قصة نبي الله دنيال
بعد فتح تستر واكتشاف ضريح نبي الله دنيال، وجد أحد الصحابة خاتمًا يعود إلي النبي دنيال وعليه نقش لأسدان يلحسان رجلًا؛ ولهذا سأل الصحابي علماء تلك القرية وعرف القصة حيث ولد دنيال النبي والذي يُعتقد أنه من أبناء النبي يعقوب عليه السلام في زمن ملك ظالم، أخبره المنجمون أنه يوجد في ليلة محددة ولدًا سيفسد المُلك عليه فما كان من الملك إلا أن أمر بقتل كل الأولاد الذين ولدوا أو سوف يولدون في الليلة المحددة ومن هؤلاء الأطفال نبي الله دنيال، وهذا ما حدث حيث تم إلقاء نبي الله دنيال في وكر كان منزلًا لأسد ولبوته، في صباح اليوم التالي ذهبت أم نبي الله دنيال تنحب صغيرها لكنها صُدمت بما رأت حيث كان الأسد ولبوته يجلسان عند أقدام دنيال ويقومان بحراسته كل الليل وبهذا نجّي الله نبيه ولما كبر واشتد عوده نقش ما حدث معه علي خاتمه تخليدًا للقصة، بجانب هذا الخاتم وجد الصحابي كتابًا يحمل تنبؤات وأخبار قديمة ليس هذا فقط فقد أخبر الناس الصحابة اللذين وجدوا ضريح دانيال أنه إذا حُبس عنهم المطر كانوا يخرجون جسد هذا النبي من الضريح ويتضرعون به طلبًا للماء فتمطر السماء، لذلك نظرًا لتعلق الناس بنبي الله دنيال بعد اكتشاف الضريح حُفر له ثلاثة عشر قبرًا ودُفن سرًا، وبهذا تتم نبوءة دنيال أن أمة رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم هي التي ستدفنه ويُعتبر النبي الوحيد الذي دُفن بعد رسول الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
توجد أيضًا رواية ثانية وتقول أن نبوخذ نصر عندما هاجم بيت المقدس أسر الكثير من اليهود وكان من بين الأسري نبي الله دنيال وعندما عرف نبوخذ نصر مكانة نبي الله دنيال عند اليهود حاول التخلص منه وقام بإلقائه في وكر الأسود ولكن الأسدان قاما بحماية نبي الله دنيال، بعد أن هاجم نبي الله دنيال الجوع والعطش طلب النجدة من ربه فأرسل الله له الزاد عن طريق نبي اخر يدعي ارميا الذي حُمل من الشام إلي بابل في العرق ثم إلي وكر نبي الله دنيال، ظل دنيال في الوكر إلي ما شاء الله حتي رأي في منامه الملائكة تهبط أفواجًا إلي الوكر الذي يقيم فيه برفقة الأسدين، عندها عرف الملك بمكانة دنيال وأمر بإحضاره وطلب منه أن يكون من مستشارين البلاط الملكي.
وردت أيضًا رواية تبين الحكمة التي اتُصف بها النبي منذ صغره حيث كان في المدينة التي يعيش فيها قاضيان لملك من ملوك بني إسرائيل مشهود لهما بين الناس أن كلامهما لا يُكذب وكانا لهما صديق مشترك له زوجة حسناء، وحدث أن أرسل الملك الرجل الصالح لقضاء بعض الأمور المتعلقة بالدولة، فأوصي الرجل صديقيه القاضيين بزوجته خيرًا ألا أن القاضيين عشقا زوجة الرجل الصالح وحاولا مراودتها عن نفسها فرفضت الزوجة ولم يكن من القاضيين ألا أن يشهدا عليها عند الملك أنها قد زنت، وبالفعل ذهبا القاضيين إلي الملك وأخبراه أن المرأة زنت، فأصابت الحيرة رأس الملك لهذا الأمر وأصدر قرارًا بأن تُرجم المرأة بتهمة الزنا لكن ينفذ الحكم بعد ثلاثة أيام حتي يجد حلًا لهذه المعضلة فمن ناحية هو يعرف المرأة وبداخله لها كل الاحترام والتقدير، ومن الناحية الأخرى هو يعرف القاضيين وصدقهما، شاع في المدينة خبر المرأة وحُلت المعضلة في اليوم الثالث علي يد نبي الله دنيال؛ حيث كان الوزير يتجول في المدينة وقابل مجموعة من الصبية تلعب وكان بينهم نبي الله دنيال الذي كان في ذلك الوقت غلامًا صغيرًا وأحب أن يقوم بتمثيل الملك والقاضيان والمرأة، أخذ دنيال دور الملك وطلب من الصبي الذي كان يمثل دور القاضي الأول أن يقول له مكان وزمان واقعة الزنا بصوت منخفض لا يسمعه الصبي الذي يمثل القاضي الثاني، وبعد أن أجاب طلب من الصبي الذي يلعب دور القاضي الثاني أن يسمع منه مكان وزمان نفس الواقعة خفية دون أن يسمع الإجابة الصبي الذي يلعب دور القاضي الأول، وبعد سماع الإجابتين وجد دنيال أن الإجابات مختلفة فأعلن أن القاضيين كاذبين والمرأة صادقة، في هذه الأثناء كان يراقب الوزير اللعبة بانتباه وبعد أن ذهب إلي الملك أخبره بما وقع أمام عينيه، طبق الملك ما فعله دنيال ليقعا القاضيين في شر أعمالهما وتُبرأ المرأة.
الرواية التوراتية تخبرنا أن دنيال أُسر إلي بابل في زمن نبوخذ نصر مع ثلاثة شبان من اليهود هم عزريا، حنانيا ومشائيل، تعلم دانيال لغتهم، كسب دانيال مكانة عالية في نفس نبوخذ نصر بسبب حكمته وذكائه، فعينه حاكمًا علي بابل في التوراة وُجد أيضًا ذكر لقصة وكر الأسود.
دانيال في المسيحية هو نبي مُبجل، له سفر خاص به يُدعي سفر دنيال، في التراتيل الأرثوذكسية يتم ترتيل نبوة دانيل بشأن الحجر الذي حطم الصنم.
يوجد في ايران مقام للنبي دانيال يُعتقد أنه قبر له، كما يوجد قبرًا له في الإسكندرية يحمل اسمه ويقول السكان أن هذا فعلًا القبر الحقيقي للنبي.