هوس قلع الحجاب… حين تغيّر الفلوس النفوس وتُباع القيم

هوس قلع الحجاب… حين تغيّر الفلوس النفوس وتُباع القيم

0 reviews

هوس قلع الحجاب… حين تبيع النفوس أوامر الله بثمن بخس

لم يعد الحديث عن الحجاب في زمن السوشيال ميديا أمرًا روحانيًا أو نقاشًا هادئًا حول العبادة والالتزام، بل تحول عند كثيرين إلى "ترند" إعلامي ومادة للجدل، يتربح منها البعض كما يتربح التجار من بيع السلع. والأسوأ أن ظاهرة هوس قلع الحجاب لم تعد قرارًا فرديًا خاصًا، بل أصبحت عرضًا جماهيريًا على الهواء، مدعومًا بالتصوير الاحترافي، والتصريحات الجريئة، والمكافآت المالية.

المال… الوجه الخفي وراء القرارات

قد تُقال شعارات الحرية الشخصية والتطور الذاتي، لكن خلف الكواليس، هناك عقود إعلانية، واتفاقيات مع شركات أزياء، وفرص عمل إعلامية. المال، في كثير من الأحيان، هو المحرك الخفي، وهو الذي يُسقط أقوى المبادئ إن لم تُحصّن القلوب بالإيمان. النبي ﷺ حذرنا من عبودية المال حين قال: «تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم»، لأن من يعبد المال مستعد لبيع أي شيء… حتى دينه.

الحجاب… أمر إلهي لا يقبل المساومة  هنا الدليل

الحجاب ليس "موضة" يمكن تبديلها، ولا رأيًا شخصيًا يخضع للترند، بل هو فرض شرعي صريح، أمر به الله في كتابه الكريم، فقال:

> "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ" (الأحزاب: 59)

 

وقال أيضًا:

> "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا" (النور: 31)

 

هاتان الآيتان واضحتان لا تقبلان الجدل. فمن تخلع الحجاب وهي تعرف أنه فرض، فقد عصت أمر الله عن علم، وهذا أمر خطير لا يستهان به.

الشهرة المشتراة على حساب الدين

بعض المؤثرات يعرفن أن قرار خلع الحجاب سيصدم الجمهور، وهذه الصدمة هي كنز للمعلنين وصانعي المحتوى. فتجد فجأة زيادة هائلة في المتابعين، ودعوات للظهور في البرامج، وعروض رعاية، وكلها تُترجم إلى أرباح. لكن، ما ثمن ذلك؟ الثمن هو صورة الفتاة المسلمة في أذهان الجمهور، وتأثير سلبي على مئات أو آلاف الفتيات اللواتي قد يعتبرن الأمر "طبيعيًا" أو حتى "مطلوبًا" لمواكبة العصر.

المال يغيّر النفوس ومن لا يتغير هنيئا له

هناك من كانت قبل سنوات ترفع شعارات الدفاع عن الحجاب، وتقدم نفسها قدوة في الالتزام، ثم فجأة تظهر أمام الجمهور بلا حجاب، تحت مبررات الحرية الشخصية أو البحث عن الذات. لكن الحقيقة المؤلمة أن وراء الكواليس، المال والعقود الإعلانية، وعروض الشهرة السريعة لعبت الدور الأكبر. الفلوس عند البعض قادرة على إعادة تشكيل المبادئ، حتى لو كانت من أوامر الدينالفلوس تغيّر النفوس… لكن الخسارة الحقيقية أكبر

المال قد يُغري، والشهرة قد تسكر العقول، لكن هذه كلها مؤقتة. أما قرار التخلي عن فريضة، فله أثر أبدي أمام الله. اليوم قد تبتسمين وأنتِ تحصدين الإعجابات، لكن غدًا ستقفين أمام خالقك وحدك، ولن ينفعك مال أو جمهور أو عقد إعلاني. كما أن ثقة الناس في من باع مبدؤه تهتز، فالجمهور قد يُصفق لك يومًا، لكنه لا ينسى أنك تخلّيتِ عن ما كنتِ تدافعين عنه بالأمس.

الحل عدم اعطاء قيمة لمن لا قبم له

رسالة إلى كل أخت مسلمة

أختي، الحجاب ليس مجرد قماش على الرأس، بل هو راية تقول: "أنا أطيع الله قبل أي شيء". لا تجعليه لعبة في يد شركات الإعلانات أو وسيلة لجذب المشاهدات. المال يذهب، الشهرة تزول، لكن الحياء والإيمان إذا ذهبا صعب أن يعودا.

> لا تبيعي حجابك بدنيا زائلة، ولا تستبدلي الذي هو خير بالذي هو أدنى. فقد يكون القرار لحظة في حياتك، لكنه قد يحدد مصيرك في الآخرة.

.

 

.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

23

followings

3

followings

1

similar articles