تأملات في سورة الكهف

تأملات في سورة الكهف

0 المراجعات

سورة الكهف سورة مكية وعدد آياتها ١١٠ آية و يستحب قرائتها يوم الجمعة ليضاء لك نورا ما بين الجمعتين فكما  جاء عن عبدالله بن عمر «رضي الله عنه» أن النبي «صلى الله عليه وسلم» قال: (من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ سطع له نورٌ من تحت قدمِه إلى عنانِ السماءِ يضيءُ به يومَ القيامةِ، وغُفر له ما بين الجمعتين)

وفي محاولة  لفهم بعض معاني سورة الكهف والربط بين قصصها (قصة  أصحاب الكهف و قصة موسى مع الخضر) وبيان وحدة موضوعها استعين بالله وحده وهذه خاطرة أتمنى أن ينفع الله بها وماكان فيها من توفيق فمن الله وما كان فيها من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان

لماذا الكهف؟ 

فهذا المكان  الغامض الخفي  والذي قد تجد فيه كائنات مخيفة وغريبة مثل ثعابين، خفافيش وغيرها من الهوام  يصبح مأوى وملاذ آمن لفتية آمنوا بربهم وزادهم الله هدى (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا) وكذلك محور والمعني الرئيس الذي تبرزه سورة الكهف في كثير من المواضع التي تتحدث عن أمور باطنها فيه الرحمة وظاهرها قد يظن الكثيرون أنه عذاب، 

فالخضر عليه السلام يخرق سفينة المساكين الذين يعملون في الصيد وهذه حرفتهم الوحيدة ومصدر رزقهم وقوت يومهم فهو أمر غامض و يبدو في ظاهر الأمر انه عذاب، ثم يقتل غلاما وسيما في عمر الصبية  في جريمة بشعة نكراء في كل الشرائع والقوانين مما دفع موسي عليه السلام لقول ( لقد جئت شيئا نكرا) ثم يبني جدارا لقوم من البخلاء كلها أمور ايضاغامضة وخفية وظاهرها العذاب ثم تتضح المعاني وتظهر الحكمة الإلهية وراء ذلك فالسفينة تخرق حتى لا يأخذها حاكم البلاد في حربه مع أعدائه فتحفظ لأصحابها ويكون المنع هو عين العطاء، و الغلام يقتل حتى لا يصبح ابنا عاقا لأبويه الصالحين و الجدار يبني ليحفظ الكنز للغلامين اليتيمين بدعوة أبيهم أو جدهم الصالح فتجلو الحقيقة وتتضح الأمور الغامضة فيكون باطنها عين الرحمة والحكمة وإن كان الظاهر غير ذلك. 

هذا والله أعلم وهو ولي التوفيق

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

6

مقالات مشابة