تفسير آيات من سورة يوسف - الجزء التاسع

تفسير آيات من سورة يوسف - الجزء التاسع

0 المراجعات


نستكمل اليوم بإذن الله تفسير بعض من آيات سورة يوسف وهي الآيات من إلىتتحدث الآيات عن قدوم إخوة يوسف إلى مصر بعد حدوث المجاعة لشراء القمح، وما فعله يوسف عليه السلام بعد أن رآهم.

 

(وَجَآءَ إِخۡوَةُ يُوسُف)
بعد أن بدأت سنين المجاعة، أصبح الناس يتوافدون من مختلف الأماكن إلى مصر ليشتروا القمح المخزن. وكان ممن قدموا إلى مصر من كنعان إخوة يوسف عليه السلام العشرة.

 

(فَدَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَعَرَفَهُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ مُنكِرُونَ)
حين دخل على يوسف إخوته عرفهم فورا ولكنهم لم يتعرفوا عليه.

 

(وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمۡ قَالَ ٱئۡتُونِي بِأَخٖ لَّكُم مِّنۡ أَبِيكُمۡۚ أَلَا تَرَوۡنَ أَنِّيٓ أُوفِي ٱلۡكَيۡلَ وَأَنَا۠ خَيۡرُ ٱلۡمُنزِلِينَ)
لما اشتروا ما يريدون من القمح وتم تعبئتها في أكياس ليأخذوها معهم، طلب منهم يوسف عليه السلام -حين أخبروه أن لهم أخاً آخر هو بنيامين- أن يحضروه معهم في المرة القادمة.

 

(فَإِن لَّمۡ تَأۡتُونِي بِهِۦ فَلَا كَيۡلَ لَكُمۡ عِندِي وَلَا تَقۡرَبُونِ)
قال لهم يوسف عليه السلام: إذا يأت أخوكم معكم فلن تأخذوا القمح في المرة القادمة.

 

(قَالُواْ سَنُرَٰوِدُ عَنۡهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَٰعِلُونَ)
قال الإخوة لبعضهم سنحاول إقناع أبينا ليسمح لنا بأخذ بنيامين معنا.

 

(وَقَالَ لِفِتۡيَٰنِهِ ٱجۡعَلُواْ بِضَٰعَتَهُمۡ فِي رِحَالِهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَعۡرِفُونَهَآ إِذَا ٱنقَلَبُوٓاْ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ)
كان يوسف عليه السلام يريد رؤية أخيه، فطلب من جنوده وضع المال الذي أحضره إخوته في أكياس القمح الخاصة بهم، حتى إذا رأوها هناك عادوا إلينا. وكان يوسف يعلم أن أبا يعقوب لن يقبل بعودة المال الذي اشترى به القمح.

 

(فَلَمَّا رَجَعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَبِيهِمۡ قَالُواْ يَٰٓأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلۡكَيۡلُ فَأَرۡسِلۡ مَعَنَآ أَخَانَا نَكۡتَلۡ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ)
لما رجع الإخوة إلى أبيهم، قالوا إن عزيز مصر قد أى علينا إلا أن نحضر أخانا معنا، وإن لم نفعل فلا كيل لنا عنده، ثم طلبوا منه أن يسمح لهم بأخذ بنيامين معهم وتعهدوا له بالحفاظ عليه.

 

(قَالَ هَلۡ ءَامَنُكُمۡ عَلَيۡهِ إِلَّا كَمَآ أَمِنتُكُمۡ عَلَىٰٓ أَخِيهِ مِن قَبۡلُ فَٱللَّهُ خَيۡرٌ حَٰفِظٗاۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ)
قال يعقوب عليه السلام لأبناءه: هذا ما قلتموه في الماضي حين طلبتم أخذ يوسف عليه السلام وكيف آمنكم عليه هذه المرة، الله تعالى هو من سيحفظه لي.

 

(وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَٰعَهُمۡ وَجَدُواْ بِضَٰعَتَهُمۡ رُدَّتۡ إِلَيۡهِمۡۖ)
حين فتحوا أكياس القمح وجدوا المال الخاص بهم فيه.

 

(قَالُواْ يَٰٓأَبَانَا مَا نَبۡغِيۖ هَٰذِهِۦ بِضَٰعَتُنَا رُدَّتۡ إِلَيۡنَاۖ وَنَمِيرُ أَهۡلَنَا وَنَحۡفَظُ أَخَانَا وَنَزۡدَادُ كَيۡلَ بَعِيرٖۖ ذَٰلِكَ كَيۡلٞ يَسِيرٞ)
قالوا يا أبانا ماذا نريد أكثر من ذلك؟ هاهو المال قد عاد إلينا، فنستطيع شراء المزيد من القمح في المرة القادمة بهذا المال.

 

(قَالَ لَنۡ أُرۡسِلَهُۥ مَعَكُمۡ حَتَّىٰ تُؤۡتُونِ مَوۡثِقٗا مِّنَ ٱللَّهِ لَتَأۡتُنَّنِي بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يُحَاطَ بِكُمۡۖ)
قال يعقوب لهم: لن أرسل بنيامين معكم إلا إذا أخذتم على نفسكم عهدا أن تعيدوه إلي وإلا أهلككم الله جميعا.

 

(فَلَمَّآ ءَاتَوۡهُ مَوۡثِقَهُمۡ قَالَ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٞ)
فلما عاهدوه على ذلك قال لهم: الله شهيد لى قولنا.

 

(وَقَالَ يَٰبَنِيَّ لَا تَدۡخُلُواْ مِنۢ بَابٖ وَٰحِدٖ وَٱدۡخُلُواْ مِنۡ أَبۡوَٰبٖ مُّتَفَرِّقَةٖۖ)
طلب يعقوب من أبناء ألا يدخلوا مصر جميعا من نفس الباب بل يتفرقوا على الأبواب حتى لا يتعرف عليهم جنود الملك خشية أنه يريد بهم سوءً.

 

(وَمَآ أُغۡنِي عَنكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٍۖ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَعَلَيۡهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ)
ولست أدفع عنكم ما كتبه الله إن الحكم لله وأنا متوكل عليه.

 

(وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَهُمۡ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغۡنِي عَنۡهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٍ إِلَّا حَاجَةٗ فِي نَفۡسِ يَعۡقُوبَ قَضَىٰهَاۚ وَإِنَّهُۥ لَذُو عِلۡمٖ لِّمَا عَلَّمۡنَٰهُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ)
فعل إخوة يوسف مثل ما قاله أبوهم، وكان هذا أخذ بالأسباب فقط لكن قدر الله نافذ لا محالة، وإن يعقوب لذو علم عظيم وهبه الله تعالى إياه ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

278

متابعين

96

متابعهم

3

مقالات مشابة