"القرآن الكريم… منهاج حياة ونور الهداية"

"القرآن الكريم… منهاج حياة ونور الهداية"

Rating 0 out of 5.
0 reviews

القرآن الكريم… كتاب هداية ومعجزة خالدة

القرآن الكريم هو أعظم كتاب عرفته البشرية، فهو كلام الله تعالى المنزل على خاتم الأنبياء والرسل محمد ﷺ، بواسطة جبريل عليه السلام. نزل القرآن باللغة العربية، على مدى ثلاثٍ وعشرين سنة، ليكون نورًا للقلوب، ودستورًا للإنسانية، ودليلاً يرشد البشر إلى الحق والخير والعدل. وقد تكفّل الله بحفظه فقال سبحانه: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"، فبقي ثابتًا محفوظًا دون تحريف أو تبديل منذ نزوله وحتى اليوم.

معجزة خالدة

تميز القرآن الكريم بأنه المعجزة الباقية للنبي ﷺ، بخلاف معجزات الأنبياء السابقين التي كانت محدودة بزمنها. فقد تحدّى الله العرب، وهم أهل الفصاحة والبيان، أن يأتوا بمثله فعجزوا، بل عجزوا أن يأتوا بعشر سور من مثله، بل حتى بسورة واحدة. وهذا يدل على عظمة بلاغته وسمو تراكيبه ودقة معانيه.

وفي عصرنا الحديث، تتجلى إعجازاته في الجوانب العلمية والتشريعية والتربوية والنفسية. فقد أشار القرآن إلى حقائق كونية لم تُكتشف إلا بعد قرون طويلة، مثل مراحل خلق الجنين، واتساع الكون، ودورة الماء، وغيرها.

منهاج حياة

القرآن ليس مجرد كتاب يُتلى في الصلوات أو يُحفظ في الصدور، بل هو منهاج متكامل للحياة. فهو يعالج قضايا العقيدة، ويضبط السلوك، ويحدد القيم والمبادئ، ويضع التشريعات التي تنظم حياة الإنسان في عبادته ومعاملاته وأسرته ومجتمعه.

يأمر بالعدل والإحسان، وينهى عن الظلم والفساد. يدعو إلى الرحمة والتسامح، ويحارب الكراهية والبغضاء. ويربط الإنسان بربّه من خلال الإيمان والعمل الصالح واليقين بوعد الله.

الهداية النفسية والروحية

من يتأمل القرآن يجد فيه دواءً للقلوب وراحة للنفوس. فهو يزرع في الإنسان السكينة والطمأنينة، ويُبعد عنه الخوف والحزن. قال تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ". وتلاوة القرآن تُنير الصدر، وتُقوّي الإيمان، وتقرّب العبد من ربّه.

كما يُعين القرآن الإنسان على مواجهة الصعوبات والابتلاءات بصبر ورضا، ويذكّره بأن الدنيا دار اختبار وأن الجزاء الحقيقي في الآخرة.

أثره في بناء الأمة

الأمة الإسلامية لم تنهض إلا بالقرآن، فقد صنع منه النبي ﷺ جيلاً فريدًا في الإيمان والعلم والأخلاق والجهاد. ومن تمسّك بهذا الكتاب عاش عزيزًا كريمًا، ومن هجره عاش في الضعف والتشتت. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزّة بغيره أذلّنا الله.”

والقرآن كان أساس الحضارة الإسلامية التي أضاءت العالم علمًا وعدلًا ورحمة. فقد أسهم في تقدم الطب والفلك والرياضيات والهندسة والفقه والأدب واللغة.

التلاوة والتدبر والعمل

لا يكتمل ارتباط المسلم بكتاب الله إلا بثلاثة أمور: التلاوة، والتدبّر، والعمل. فتلاوته تُثلج الصدر وتُزكّي النفس، وتدبّره يكشف كنوزه ويُفهم معانيه، والعمل به يحقق مقاصده. قال تعالى: "كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ".

وقد كان الصحابة لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل معًا.

image about

خاتمة

القرآن الكريم هو النور الذي لا ينطفئ، والحبل المتين الذي من تمسك به نجا. هو كلام رب العالمين، ومعجزة نبيه، ودستور المسلمين في كل زمان ومكان. وإن الأمة ما دامت قريبة من القرآن، حافظة لأحكامه، عاملة بتشريعاته، فإنها تبقى في عزّ وتمكين وثبات.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

5

followings

2

followings

0

similar articles
-