قصص السيرة النبوية فتح مكة

قصص السيرة النبوية فتح مكة

0 المراجعات

بسم الله الرحمن الرحيم 

عقد صلح الحديبية  بين الرسول صلى الله عليه وسلم وقريش ، وجاء فى ذلك الصلح : أنه من أحب أن يحالف محمداً فليحالفه ، ومن أراد أن يحالف قريشا فليحالفها ؛ فحالفت بنو بكر قريشا ، وحالفت خزاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وبينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فى المسجد ، جاء عمرو بن سالم الخزاعى ، وأخبره أن قريشا وبنى بكر اعتدوا على قبيلته خزاعة ، وهى القبيلة التى حالفت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطلب من رسول الله ان ينصر حليفته ؛ ولما كان فى اعتداء قريش وحليفتها على خزاعة حليفة الرسول صلى الله عليه وسلم ، نقض للمعاهدة ، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمرو بن سالم : 

  • - نصرت ياعمرو بن سالم .

وخاف أبو سفيان أن تشكو قبيلة خزاعة الى حليفا النبى ، مما فعلته قريش ، فخرج الى المدينة ليقابل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،  ويؤكد المعاهدة ، ودخل على ابنته أم حبيبة ، وكانت قد تزوجت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أراد أبو سفيان ان يجلس على فراش رسول الله ، طوته أم حبيبة عنه ، فغضب وقال : 

  • -  يابنية ما أدرى : أرغبت بى عن هذا الفراش ، 

أم رغبت به عنى ؟ 

فقالت له ابنته : 

  • - بلى ، هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم  وانت رجل مشرك نجس ، ولم أحب ان تجلس على فراش رسول الله صبى الله عليه وسلم 

فقال وهو غضبان :

  • - والله لقد أصابك يابنية بعدى شر . 
  • وخرج أبو سفيان حتى أتى رسول الله فكلمه  ، فلم يرد عليه شيئا ، ثم ذهب الى أبى بكر فكلمه أن يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : 
  • - ما أنا بفاعل .
  • وذهب الى عمر بن الخطاب فرفض ان يكلم له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : 
  • - ياعلى انك أمس القوم بى رحما وانى قد جئت فى حاجة فلا أرجعن كما جئت خائبا فاشفع لى عند رسول الله صلى الله عليه  وسلم قد جاء جيش لا قدرة لهم به ، ويخبرهم أن يخرجوا اليه فيستأمنوه ، قبل ان يدخلها عليهم عنوة . 
  • وفى ذلك الوقت كان أبو سفيان وبعض الرجال قد خرجوا يتحسسون الأخبار ، وينظرون هل يجدون خبراً ، فلما رأوا النيران ذهبوا ينظرون فقال أبوسفيان:
  • - مارأيت كالليلة نيرانا قط ولا عسكرا .
  • فقال رجل معه : 
  • - هذه والله خزاعة .
  • فقال أبو سفيان { خزاعة أذل وأقل أن تكون هذه نيرانها وعسكرها } . 
  • وفى جوف الليل ، سمع العباس صوت أبى سفيان فعرفه ، فقال له : 
  • - ويحك يا أبا سفيان ! هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الناس . واصباح قريش والله .
  • قال أبو سفيان : 
  • - فما الحيلة ؟ فداك أبى وأمى .
  • قال العباس : 
  • - والله لئن ظفر بك ليضرين عنقك ، فاركب عجز هذه البغلة ، حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستامنه لك .
  • فركب أبو سفبان خلف العباس ، وذهبا الى حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانا كلما مرا بنار من نيران المسبمين ، سمعا صوتا ينادى : من هذا ؟ 
  • وحينما يرون بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعليها العباس يقولون : 
  • -عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغتله  ويفسحون الطريق ، حتى اذا مرا بنار عمر بن الخطاب ، ورأى عمر أبا سفيان ، بغير عقد ولا عهد !
  • وراح عمر يجرى الى حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، وراح العباس يستحث البغلة على الجرى . كان كل منهما يحاول أن يصل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الآخر ، ووصل العباس الى حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودخل عليه ، ودخل عليه عمر : 
  • - يارسول الله ، هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد ، فدعنى فلأضرب عنقه .
  • فقال العباس:
  • - يارسول الله ، انى قد أجرته .
  • وصرف النبى عمر والعباس وأبا سفيان ، وقال لعمه : 
  • - اذهب به ياعباس الى رحلك ، فاذا أصبحت فاتنى به .
  • أصبح الصباح ، فجاء العباس ومعه أبو سفيان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى رسول الله أبا سفيان ، قال له : 
  • - ويحك يا أبا سفيان ، ألم بأن لك أن تعلم أن لا اله الا الله ؟ 
  • قال أبو سفيان : 
  • - بأبى أنت وامى ، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ؟ والله لقد ظننت أن لو كان مع الله اله غيره ، لقد أغنى شيئا بعد .
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
  • - ويحك يا أبا سفيان ! ألم يأن أن تعلم أنى رسول الله ؟
  •  قال بأبى أنت و أمى ، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ! أما هذه والله فان فى النفس منها حتى الآن شيئا . 
  • فقال له العباس : 
  • - ويحك ! أسلم واشهد أن لا اله الا الله ، وأن محمداً رسول الله ، قبل أن تضرب عنقك .
  • فقال أبو سفيان : 
  • - أشهد أن لا اله الا الله ، وأن محمداً رسول الله .
  • فقال العباس : 
  • - ان أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر ، فاجعل له شيئا يارسول الله . 
  • فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
  • - نعم ، من دهل دار أبى سفيان فهو امن ، ومن أغلق بابه فهو امن ، ومن دخل المسجد فهو امن . 

تأهب جيش المسلمين لدخول مكة ، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم  ناقته ، وذهب أبو سفيان يصرخ : 

  • - من دخل دار أبى سفيان فهو امن ، ومن أغلق بابه فهو امن ، ومن دخل المسجد فهو امن . 
  • ودخل المسلمون مكة وقد اختبأ الناس فى دورهم ، فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهر ناقته شكراً لله ، فقد دخل مكة منتصراً بعد أن خرج منها خائفا يترقب . 
  • واطمأن الناس الى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يبطش بهم ، فخرجوا اليه ، وذهب رسول الله وصحبه الى البيت يطوفون به ، ووقف رسول الله على باب الكعبة وقال : 
  • - لا اله الا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده .
  • يامعشر قريش ، ان الله قد اذهب عنكم نخوة الجاهلية ، وتعظمها بالآباء . الناس من ادم ، وادم من تراب ، { يأيها الناس ان خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، ان 
  • أكرمكم عند الله أتقاكم } . 
  • يامعشر قريش ، ما ترون أنى فاعل بكم ؟ 
  • قالوا : 
  • - خيرا ، أخ كريم وابن أخ كريم .
  • وعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم جميعا ، وعفا عمن اذوه واضطهدوه ، وأخرجوه من دياره ، فقال لهم : 
  • - اذهبوا فأنتم الطلقاء 
  • ودخل الرسول 
  • صلى الله عليه وسلم  الى الكعبة ، وجعلوا يكسرون أصنامهم ويقولون : 
  • - { قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا } .
  • ولما تطهرت الكعبة من الأصنام ، اعتلى بلال الكعبة ، وراح يؤذن لأول مرة فى مكة : 
  • الله أكبر ! الله أكبر ! الله أكبر ! الله اكبر 
  • أشهد أن لا اله الا الله .. أشهد ان لا اله الا الله . 
  • أشهد أن محمداً رسول الله .. أشهد أن محمدً رسول الله .
  • حى على الصلاة .. حى على الصلاة . 
  • حى على الفلاح .. حى على الفلاح . 
  • الله أكبر ! الله أكبر 
  • لا اله الا الله 
  • ومنذ ذلك الوقت ، وأصبح صوت المؤذن يجلجل فى الكعبة فى كل يوم خمس مرات ، فقد هجر العرب عبادة الأصنام ، وأصبحوا يعبدون الله وحده . 
  •  
  •  
  •  

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

2

متابعهم

1

مقالات مشابة