"علامات الساعة الكبرى: أحداث نهاية الزمان كما أخبرنا بها النبي ﷺ"

"علامات الساعة الكبرى: أحداث نهاية الزمان كما أخبرنا بها النبي ﷺ"

0 reviews

علامات الساعة الكبرى: التحذير الإلهي قبل قيام القيامة

منذ خلق الله الإنسان على الأرض، جعل له بداية ونهاية، وجعل لهذه الحياة الدنيا أجلًا محدودًا، ينتهي بقيام الساعة. وقد أخبرنا القرآن الكريم والسنة النبوية عن علامات تُنذر بقرب هذا اليوم العظيم، منها علامات صغرى وقعت أو تقع منذ زمن بعيد، وعلامات كبرى تكون في آخر الزمان، وهي أحداث عظيمة تتغير بها أحوال الأرض والسماء، وتكون إيذانًا بانتهاء الحياة الدنيا.

معنى علامات الساعة الكبرى

علامات الساعة الكبرى هي أحداث جسيمة تقع قبل قيام القيامة مباشرة، وهي خارقة للعادة، لا يشك من يراها أنها مقدمة لنهاية العالم. وقوعها يكون متتابعًا، فإذا ظهر أولها تبعتها بقية العلامات بسرعة، كما جاء في الحديث النبوي: "خروج الآيات بعضها على إثر بعض، يتتابعن كما يتتابع الخرز في النظام".

العلامات الكبرى كما وردت في السنة

جاء في الأحاديث النبوية أن العلامات الكبرى عشر، وهي:

ظهور المسيح الدجال
رجل يفتن الناس بادعائه الألوهية، ويمنحه الله قدرات خارقة امتحانًا لعباده، فيتّبعه من ضعف إيمانه، ويثبت من رسخ يقينه.

نزول عيسى ابن مريم عليه السلام
ينزل فيقتل الدجال، ويقيم العدل، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، ويدعو إلى عبادة الله وحده.

خروج يأجوج ومأجوج
قوم مفسدون في الأرض، يخرجون بأعداد هائلة فيعيثون فسادًا، ويهلكون الحرث والنسل، حتى يقضي الله عليهم بدعاء نبي الله عيسى عليه السلام.

الدخان
دخان عظيم يملأ الأرض، يضر بالكافرين ويصيب المؤمنين كالزكام.

طلوع الشمس من مغربها
علامة عظمى تدل على غلق باب التوبة، فلا يُقبل إيمان أحد بعدها إن لم يكن مؤمنًا من قبل.

خروج الدابة
مخلوق عجيب يخرج فيكلم الناس ويبين لهم حقيقة إيمانهم أو كفرهم، ويكون ظهوره آية من آيات الله.

ثلاثة خسوف عظيمة
خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وهي زلازل مدمرة تغيّر معالم الأرض.

النار التي تحشر الناس
نار تخرج من قعر عدن باليمن، تسوق الناس إلى محشرهم، حيث لا مفر ولا مهرب.

الحكمة من هذه العلامات

علامات الساعة الكبرى ليست مجرد أحداث مرعبة، بل هي رسائل تحذير أخيرة من الله لعباده، لعلهم يعودون إلى الصواب قبل أن يُغلق باب التوبة. وهي أيضًا تذكير بحقيقة الدنيا وأنها ليست دار قرار، وأن الآخرة هي المصير الحتمي.

الاستعداد لهذا اليوم

الاستعداد لا يكون بانتظار العلامات ومراقبتها، بل بالعمل الصالح في كل وقت، والتمسك بالإيمان، وتجنب الفتن، والإكثار من ذكر الله، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فالساعة قد تأتي على الفرد بموته قبل أن تأتي على العالم كله.

خاتمة

علامات الساعة الكبرى هي الفصل الأخير في كتاب الدنيا، ووقوعها حتمي كما أخبرنا الله ورسوله. من تأملها أدرك أن الحياة قصيرة، وأن النجاة الحقيقية هي في رضا الله والعمل لليوم الآخر. فليكن لنا في ذكرها يقظة للقلوب، ودافع للاستقامة، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

2

followings

5

followings

5

similar articles