
أجمل دعاء في الدنيا: لحظات صفاء بين يدي الله
قد تمرّ في حياة الإنسان مواقف صعبة وأوقات يشعر فيها بثقل الهموم وضيق النفس، فلا يجد له ملجأً إلا بالدعاء. تلك العبادة العظيمة التي تربط العبد بخالقه وتمنحه السكينة والطمأنينة مهما كانت الظروف. فالدعاء ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو باب أمل يُفتح، وراحة تسكن القلب حين يرفع المؤمن يديه إلى السماء متضرعًا لربه.

قال تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”، فكم هو جميل أن يذكر الإنسان ربّه في كل حالاته، في الشدة والرخاء، في الفرح والحزن، طالبًا منه الرحمة والمغفرة والعون.
ومن أجمل الأدعية التي تمسّ القلوب وتبعث الأمل في النفوس، ما ورد في هذا الدعاء العظيم:
“يا ودود يا ودود يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعّالًا لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني.”
إنها كلمات تمتلئ خشوعًا وافتقارًا إلى الله، يذوب القلب معها خضوعًا، ويشعر المرء أن كل ما يؤلمه يبتعد شيئًا فشيئًا، وأن الله قريب منه يسمعه ويعلم بحاله.
ثم يأتي الدعاء بالاستغفار، وهو مفتاح الفرج، قال رسول الله ﷺ: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍّ فرجًا ومن كل ضيقٍ مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب.”
“أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.”
ومن روائع الأدعية الجامعة أيضًا:
“اللهم إنا نسألك زيادة في الإيمان، وبركة في العمر، وصحة في الجسد، وسعة في الرزق، وتوبة قبل الموت، وشهادة عند الموت، ومغفرة بعد الموت، وعفوًا عند الحساب، وأمانًا من العذاب، ونصيبًا من الجنة، وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم.”
هذه الأدعية تذكّرنا بضعف الإنسان وقوة الله، وبأننا مهما امتلكنا من أسباب دنيوية، يبقى الدعاء هو السلاح الأقوى في مواجهة صعوبات الحياة.
وفي ختام الدعاء، تأتي مناجاة تبعث في القلب الرجاء والثقة:
“ربي عبدك قد ضاقت به الأسباب وأُغلقت دونه الأبواب، وبعد عن جادة الصواب، وزاد به الهمّ والغمّ والاكتئاب، وأنت المرجوّ سبحانك لكشف هذا المصاب، يا من إذا دُعي أجاب، يا سريع الحساب، يا رب الأرباب، يا كريم يا وهّاب، لا تحجب دعوتي، ولا ترد مسألتي، ولا تكلني إلى حولي وقوتي.”
كلمات تمسّ القلب بصدقها، وتذكّر كل من يقرأها أن رحمة الله لا تنقطع، وأن الأبواب التي تُغلق في الدنيا تُفتح في السماء بدعوة صادقة.
ثم يختم المؤمن دعاءه برجاء جميل:
“اللهم أحينا مؤمنين طائعين، وتوفنا مسلمين تائبين، وارحم تضرعنا بين يديك، وقوّمنا إذا اعوججنا، وكن لنا ولا تكن علينا، يا غفور يا رحمن يا رحيم.”
وأخيرًا، لا ننسى أن الدعاء ليس فقط طلبًا، بل أيضًا حبٌّ ورضا وتسليم. فحين تقول “اللهم اختر لي الأفضل ثم ارضني باختيارك”، تكون قد سلّمت أمرك كله لله، واطمأن قلبك أن الخير فيما اختاره لك.
فليكن الدعاء رفيقنا في كل صباح ومساء، في كل ابتسامة ودمعة، فهو البلسم الذي يداوي، والنور الذي يهدي، والجسر الذي يوصلنا إلى رحمة الله الواسعة.
اللهم اجعلنا من أهل الدعاء الصادقين، واجعلنا ممن تُفتح لهم أبواب الإجابة، وتغمرهم بركات السماء. اللهم آمين.