
💖 الحُبّ في الإسلام: عبادة تُخفيها القلوب وتُثقل بها الموازين
💖 الحُبّ في الإسلام: عبادة تُخفيها القلوب وتُثقل بها الموازين…
1. الحبُّ في ميزان الشريعة
الحبّ في الإسلام ليس شيئًا محرّمًا أو مُدانًا كما يتوهّم البعض، بل هو شعورٌ فطريّ أودعه الله في القلوب لحِكمة، وجعله أساسًا لكثير من العلاقات. قال رسول الله ﷺ: "لم يُرَ للمتحابين مثلُ النكاح."، وهذا يدلّ على أن الإسلام لا يُحارب الحب، بل يُوجّهه ويطهّره.
2. أحبّك في الله: أرقى درجات المودّة
أعلى درجات الحب هي أن تُحبّ أحدًا لا لمصلحة ولا لجمال، بل لأنك ترى فيه الخير والدين. وقد قال النبي ﷺ: "إن من عباد الله لأُناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء لقربهم من الله..."، فذكر أنهم قومٌ تحابّوا في الله، لا يجمعهم إلا طاعته.
3. الحبّ بين الزوجين: ميثاقٌ غليظ وروحٌ واحدة
الحب في الزواج ليس عيبًا، بل هو نعمة. وقد قال تعالى: "وجعل بينكم مودة ورحمة."، وهذا دليل أن الزواج الناجح يقوم على العاطفة إلى جانب العقل. وكان النبي ﷺ يمازح زوجاته ويُظهر لهن الحبّ، حتى قال عن خديجة: “إني رزقت حبّها.”
4. حبّ الصحابة لرسول الله ﷺ
تأمل في قول بلال بعد وفاة النبي ﷺ: "لا طاقة لي بالبقاء بعده."، وقول أبي بكر حين أنفق ماله كله في سبيل الدعوة: "إنما تركت لهم الله ورسوله."، إنهم لم يحبّوا نبيهم حبًّا باردًا، بل حبًّا ترجموه طاعة وتضحية وفداءً.
5. متى يكون الحبّ محرّمًا؟
الحبّ يصبح خطيرًا إذا أخرجك عن طاعة الله، أو جعلك تُخفي علاقة تُغضبه. فكل حبّ يُقرّبك من معصية، فهو وبال، وكل حبّ يُقرّبك من الله، فهو طُهر. قال ابن القيم: “من أحبّ شيئًا غير الله، عُذّب به.”
6. الحبّ الذي يُوزن يوم القيامة
هل تعلم أن الحبّ يُثقل الميزان يوم القيامة؟ قال النبي ﷺ: "المرء مع من أحب."، فتخيّل أن تُبعث مع الصالحين لأنك أحببتهم. حتى لو لم تبلغ أعمالهم، فإن صدق المحبة يجعلك في زمرتهم. فاختر من تحبّ، فذلك اختيار أبدي.
7. دعاء المحبّين في الله
من أجمل ما يربط بين القلوب الطاهرة، أن تدعو لمن تُحبّ في ظهر الغيب. وقد أخبر النبي ﷺ أن الملك يقول لك: "ولك بمثل." فاجعل الحب وسيلة إلى الجنة، لا وسيلة للضياع. واذكر دائمًا: “اللهم ارزقنا حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يُقرّبنا إلى حبك.”
خاتمة: الحبّ نورٌ يُضيء الطريق إلى الله
الحبّ في الإسلام ليس مجرّد شعور عابر، بل هو عبادة قلبية، تُنير الروح وتُطهّر العلاقة، إذا صَفَت النيّة وصَدَق الإخلاص. فليس كل من قال "أحبك" صادق، ولكن من دعا لك في خفاء، وخاف عليك من المعصية، وذكّرك بالله في لحظة ضعف، فهو الذي يستحق أن يُسمّى محبًّا.
فليكن حبّك بوابة إلى الجنة، لا سببًا للتيه. وازرع في قلبك محبةً لله، ولمن يحب الله، فإن هذا الحب لا يموت، بل يُبعث حيًّا في ميزان الحسنات.
فاختر من تحبّ، لأنك ستُبعث معه.