كيف خلق الله الكون من العدم (ج) 4

كيف خلق الله الكون من العدم (ج) 4

0 reviews

خلق السموات ولأرض وما بينهما :

قال البخاري : حدثنا عُمر بن حفص بن غياث ، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش ، حدثنا جامع بن شداد ، عن صفوان بن محرز : أنه حدَّثه عن عمران بن حُصَيْن قال : دخلتُ على النَّبِيِّ - - وَعَقَلْتُ ناقتي بالباب ، فأتاه ناس من بني تميم ، فقال : ( اقبلوا البشرى يا بني تميم ، قالوا : قد بَشَّرْتَنَا فأعطنا - مرتين - ثم دخل عليه ناس من اليمن فقال : ( اقْبَلُوا البُشْرَى يا أهلَ اليَمَن إِذْ لَمْ يَقْبَلِها بَنُوتميم » ، قالوا : قد قبلنا يا رسول الله ، قالوا : جئناك نسألك عن هذا الأمر . قال : « كَانَ اللهُ وَلَمْ يكُنَّ شَيْءٌ غَيْرُهُ ، وَكَانَ عَرْشُهُ على المَاءِ ، وكَتَبَ في الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ وخَلَقَ السَّمواتِ والأرض ، ، فنادى مناد : ذهبت ناقتك يا ابْنَ الحُصَيْن ، فانطلقتُ فإذا هي يقطع دونها السراب ، فوالله لوَدِدْتُ أني كُنْتُ تركتها ، هكذا رواه هاهنا . وقد رواه في كتاب المغازي، وكتاب التوحيد ، وفي بعض ألفاظه : ( ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأرْضَ ) ، وهو لفظ النسائي أيضاً وقال الإمام أحمد : حدثنا حجاج ، حدثني ابن جريج ، أخبرني إسماعيل بن أمية ، عن أيوب بن خَلَقَ خالد ، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة ، عن أبي هريرة قال : أخذ رسول الله ﷺ بيدي فقال : ( الله التَّرْبَةَ يومَ السَّبْتِ ، وخَلَقَ الجِبال فيها يوم الأحد ، وخَلَقَ الشَّجَرَ فِيها يَوْمَ الإثنين ، وخلقَ المَكْرُوه فيها يوم الثلاثاء ، وخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأربعاء ، وَبثَّ الدواب فيها يوم الخميسِ ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ العَصْرِ يَوْمَ الجمعة آخر الخَلْقِ فِي آخِرِ سَاعَةِ مِنْ سَاعَاتِ الجُمُعَةِ فِيمَا بينَ العَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ ) وهكذا رواه مسلم عن سُريج بن يونس وهرون بن عبد الله ، والنسائي . عن هارون ويوسف بن سعيد ، ثلاثتهم عن حجاج بن محمد المصيصي الأعور ، عن ابن جريج ، به مثله سواء . وقد رواه النسائي في التفسير عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، عن محمد بن الصباح ، عن أبي عبيدة الحداد ، عن الأخضر بن عجلان ، عن ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ ، أَخَذَ بِيَدِهِ فقال : ( يا أبا هُرَيْرَةَ إِنَّ اللهَ خَلَقَ السَّماواتِ والأرْض وما بينهما في ستَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى على الْعَرْشِ يَوْمَ السَّابِعِ ، وخَلَقَ التَّرْبَةَ يومَ السَّبْتِ » ، وذكر تمامه بنحوه ، فقد اختلف فيه على ابن جريج وقد تكلم في هذا الحديث علي بن المديني والبخاري والبيهقي ، وغيرهم من الحفاظ . قال البخاري في ( التاريخ : وقال بعضُهم : عن كعب ، وهو أصح ، يعني أن هذا الحديث مما سمعه أبو هريرة وتلقاه من كعب الأحبار ، فإنهما كانا يصطحبان ويتجالسان للحديث ، فهذا يُحدثه عن صحفه ، وهذا يحدثه بما يصدقه عن النبي فكان هذا الحديث مما تلقاه أبو هريرة ، عن كعب ، عن صحفه ، فوهم بعض الرواة فجعله مرفوعاً إلى النبي وأكد رفعه بقوله : « أَخَذَ رسول الله - ﷺ -بيدي ) . ثم في متنه غرابة شديدة ، فمن ذلك أنه ليس فيه ذكر خلق السموات ، وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها في سبعة أيام ، وهذا خلاف القرآن ، لأنَّ الأرض خُلقت في أربعة أيام ، ثم خُلقت السموات في يومين من دخان ، وهو بخار الماء الذي ارتفع حين اضطرب الماء العظيم الذي خلق من ربدة الأرض بالقدرة العظيمة البالغة ، كما قال إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي الكبير في خبر ذكره عن أبي مالك ، وعن أبي صالح عن ابن عباس ، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب رسول الله -- هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّنَهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتِ ﴾ [ البقرة : ٢٩ ] قال : إن الله كان عرشه على الماء ، ولم يخلق شيئاً مما خلق قبل الماء ، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخاناً ، فارتفع فوق الماء ، فسما عليه ، فسماه : سماءً ، ثم أيبس الماء فجعله أرضاً واحدة ، ثم فتقها فجعل سبع أرضين في يومين : الأحد والإثنين ، وخلق الأرض على حوت ، وهو النون الذي قال الله تعالى : ( نَ وَالْقَلَمِ ﴾ [القلم : ١] . والحوت في الماء ، والماء على صفاة ، والصفاة على ظهر ملك ، والملك على صخرة ، والصخرة في الريح . وهي الصخرة التي ذكر لقمان ليست في السماء ولا في الأرض ، فتحرك الحوت ، فاضطرب ، فتزلزلت الأرض ، فأرسى عليها الجبال فقرت ، وخلق الله يوم الثلاثاء الجبال وما فيهن من المنافع ، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب ، وفتق السماء وكانت رتقاً فجعلها سبع سماوات في يوم الخميس والجمعة . وإنما سمى : الجمعة لأنه جمع فيه خلق السماوات والأرض . ( وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءِ أَمْرَهَا ) فصلت : ١٢ ] . قال : خلق في كل سماء خلقها من الملائكة [ والخلق الذي فيها ] ) والبحار وجبال البرد وما لا يعلمه غيره. ثم زين السماء [ الدنيا ] بالكواكب فجعلها زينة وحفظاً تحفظ من الشياطين . فلما فرغ من خلق ما أحب استوى على العرش . هذا الإسناد يَذْكُرُ به السدي أشياء كثيرة فيها غرابة ، وكأن كثيراً منها متلقى من الإسرائيليات ؛ فإن كعب الأحبار لما أسلم في زمن عمر كان يتحدث بين يدي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بأشياء من علوم أهل الكتاب ، فيسمع له عمر تأليفاً له ، وتعجباً مما عنده مما يوافق كثير منه الحق الذي ورد به الشرع المطهر ، فاستجاز كثير من الناس نقل ما يورده كعب الأحبار لهذا ، ولما جاء من الإذن في التحديث عن بني إسرائيل ، لكن كثيراً ما يقع فيما يرويه غلط وليس هو منه ، ولكنه من الكتب التي ينقل عنها لأنها قد دخلها غلط كبير وخطأ كثير . وقد روى البخاري في صحيحه عن معاوية أنه كان يقول في كعب الأحبار : وإِنْ كُنَّا لَنَبْلُوَ عليه [ الكذب ] ، أي فيما ينقله ؛ لا أنه يتعمد ذلك . والله أعلم . ونحن نورد ما نورده من الذي يسوقه كثير من كبار الأئمة المتقدمين عنهم ، ثم نتبع ذلك من الأحاديث بما يشهد له بالصحة أو يُكذِّبه ، ويبقى الباقي مما لا يصدق ولا يكذب ، وبالله المستعان ، وعليه التكلان قال البخاري : حدثنا قتيبة ، حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - - - : « لمَّا قَضَى اللهُ الخَلْقَ كَتَبَ في كتابه ، فهوَ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ : إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبي  ، وكذا رواه مسلم ، والنسائي عن قتيبة به .

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

9

followings

1

followings

1

similar articles