الخوارج : الفكر المنحرف الذي هدد وحدة الأمة الإسلامية

الخوارج : الفكر المنحرف الذي هدد وحدة الأمة الإسلامية

0 reviews

 

الخوارج: الفكر المنحرف الذي هدد وحدة الأمة الإسلامية

الفصل الأول: من هم الخوارج؟

1. الخوارج هم فرقة خرجت عن جماعة المسلمين وعن طاعة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد معركة صفين، وذلك عندما قبل بالتحكيم بينه وبين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.


2. ظهرت هذه الفرقة في أواخر عهد الخلفاء الراشدين، وهم أول من كفّر المسلمين بالمعصية، واتهموا الصحابة بالخروج عن الشريعة، وكان شعارهم: "لا حكم إلا لله".


3. سُمّوا بالخوارج لأنهم خرجوا عن طاعة ولي الأمر الشرعي، وتمرّدوا على الجماعة المسلمة.

الفصل الثاني: أصل الخوارج ونشأتهم

1. بدأت نشأة الخوارج بعد التحكيم الذي جرى بين علي ومعاوية في عام 37 هـ، حيث اعترضت طائفة على هذا التحكيم، وعدّوه كفراً، وقالوا إن الحكم لا يكون إلا لله.


2. كان أول ظهور فعلي لهم في حروراء، وهي منطقة قرب الكوفة، ولذلك عُرفوا في البداية بـ"الحرورية".


3. لم تكن حركتهم مجرد خلاف سياسي، بل سرعان ما تطورت إلى حركة عقائدية متطرفة اتخذت من العنف وسيلة لتحقيق أفكارها.

الفصل الثالث: أهم معتقدات الخوارج

1. تكفير مرتكب الكبيرة: الخوارج يرون أن مرتكب الكبيرة كافر مخلد في النار، بخلاف أهل السنة الذين يرونه فاسقاً غير كافر.


2. الخروج على الحكام: يعتقدون بوجوب الخروج على الإمام إذا خالف الشريعة – ولو في مسألة اجتهادية.


3. إنكار الشفاعة: أنكروا شفاعة النبي ﷺ للعصاة من أمته.


4. تكفير الصحابة: كفّروا علياً ومعاوية وعثمان وعائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم.

الفصل الرابع: مواقف الصحابة من الخوارج

1. لم يتهاون الصحابة مع فكر الخوارج، فقد واجههم الإمام علي رضي الله عنه في معركة النهروان سنة 38 هـ وقتل معظمهم.


2. قال فيهم رسول الله ﷺ: "يخرج من ضئضئ هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" (رواه البخاري).


3. لم يكن الصحابة يُكفّرون الخوارج إلا من حمل السلاح، وكانوا يفرقون بين القول المنحرف والفعل العدواني.

الفصل الخامس: القصص التاريخية حولهم

1. من أشهر قصصهم محاولة اغتيال علي ومعاوية وعمرو بن العاص في وقت واحد، وكان ذلك بتخطيط من أحد الخوارج واسمه عبد الرحمن بن ملجم، الذي نجح في قتل الإمام علي رضي الله عنه.


2. كان ابن ملجم يصلي الليل ويصوم النهار، ولكنه حمل فكراً منحرفاً جعله يقتل الخليفة الراشد ويظن أنه بذلك يتقرب إلى الله.


3. رُويت مواقف عديدة عن تشددهم وغلوّهم، منها أنهم قتلوا عبد الله بن خباب بن الأرت لأنه لم يُكفّر علياً.

الفصل السادس: آثارهم على الأمة الإسلامية

1. شقوا وحدة الأمة الإسلامية في وقت كانت فيه في أشد الحاجة للتماسك.


2. ساهموا في زرع بذور العنف والتكفير، مما أدى إلى سفك دماء الأبرياء.


3. أصبح فكرهم لاحقاً مرجعاً للحركات المتطرفة التي ظهرت في عصور لاحقة، وأصبحت تهدد الأمن والسلم داخل المجتمعات المسلمة.

الخاتمة: ماذا نتعلم من قصة الخوارج؟

لقد علمنا التاريخ أن الانحراف في الفكر أخطر من الانحراف في السلوك، وأن الجهل بالدين مع الغلو يخلق طوائف تهدم من الداخل أكثر مما تهدم من الخارج.
فهل يمكن أن نرى اليوم امتدادات لفكر الخوارج في صور معاصرة؟ وهل نحن واعون بما فيه الكفاية لمواجهته فكرياً وعقدياً؟

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

12

followings

1

followings

2

similar articles