وفي السماء رزقكم وما توعدون

وفي السماء رزقكم وما توعدون

0 المراجعات

وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ

آية من سورة الذاريات، ألجأ إليها عندما يضيق صدري وأفكر أكثر فيما هو قادم، أتدبرها وأستشعر معناها الكبير، فعندما تتأمل هذه الآية ستشعر بطمأنينة كبيرة وتصبح مرتاح البال من ناحية الرزق وستعلم في تلك اللحظة بأن رزقك لن يأخذه غيرك، فقط كافح واعمل بجد وسيرى الله عملك ويرزقك أكثر مما تظن.

قال الحسن البصري رحمة الله عليه: “علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي، وعلمت أعملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به وحدي، وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يراني عاصيا، وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء ربي.”

قطع الأرزاق:

لا أحد يستطيع قطع الأرزاق هذا ما تعنيه هذه الآية الكريمة فرزقنا جميعا عند الله، ولكل منا رزقه هناك من رزق بالمال وآخر رزق بالأبناء وهناك من رزق بالسلطة والجاه فإياك أن تحسد أخاك المؤمن بسبب رزق أعطاه الله له، فهذا كله من فضل الله سبحانه وتعالى وعلينا أن نرضى بما لدينا من رزق وأن تتشبع أنفسنا بالقناعة.

لا تستسلم للفشل وكافح وأعد الكرة آلاف المرات وكن متأكدا بأن الله سيعوضك عن كل شيء وسيرزقك من عنده، اصبر على الشدائد واعمل بجد ففي السماء رزقك ولكل منا رزقه، واحذر من الشيطان وأعماله ولا تتبع خطواته ولا تنجرف نحو المعاصي والحرام فالرزق الحلال خير ألف مرة من الحرام.

معنى الآيات الأخيرة من سورة الذاريات:

إذا تمعنت جيدا وتأملت سورة الذاريات بقلبك ووجدانك ستجد بأن الله يرزق عباده الصالحين رزقا حلالا ويرزقهم الجنة في الأخير.

{وما خلقتُ الجنّ والإنْسَ إلا ليعبُدُون* ما أُريدُ منهم من رزقٍ وما أريدُ أن يُطعِمون* إنّ الله هو الرزّاق ذو القوّة المتين* فإنّ للذين ظلَموا ذنوباً مثْل ذنُوب أصحابهم فلا يستعجلون* فويلٌ للذين كفروا من يومِهِم الذي يوعَدون} (56ـ60).

والمعنى الجوهري للآية الأخيرة بأن الله خلقنا لنعبده وحده لا شريك له، فمن أطاعه رزقه حلالا وجزاه أتم الجزاء، وأخبرنا سبحانه وتعالى أننا فقراء إليه فهو خالقنا ورازقنا. 

دمتم في أمان الله وحفظه.

عبد الحميد حوسيني

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

11

متابعهم

51

مقالات مشابة