التواضع🤝رسالة إلى متكبّر
عبادة التواضع:
“ رسالة إلى متكبر”
1. مقدمة المقال
في زمن تتغذّى فيه النفوس على المظاهر، ويُقاس الناس بما يملكون لا بما يكونون، تضيع عبادة قلّ من يلتفت إليها: عبادة التواضع.
التواضع ليس ضعفًا ولا ذلًا، بل هو رفعة في ميزان الله، ومكانة عظيمة في قلوب الخلق، ومفتاح من مفاتيح العزة الحقيقية.
2. التواضع في القرآن الكريم
قال تعالى:
"وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا" [الفرقان: 63]
يمشون هونًا: أي بتواضع ووقار، لا بكِبر ولا تعالٍ، ولا بصوت مرتفع ولا بنظرة استعلاء.
3. سيد المتواضعين: محمد ﷺ
كان النبي ﷺ، وهو خير من وطئ الأرض، أكثر الناس تواضعًا.
كان يجلس على الأرض، ويأكل بيده، ويخدم أهله، ويقول:
"إنما أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد" (رواه أبو يعلى).
دخل عليه رجلٌ فأخذته هيبة النبي ﷺ، فقال له:
"هوِّن عليك، فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة" (رواه ابن ماجه).
هذا هو التواضع النبوي الحقيقي.
4. تواضع الصحابة رضوان الله عليهم
أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وهو خليفة المسلمين، كان يحلب شاة جيرانه بعد الخلافة، وقال لأهل الحي:
"إني كنت أحلبها لكم، وسأبقى أفعل".
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول:
"رحم الله امرأً أهدى إليَّ عيوبي"، وكان يفرح بمن يُذكّره بعيوبه، تواضعًا لا تكلّفًا.
5. ثمرات التواضع في الدنيا والآخرة
محبة الناس: المتكبر يُبغض، والمتواضع يُحب.
رفع الدرجات: قال النبي ﷺ:
"وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" (رواه مسلم).
طريق إلى الجنة: قال ﷺ:
"من تواضع لله درجة، رفعه الله درجة حتى يجعله في أعلى عليين" (رواه الطبراني).
6. كيف نُحيي عبادة التواضع اليوم؟
✓لا تتفاخر بمالك أو علمك أو شكلك.
✓لا تقاطع الناس ولا تستخفّ بأحد.
✓تقبّل النصح حتى من الأصغر منك.
✓قدّم الآخرين على نفسك في المجالس.
✓لا ترد الإهانة بالكِبر، بل بالحِلم.
خاتمة:
رسالة إلى كل متكبر دون أن يشعر
قد نكون متكبرين دون أن ندري، بكلمة، أو بنظرة، أو بتصرف صغير.
فليكن التواضع عبادة يومية، لا طبعًا مكتسبًا فقط، بل نية خالصة لوجه الله.
"اللهم اجعلنا من عبادك المتواضعين، الذين لا ترفعهم الدنيا، ولا تُذلّهم المظاهر، بل تُعزّهم بالقرب منك."
