🙏ثقافة الاعتذار في الإسلام:    قوة لا ضعف

🙏ثقافة الاعتذار في الإسلام: قوة لا ضعف

0 reviews

 

📌 ثقافة الاعتذار في الإسلام:    قوة لا ضعف . . .

 

1. بداية لا بدّ منها

في عالم تتضخم فيه الأنا وتقل فيه المروءة، أصبح الاعتذار عملة نادرة، وكأن التراجع عن الخطأ يُنقص من الكرامة. لكن في الميزان الإسلامي، الاعتذار فضيلة لا يُجيدها إلا الأقوياء. فالمسلم الحقيقي لا يرى في الاعتذار مذلة، بل قربة لله وتزكية للنفس.

2. الاعتراف بالخطأ خلق نبوي

النبي ﷺ، وهو معصوم، لم يتكبّر يومًا عن إظهار التواضع. وكان يعلّم أصحابه ألا يبرّروا الزلل، بل يعترفوا به ويطلبوا الصفح. وقد قال ﷺ: "كل بني آدم خطّاء، وخير الخطّائين التوابون." فالخطأ لا يُعيب الإنسان، ولكن الإصرار عليه هو العيب الحقيقي.

3. الاعتذار لا يُقلل من مكانتك

في كثير من الأحيان، يمنعنا الكِبر أو الخجل من الاعتذار. ولكن الاعتذار النابع من القلب، يُظهر نُبل النفس، ويعكس قدرتها على مواجهة نفسها قبل مواجهة الآخرين. من اعتذر بصدق، نال احترام الناس، وربما عاد الخطأ بابًا لتقوية العلاقة لا كسرها.

4. الاعتذار عبادة قلبية

أن تقول "أنا آسف"، ليس مجرد كلام. بل هو عبادة إذا نُويت بها إصلاح ذات البين وردّ الحقوق. فالإسلام لا يهتم بالشكل فقط، بل بالنية والمقصد. ورب كلمة اعتذارٍ صادقة، تمحو ذنوبًا، وتفتح أبوابًا مغلقة.

5. متى يجب أن تعتذر؟

إذا أخطأت في حق أحد، ولو بالكلمة، فبادر بالاعتذار. لا تنتظر أن يُواجهك الطرف الآخر، ولا تجعل الوقت يراكم الجراح. فكلما أسرعت إلى الاعتذار، قلّ الألم، وزادت فرص الصفح. والله يحب التوّابين ويُعلي قدر المتواضعين.

7. الاعتذار داخل الأسرة

أكثر ما نُخطئ فيه دون أن نعتذر، هو في بيوتنا. نجرح زوجاتنا، نصرخ في وجه أبنائنا، نُهمل مشاعر آبائنا… ثم نُكمل الحياة وكأن شيئًا لم يكن. ولكن الكلمة الطيبة داخل الأسرة قد تُعيد دفء العلاقة، وتُشعر الآخر بقيمته. الاعتذار لا يُضعف سلطتك كأب أو أم أو زوج، بل يُعلّم من حولك أن القوة لا تعني القسوة، بل الرحمة.

8. الاعتذار لله أولًا

في نهاية المطاف، أول من نحتاج أن نعتذر إليه هو الله سبحانه. كم من ذنب فعلناه وتناسيناه؟ وكم من تقصير في الصلاة والدعاء والصبر؟ الاعتذار إلى الله يكون بالتوبة، والاستغفار، والرجوع إلى الطريق المستقيم. والله جل جلاله، أكرم من أن يردّ عبدًا قال من قلبه: “ربِّ إني ظلمت نفسي، فاغفر لي.”

6. خاتمة تُلخّص المبدأ

ثقافة الاعتذار ليست ضعفًا، بل دليل رُقيّ الإيمان. فالمؤمن يُحاسب نفسه قبل أن يُحاسبه الناس، ويسعى لأن يكون قلبه نظيفًا، لا يحمل أحقادًا ولا يترك أثرًا سيئًا خلفه. اجعل الاعتذار عادة، تكن محبوبًا في الأرض، مقبولًا في السماء.

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

12

followings

1

followings

2

similar articles