعلا دارت المعركة؛ وهزم هؤلاء المؤمنون أعداءهم، وانتصر داود قتل جالوت. إذن فتلك قضية دفع الله فيها أناسا بأناس، ويطلقها الحق سبحانه قضية عامة
تفسير آية ٢٥٢ من سورة البقرة
ثم يوضح الله عز وجل لنا أن كل هذه الآيات ويشير إلى الآيات التي سبقت وهي أن الله عز وجل يعرض هذه الآيات بالحق أي أن هذه القصة حقيقية لان الله هو الذي عرضها على النبي وان وفيها عدل وحق ورحمة وعبرة وعظة لهم بأن يصطفي لهم ملكا بمواصفات خاصة تناسب المهمة التي جاء من أجلها وهي أن يكون قوي الجسم وعنده من العلم والحكمة لادارة معركة حتى يهزم العدو ، وأن بعث لهم التابوت فيه سكينة وتحمله الملائكة دليل او برهان حتى يطمئنوا لطالوت ، ومن بعد ذلك أراد الحق أن يأتي مقتل جالوت العملاق الضخم على يد داود الصبي الصغير. وآية أخرى هي أن جماعة قليلة من المؤمنين تدخل المعركة وتهزم الكثرة بإذن الله ، وكذلك من الآيات والمعجزات أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف الآيات التي سبقت عن القصة التى عرضتها الآيات ، ولكنه عرفها من إخبار الله له مع إقرار الجميع، وخاصة الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بأنه لا قرأ ولا كتب ولا جلس إلى معلم، ولا أحد قال له شيئا وعندما يسمعوا هذه القصص الحقيقة التي لم تكون قرأتها او سمعتها وأنك عرفت ما عندهم مما يخفونه في كتبهم يقوله بعضهم لبعض،أنك من المرسلين،