تفسير آيات من سورة يوسف - الجزء الرابع
نكمل اليوم تفسير آيات سورة يوسف وهي الآيات من
30 إلى 35.
(وَقَالَ نِسۡوَةٞ فِي ٱلۡمَدِينَةِ ٱمۡرَأَتُ ٱلۡعَزِيزِ تُرَٰوِدُ فَتَىٰهَا عَن نَّفۡسِهِۦۖ قَدۡ شَغَفَهَا حُبًّاۖ إِنَّا لَنَرَىٰهَا فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ)
انتشر الخبر في المدينة، وبدأت النساء يتكلمن في ذلك وكيف أن امرأة العزيز أعجبت بعبد لها وحاولت إغواءه، إن هذه فضيحة.
(فَلَمَّا سَمِعَتۡ بِمَكۡرِهِنَّ أَرۡسَلَتۡ إِلَيۡهِنَّ وَأَعۡتَدَتۡ لَهُنَّ مُتَّكَـٔٗا وَءَاتَتۡ كُلَّ وَٰحِدَةٖ مِّنۡهُنَّ سِكِّينٗا)
وصل هذا الحديث إلى زليخة وعلمت بما تتكلم بها النسوة، فأقامت وليمة وأرسلت إليهن تدعوهن إليها، وأعطت كل واحدة منهن سكيناً لتقطيع الفاكهة.
(وَقَالَتِ ٱخۡرُجۡ عَلَيۡهِنَّۖ)
قالت زليخة ليوسف اخرج أمام هؤلاء النسوة حتى يروك.
(فَلَمَّا رَأَيۡنَهُۥٓ أَكۡبَرۡنَهُۥ وَقَطَّعۡنَ أَيۡدِيَهُنَّ)
فلما خرج أمامهم ذهلوا من جماله عليه السلام ولم يصدقوا فبدأوا بتقطيع أيديهم بدلاً من الفاكهة من شدة إعجابهم به.
(وَقُلۡنَ حَٰشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا مَلَكٞ كَرِيمٞ)
قالت النسوة أن هذا الجمال لابدأن يكون ملكا من السماء، هذا لا يمكن أن يكون بشراً.
(قَالَتۡ فَذَٰلِكُنَّ ٱلَّذِي لُمۡتُنَّنِي فِيهِۖ وَلَقَدۡ رَٰوَدتُّهُۥ عَن نَّفۡسِهِۦ فَٱسۡتَعۡصَمَۖ)
قالت زوجة العزيز للنسوة: هذا هو الذي كنتم تتكلمون عني وعنه من وراء ظهري، وكنت تستنكرون إعجابي بعبد لي، فانظروا إلى أنفسكم الآن. ثم اعترفت بفعلتها وقال: أجل أنا من أغويته ولكنه رفض.
(وَلَئِن لَّمۡ يَفۡعَلۡ مَآ ءَامُرُهُۥ لَيُسۡجَنَنَّ وَلَيَكُونٗا مِّنَ ٱلصَّٰغِرِينَ)
وإذا استمر في رفضه ولم يقبل فسوف أعاقبه بشدة ولأدخلنه السجن.
(قَالَ رَبِّ ٱلسِّجۡنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِۖ وَإِلَّا تَصۡرِفۡ عَنِّي كَيۡدَهُنَّ أَصۡبُ إِلَيۡهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ)
دعا يوسف عليه السلام ربه أن يبعد عنه هذه الفاحشة وأن ينجيه من مكرهم حتى لو كان يسجن فإنه أحب إليه مما يتهمونه به.
(فَٱسۡتَجَابَ لَهُۥ رَبُّهُۥ فَصَرَفَ عَنۡهُ كَيۡدَهُنَّۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ)
أجاب الله تعالى دعاء نبيه يوسف عليه السلام، وعلم الناس جميعا أن يوسف صادق وأن زوجة العزيز هي المذنبة.
(ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا رَأَوُاْ ٱلۡأٓيَٰتِ لَيَسۡجُنُنَّهُۥ حَتَّىٰ حِينٖ)
حين ظهرت براءة يوسف عليه السلام وانتشرت الفضيحة في المدينة، لم يجد عزيز مصر بدٌّ من أن يسجن يوسف عليه السلام حتى ينهي هذا الأمر، فقرروا إدخاله السجن لمدة غير محددة.
هنا تبدأ مرحلة ابتلاء أخرى لسيدنا يوسف عليه السلام في سنوات السجن التي قضاها.