سبب نزول سورة التكاثر
سبب نزول سورة التكاثر
سبب نزول سور التكاثر
القول الأول
ذكر ابن أبي حاتم عن أبي بريدة ، أنّ سورة التكاثر نزلت في قبيلتين من الأنصار ؛ بنو حارثة وبنو حرث ، وكانت كلّ واحدةٍ منهما تفخر بما لديها من الأنساب والأولاد والأموال ، فإذا فعلت إحداهما ذلك قامت الأخرى ففعلت مثل الأولى ، حتّى وصل بهم الأمر أن يذهبوا إلى القبور ويتباهون ويتفاخرون بأمواتهم ، ويشيرون إليهم في قبورهم ، وفعلت كذلك الطائفة الأخرى.
وجاءت الآيات الكريمة من سورة التكاثر تنهاهم عن هذه العمل الشنيع ، ووصفت الآيات فعلهم الذي تمادوا فيه ، فقال- تعالى-( حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) ، والمراد من ذلك أنّهم فعلوا القبيح ووصل بهم الأمر إلى زيارة القبور ، وجعل الله الآيات بمثابة عتاب ولومٍ من الله لهم على فعلهم.
القول الثاني
من الروايات التي وردت فيما يتعلق بسبب نزول سورة التكاثر ؛ ما ورد عن عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- أنّها نزلت في بني عبد مناف من قبيلة قريش ، وبني سهم من القبيلة نفسها ، فقد بدأت كلٍّ منهما تفتخر بنفسها وأموالها وأولادها ، وتنظر لنفسها أنّها الأفضل.
وتقول للأخرى عمّا تفخر به من والسيادة والعز ، فأنزل الله السورة الكريمة ؛ لتنهاهم عن هذه المفاخرة ، وترشدهم إلى الإكثار من الأعمال الصالحة التي تنفعهم في الدنيا والآخرة.
تاريخ ومكان نزول سورة التكاثر
سُمّيت سورة التكاثر في بعض المصاحف بسورة ألهاكم ، وأطلق عليها بعض الصحابة- رضوان الله عليهم- اسم المقبرة ، أمّا عدد آياتها ثماني آيات ، تعدّ سورة التكاثر من السور التي نزلت قبل الهجرة إلى المدينة المنورة ، فهي سورة مكيّة ، وكذلك ذكر القرطبي عن المفسرين أنّها مكيّة ، أمّا الإمام البخاري فقد روى أنّها من السور المدنية.
وقد جاءت السورة تنهى عمّا كان يقوم به الناس من التفاخر والتكاثر ، وحثّهم على الإكثار من الأعمال الصالحة التي تنجيهم من عذاب الله يوم القيامة ، والتأكيد على أنّ هذا اليوم حقّ بما يتضمّنه من الحساب والجزاء.
فوائد ولطائف سورة التكاثر
من الفوائد واللطائف التي تدور حولها سورة التكاثر ما يأتي :
بيّنت السورة أنّ الموت أعظم وأنجح موعظة يتعظها الإنسان.
بيّنت السورة أنّ الإكثار من الصالحات تنفع صاحبها في دينه ودنياه ، وأرشدت إلى عدم الحرص على الإكثار من الأموال والأولاد ومتاع الدنيا الفانية.
استخدام مصطلح علم اليقين ؛ وهو السماع بالشيء والعلم به دون مشاهدته ، أمّا مصطلح عين اليقين ؛ يجمع ما بين العلم والرؤية ، وفى ذلك تأكيد على حقيقة ما يجد المسلم يوم القيامة.
الإنسان مسؤول يوم القيامة بين يدي الله- عزّ وجلّ- عمّا أنعم الله عليه من الأمن ، والصحة ، والمأكل ، والمشرب.
شمول قول الله- تعالى-( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) ، لكلِّ ما يمكن أن يتفاخر به المتفاخرون ، دون حصره على شيءِ معين من الأصناف والألوان أو غيرها مما يتفرّع عنه.
الموت ليس نهاية الحياة ، وحياة القبر ما هى إلّا مرحلة من المراحل التي يمرّ بها الإنسان وزيارة لقول الله- تعالى-( حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ).