قصة الصحابي الجليل معاذ بن جبل

قصة الصحابي الجليل معاذ بن جبل

0 reviews

عندما كان الرسول - عليه السلام - يبايع الأنصار بيعة العقبة الثانية
كان 
يجلس بين السبعين الذين يتكون منهم وفدهم ، شاب مشرق الوجه ،
براق الثنايا . . يبهر الأبصار بهدوئه وسمته . فإذا تحدث ازدادت الأبصار انبهارا.. 
ذلك كان «معاذ بن جبل» رضي الله عنه . 
هو إذن رجل من الأنصار ، بايع يوم 
العقبة الثانية فصار من السابقين الأولين . 


ورجل له مثل أسبقيته ، ومثل إيمانه ويقينه ، لا يتخلف عن رسول الله في 
مشهد ولا في غزاة . وهكذا صنع معاذ . . 
على أن الق مزاياه ، وأعظم خصائصه ـ كان فقهه . 
بلغ من الفقه والعلم المدى الذى جعله أهلا لقول الرسول عنه 
وأعلم أمتي بالحلال والحرام ، معاذ بن جبل» . 
وكان شبيه عمر بن الخطاب في استنارة عقله ، وشجاعة ذكائه. سأله 
الرسول حين وجهه إلى اليمن : 
«بم تقضي يا معاذ؟ 
فأجابه قائلا : 
«بكتاب الله» . 
قال الرسول : 
«فإن لم تجد في كتاب الله» . 
قال معاذ : أ قضي بسنه رسوله» . . 
قال الرسول ، 
«فإن لم تجد في سنة رسوله؟ .قال معاذ : «أجتهد رأيي ، لا آلواء . 
فتهلل وجه الرسول وقال ؛ 
«الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله» . 
" «معاذه لكتاب الله ، ولسنة رسوله لا يحجب عقله عن متابعة رؤاه ، ولا يحجب 
عقله عن تلك الحقائق الهائلة المستسرة ، التي ننتظر من يكتشفها ويواجهها. 
 

ولعل هذه القدرة على الاجتهاد ، والشجاعة فى استعمال الذكاء والعقل ، 
هما اللتان مكنتا معاذا من ثرائه الفقهي الذي فاق به أقرانه وإخوانه ، وصار كما 
وصفه الرسول - عليه الصلاة والسلام - «أعلم الناس بالحلال والحرام . 
وإن الروايات التاريخية لتصوره ـ حيثما كان ـ العقل المضيء الحازم الذي يحسن الفصل في الأمور.. 
فهذا «عائذ الله بن عبد الله» يحدثنا أنه دخل المسجد يوما مع أصحاب الرسول 
 فى أول خلافة عمر . . قال : 
«فجلست مجلسا فيه بضع وثلاثون ، كلهم يذكرون حديثا عن رسول الله وفي الحلقة شاب شديد الادمة ، حلو المنطق ، وضيء ، وهو أشبه القوم سنا فإذا اشتبه عليهم
شيء ردوه إليه فافتاهم ، ولا يحدثهم إلا حين يسألونه ، ولما قضي مجلسهم دنوت منه وسألته من أنت يا عبد الله ؟ ؟ قال : أنا 
معاذ بن جبل» 
وهذا أبو مسلم الخولاني يقول دخلت مسجد حمص فإذا جماعة من الكهول يتوسطهم شاب براق الثنايا صامت لا يتكلم .. فإذا امتري القوم في شيء سألونه فقلت لجليس لي من هذا؟
 قال ، معاذ بن جبل. فوقع في نفسي
حبه) 
وهذا شهر بن حوشب يقول :
كان أصحاب رسول الله  إذا تحدثوا وفيهم معاذ بن جبل ، نظروا إليه هيبة..

 


قال الرسول يوما : 
«يا معاذ. . والله إني لأحبك فلا تنس أن تقول في عقب كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» . 
فقد كان الرسول ـ عليه الصلاه والسلام - دائب الإلحاح على هذا المعني العظيم الذي يدرك الناس به أنه لا حول لهم ولا قوة ، إلا 
من الله العلي العظيم .
ولقد حذق معاذ الدرس وأجاد تطبيقه . 
لقيه الرسول ذات صباح فسأله . 
كيف أصبحت يا معاذ؟ 
قال : أصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله» . 
قال النبي:
إن لكل حق حقيقه ، فما حقيقه إيمانك» » » 
قال معاذ:

ما أصبحت صباحا قط إلا ظننت أني لا أمسي ولا أمسيت مساء إلا ظننت أني لا أصبح..وكأني أرى أهل الجنة في الجنة ينعمون وأهل النار في النار يعذبون . 
فقال له الرسول : عرفت فالزم
أجل لقد أسلم معاذ و كل نفسه وكل مصيره لله ، فلم يعد يبصر شيئا سواه
ولقد أجاد ابن مسعود وصفه حين قال : 
إن معاذ كان أمة ، قانتا لله حنيفا ، ولقد كنا نشبه معاذا بإبراهيم عليع السلام" 
وكان «معاذ دائب الدعوة إلى العلم ، وإلى ذكر الله . . 
كان يدعو الناس إلى التماس العلم الصحيح النافع ويقول : 
«احذروا زيغ الحكيم . 
واعرفوا الحق بالحق ، فإن للحق نورا» . 
وكان يرى العبادة قصدا ، وعدلا . 
قال له يوما أحد المسلمين : علمني 
فسأله معاذ : وهل أنت مطيعي إذا علمتك ؟
قال الرجل : إني على طاعتك لحريص . 
فقال له معاذ : 
صم وأفطر . 
وصل ، ونم
واكتسب ، ولا تأثم . 
ولا تموتن إلا مسلما وإياك ودعوة المظلوم.
 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

5

followers

0

followings

1

similar articles