فقه عبادة الدعاء || ماذا أفعل لكي يستجاب دعائي و كيف أضمن ذلك ؟

فقه عبادة الدعاء || ماذا أفعل لكي يستجاب دعائي و كيف أضمن ذلك ؟

0 المراجعات

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيد الخلق خاتم المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم 

أما بعد .. 

فقه الدعاء و فق عبادة الدعاء لله سحانه و تعالى و ما هي الأوقات التي يكون الدعاء مستجاب فيها و كيف أضمن قبول دعائي ؟ 

أسئلة لطالما خطرت ببالنا جميعاً و سنجيب عليها بإذن الله تعالى : 

أولاً كثير منا يعلم شروط  أوقات استجابة الدعاء مثل أوقات السحر ( الثلث الاخير من الليل ) و في السجود الذي يكون العبد فيه أقرب لربه من أي وقت آخر 

و كذلك التقرب و التوسل و الدعاء و الطلب بأسماء الله الحسنى و صفاته العلا جل جلاله و فهم فقه الدعاء بأسمائه السحتى سبحانه .. و غيرها من الشروط و الأسباب التي نعلمها و كل هذا صحيح و لكن ما أود إخباركم به اليوم أمر ربما يغفل عنه الكثيرون ..

أنا لا أقول أنما سبق ليست من أسباب قبول الدعاء بل ما أود قوله أنها ليست فقط هي أسباب قبول الدعاء .. فبالتالي إن كنت تريد قبولاً لدعائك فحافظ و حقق هذه الشروط إلى جانب الأمر الذي سأذكره .. 

من أعظم و أكبر أسباب قبول الدعاء هو أن تكون محبوباً عند الله و ذلك بدليل حديث صحيح عن الرسول عليه الصلاة و السلام  " .. وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه " رواه البخاري.

الحديث واضح و لا يحتاج إلى شرح .. ف أعظم سبب لإستجابة دعاء العبد عند الله سبحانه و تعالى أن يكون مجبوباً و كما نعلم أن العبد المحبوب عند الله ليس كمثل باقي العباد و ذلك ليس في وقتاً دون وقت و لا في حال دون حال .. 

أمران آخران اود إضافتهما الى المقال و خذوهما كأمثلة عن فقه الدعاء و فقه هذه العبادة العظيمة 

أولاً : الدعاء بما يسمى سيد الإستغفار : و سيد الإستغفار هو هذا الدعاء : اللهم أنت ربي لا إله إلا انت خلقتني و أنا عبدك و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت

أبوء لك بنعمتك عليّ و أبوء بذنبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .  دعاء فيه توحيد للربوبية و توحيد للألوهية و الإعتراف بالعبودية لله سبحانه و الخضوع و الاستسلام لعظمة الخالق و التخلص من كبر ال أنا و الإعتراف بالتقصير و الذنوب و بعد كل هذا طلب للمغفرة و الاعتراف الصريح بأنه لا يغفر الذنوب إلا رب العالمين جل في علاه , ففهم هذا الدعاء و فهم فقهه لهو سبيل واضح معبد للوصول و لتحقيق أعظم سبب من أسباب قبول الدعاء 

ثانياً أمثلة عن فقه الدعاء عند بعض الرسل صلوات ربم و سلامه عليهم أجمعين :

 سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما أُلقي في نار النمرود قال حسبي الله و نعم الوكيل و عندما نزل عليه جبريل عليه السلام يسأله قال ما ألك حاجة يا إبراهيم فرد عليه عليه السلام : منك؟ فلا أي حاجته ليست من جبريل بل من رب جبريل رب العباد سبحانه و تعالى عندها أٌطلق الأمر : يا نار كوني برداً و سلاماً على إبراهيم 

سيدنا يونس عليه السلام عندما كان في بطن الحوت نطق قائلاً : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . 

سيدنا أيوب عليه السلام  عندما ابتلي بنقص المال  و الذرية و المرض و الكثير الكثير من الإبتلاءات رفع يديه مناجياً ربه فقال : ربي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين و نجد هنا فقه و أدب التعامل مع الله سبحانه و الذي كان من صفات سيدنا أيوب عليه السلام فعندما تكلم عن المرض لم يقل أمرضتني يا رب بل جعل الفعل مبيناً للمجهول أدباً مع اللهم فقال مسّني الضر و ألحقها ب و أنت أرحم الراحمين . 

مما سبق نرى أن الدعاء عبادة عظيمة و له فقهها و أدبها و أدائها فحريّ بنا أن نتعلمه و نقتفي به أثر سلفنا الصالح من آدم أبو البشر و مروراً بسير الأنبياء  و المرسلين صلوات ربي و سلامه عليهم أجميعن

رزقنا الله نعمة التفقه في دينه و جعلنا من عباده المحبوبين عنده سبحانه و تعالى 

اذكروني بدعوة و دمتم في أمان الله .. 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

15

متابعهم

5

مقالات مشابة