انا متمسكة بحجابي

انا متمسكة بحجابي

0 reviews

الحجاب في الإسلام… رسالة عفاف ودليل على يسر الدين

الحجاب في الإسلام ليس مجرد قطعة قماش توضع على الرأس، بل هو تاج من الكرامة، وراية للعفة، ودليل على طهارة الروح قبل نقاء المظهر. هو عبادة تُؤدى بقلب محب لله، ورسالة صامتة تقول للعالم: "أنا أختار العفاف بإرادتي، وأعتز بديني".

عندما نزل الأمر الإلهي بفرض الحجاب، لم يكن الهدف منه حبس المرأة أو تقييد حريتها كما يدّعي البعض، بل كان تشريعًا إلهيًا لحفظ كرامتها، وصونها من أن تكون سلعة للنظرات أو مطمعًا للنفوس الضعيفة. قال الله تعالى:

"وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا" [النور: 31].

هذه الآية لم تأتِ لتعزل المرأة عن المجتمع، بل لتنظم وجودها فيه بشكل يحفظ الاحترام المتبادل، ويجعلها تُقدَّر بما تقدمه من فكر وأخلاق، لا بما ترتديه من زينة.

ورغم أن الحجاب فريضة، فإن الإسلام لم يفرضه بروح التشدد أو الإكراه القاسي، لأن الإسلام في جوهره دين يسر ورحمة. قال الله تعالى:

 "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ" [البقرة: 185]،

وقال النبي ﷺ: "إن الدين يُسر، ولن يُشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا" [رواه البخاري].

هذه النصوص توضح أن أوامر الدين، ومنها الحجاب، وُضعت بما يتناسب مع طاقة الإنسان، وأن الله تعالى يعلم أن العباد يختلفون في قدراتهم وظروفهم، ولهذا جعل باب التدرج والرحمة مفتوحًا دائمًا.

الحجاب في الإسلام ليس عزلة، بل يمكن أن يكون أداة قوة للمرأة. فالمحجبة تستطيع أن تكون طبيبة ناجحة، ومهندسة بارعة، ومعلمة مبدعة، وقائدة مُلهمة، وفي الوقت نفسه تحافظ على قيمها الدينية.

قصة نجاح 1:

الدكتورة "حلمية عدن" من أصول صومالية، ارتدت الحجاب منذ طفولتها، وعندما دخلت عالم الإعلام والموضة، رفضت التخلي عنه رغم الضغوط الشديدة. تحولت إلى رمز عالمي للمرأة المسلمة التي تجمع بين الاحتشام والتميز، وأثبتت أن الحجاب لا يقف حائلًا أمام الإبداع والظهور المشرف.

قصة نجاح 2:

في مجال العلوم، برزت العالمة المصرية "هبة الله الشافعي"، التي أكملت دراستها في مجال الهندسة الكيميائية وهي ترتدي الحجاب بفخر. حصلت على جوائز عالمية في أبحاث الطاقة المتجددة، وكانت دائمًا تقول: "حجابي هويتي، وإنجازي رسالتي".

إن ما يميز الحجاب أنه يجمع بين الامتثال لأمر الله، وحماية المجتمع من الانحدار الأخلاقي. فالمجتمعات التي تنتشر فيها قيم الحياء والاحتشام تقل فيها ظواهر التحرش والابتذال، لأن العلاقة بين الجنسين تُبنى على الاحترام المتبادل، لا على الاستغلال أو الانجذاب السطحي.

ومن المهم أن نفهم أن الالتزام بالحجاب لا يعني الكمال الفوري، بل هو خطوة في طريق طويل من الإيمان والتزكية. قد تبدأ المرأة بالالتزام الجزئي، ثم تزداد قناعتها مع الوقت، حتى يصبح الحجاب جزءًا من شخصيتها لا يمكن الاستغناء عنه.

في النهاية، الحجاب ليس سجنًا للجسد، بل هو حرية للقلب من قيود المقاييس السطحية، وهو حماية لا حرمان، وتشريف لا تقييد. وعندما نضعه في إطار أن الإسلام دين يُسر لا عسر، ندرك أنه فريضة مغلفة بالرحمة، وعبادة تُؤدى بروح الحب، وجسر يقربنا من الله عز وجل.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

0

followings

1

followings

1

similar articles