المصطفي أبا القاسم

إن الحمدلله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا 

من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فما له من هاد

كُلُ باكٍ فَسَيُبْكَيَ  وَكُلُ نَاَعٍ فَسَيُنْعَيَ

ليس غَيرَ الله يَبقيَ مْن عَلا فاللهُ أعليَ

أما بعد أخواني وأخواتي الكرام سوف نتحدث فيما هو قادم من سطور عطرة بسيرة سيدوالخلق محمد بن عبد الله “أبا القاسم” عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .

هذا النبي المصطفي الذي إختاره الله كي يكون “حبيبه”

ففي يوم من الأيام كان سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم جالسا في غرفته فاستمع إلي بعض الاشخاص يتحدثون في تفاضل الأنبياء

فقال أحدهم : لقد اصطفي الله أدم وجعله أبا البشريه . 

وقال أخر : لقد كلم الله موسي تكليما

وقال أخر : لقد اتخذ الله إبراهيم خليلا

وقال أخر : لقد إتخذ الله عيسي من روحه 

فخرج عليهم رسول الله “ صل الله عليه وسلم”

فقال لهم :لقد  إستمعت إلي كلامكم وعجبكم فأدم أبا البشرية وهو كذلك 

وموسي كليم الله وهو كذلك 

وعيسي روح الله وهو كذلك 

وإبراهيم خليل الرحمن وهو كذلك 

ألا وأنا حبيب الله ولا فخر 

أنا حامل لواء الحمد بيدي يوم القيام ولا فخر 

أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القايمة ولا فخر 

أنا أول شافع ومشفع يوم القيامة ولا فخر

……. ولافخر…… لا يفخر بذلك هذا كله هبة من الله جل وعلا 

ذلك النبي الذي صعد في رحلة الإسراء والمعراج مع جبريل حتي وصلا إلي سدرة المنتهي وتوقف جبريل 

فقال له محمد : 

ياجبريل أفي هذا المكان يترك الخل خليله ؟ 

فإذ بجبريل يوضح له الحقيقة وضوح الشمس ويقول له يامحمد :

والله لو أنني تقدمت قيد قنبلة لاحترقت من أنوار الكمال 

ولو انك تقدمت لاخترق أنوار الجمال فتفضل إلي ربك العزيز المتعال

فدخل أبا القاسم وهنا أحس برعدة شديدة فتسائل وقال أين أنا يارب 

فسمع صوت يملاء جميع الأرجاء من حوله ويقول له

( أَنتَ عَليَ بِسَاطِ أُنس الله )

أنت في مكان لم يصل إليه أحداً من قبلك ولم يصل إليه أحداً من بعدك 

إستمع إلي الحديث الرباني النوراني المحمدي

قال أبا الزهراء :

يارب إني سائلك 

لقد جعلت أدم أبا البشرية 

وكلمت موسي تكليما 

وسخرت لسليمان الجن والإنس والطير والريح

وإتخذت عيسي من روحك

واتخذت إبراهيم خليلك 

ف فيما فضلتني بين هؤلاء 

وإذ برب الأكوان يرد عليه ويقول له : 

وعزتي وجلالي يا محمد 

لو أنني قد أتخذت إبراهيم خليلا فقد اتخذتك حبيبا والحبيب أكرم ومن الخليل 

ولو كنت كلمت موسي تكليما فمن وراء حجاب أما أنت فعلي بِسَاطِ أُنس الله 

ولو كنت سخرت لسليمان الجن والإنس والطير والريح فقد وهبتك السبع المثاني والقرأن الكريم وعزتي وجلالي يامحمد ماقرأها أحد الا وغفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر وعدد الرمل 

وإن كنت قد إتخذت عيسي من روحي فقد قرنت إسمك بإسمي 

فما من مناديا ينادي كل يوم ويقول “ أشهد أن لا إله إلا الله ” إلا ويقول بعدها “ أشهد أن محمدا رسول الله”

يوم القيامة : 

يشتد يوم القيامة همه وكربه وحره الشديد علي الخلائق فمنهم من يصل العرق إلي قدميه ومنهم من يصل إلي بطنه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما 

فتذهب الخلائق إلي الأنبياء كي يشفعون لهم 

فيذهبون إلي أدم فيقولون له : يا أدم يا ابا البشرية إشفع لنا عند ربك فيقول لهم أدم إن ربي قد غضب اليوم غضبا شديدا لم يغضب مثله قط وأنا أستحي أن أشفع لكم عنده إذهبوا  إلي خليل الله إبراهيم 

فيذهبون إلي إبراهيم ويقولون له يا إبراهيم ياخليل الرحمن إشفع لنا عند ربك ليقضي بيننا فيقول لهم إبراهيم إن ربي قد غضب اليوم غضبا شديدا لم يغضب مثله قط وأنا أستحي أن اشفع لكم عند ربي إذهبوا إلي سليمان 

فيذهبون إلي سليمان ويقولون له : ياسليمان يامن سخر الله لك الجن والإنس والطير والريح إشفع لنا عند ربك فيقول لهم إن ربي قد غضب اليوم غضبا شديد لم يغضب مثله قط وأنا استحي أن أشفع لكم عنده ولا يهمني إلا نفسي إلا أنني سوف أدلكم علي التجارة الرابحة إذهبوا إلي محمد بن عبدالله .

إذهبوا إلي من غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر 

فتذهب الخلائق إلي محمد أبا القاسم المصطفي أبا الزهراء 

فيقولون له يامحمد ياخير خلق الله يامن غفر الله لك من ذنبك ماتقدم وما تأخر إشفع لنا اليوم عند ربك ليقضي بيننا فيقوم ويقول نعم نعم أنا لها أنا لها 

فيسجد تحت عرش الرحمن ويحمده بمحامد لم يحمده به نبي من قبله ولا أحد من بعده 

ويقول له يا رب ما من نبي كان له دعاء في الدنيا الا دعا به فاستجبت له أما أنا فقد اختزنت دعائي شفاعة لأمتي يوم القيامة فرد عليه رب العالمين ويقول له يا محمد إرفع رأسك وسل تعطي وأشفع تُشفُع سأشفع لمن كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان مع قول لا إله إلا الله محمدا رسول الله خالصتا من قلبه . 

هذا هو ملخص الحال يوم القيامة وهذا هو مخلصنا يومئذ النبي المصطفي صاحب الشفاعة

وهنا قد وصلت معكم إلي نهاية موضوعي الذي ليس له نهاية عن أروع ما خلقه الله علي وجه الأرض والعبرة في إتباع هديه والتحلي بصبره والتمسك بكتاب الله وسنته