تفسير آيات من سورة يوسف - الجزء الثالث عشر

نستكمل اليوم بإذن الله تفسير بعض آيات من سورة يوسف وهي الآيات 89 إلى 98

في هذه الآيات يصارح يوسف عليه السلام إخوته بحقيقة أنه يوسف، ويذكرهم بالفعلة الشنعاء التي قاموا بها في الماضي.

(قَالَ هَلۡ عَلِمۡتُم مَّا فَعَلۡتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذۡ أَنتُمۡ جَٰهِلُونَ)
هنا صارحهم يوسف وأخبرهم بالحقيقة، قال لهم هل تذكرون ما فعلتم بيوسف، حين أخذتموه وألقيتموه في البئر، ثم عدتم بعد ذلك لتبيعوه إلى القافلة المتجهة إلى مصر؟ يبدو أنكم نسيتم كل ما فعلتموه.
 

 (قَالُوٓاْ أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُۖ)
كان إخوة يوسع يعرفون أنه لا أحد يعلم بما فعلوه سواهم هم ويوسف، طالما أن عزيز مصر يعرف، إذن فهو يوسف. قالوا له متفاجئين: هل أنت يوسف حقا؟
 

(قَالَ أَنَا۠ يُوسُفُ وَهَٰذَآ أَخِيۖ)
قال لهم: نعم، أنا يوسف وهذا بنيامين أخي.

(قَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَآۖ إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ وَيَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ)
لقد أعطانا الله من فضلة ومن علينا بالعودة، وهذا جزاء الله للمحسنين الصابرين.
 

(قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَٰطِـِٔينَ)
قالوا لقد رفعك الله وفضلك عينا ورزقك منزلة عالية رغم أننا قد فعلنا بك الأفاعيل في الماضي.
 

(قَالَ لَا تَثۡرِيبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَۖ يَغۡفِرُ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ)
قال يوسف لإخوته: لا حرج عليكم، فقد سامحتكم، والله غفور رحيم يغفر لكم بإذنه.
 

(ٱذۡهَبُواْ بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلۡقُوهُ عَلَىٰ وَجۡهِ أَبِي يَأۡتِ بَصِيرٗا)
ثم طلب من أحد إخوته أن يأخذه قميصه ويعود به إلى كنعان ويلقيه على وجه أبيه يعقوب عليه السلام، لكي يعود بصره إليه بإذن الله.
 

(وَأۡتُونِي بِأَهۡلِكُمۡ أَجۡمَعِينَ)
ثم اجمعوا أهلكم جميعا رجالهم ونساءهم وأتوا بهم إلى مصر.
 

(وَلَمَّا فَصَلَتِ ٱلۡعِيرُ)
أي لما خرجت القافلة من مصر عائدة إلى كنعان.

(قَالَ أَبُوهُمۡ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَۖ لَوۡلَآ أَن تُفَنِّدُونِ)
هذا وكان قميص يوسف لم يكد يخرج من أرض مصر، قال يعقوب عليه السلام:  إني أشتم رائحة يوسف، ولكني أعلم أنكم ستكذبونني وتسفهونني.
 

(قَالُواْ تَٱللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَٰلِكَ ٱلۡقَدِيمِ)
قالوا: والله أنك ما زلت على حزنك القديم وتوهمك دائما بقدوم يوسف إليك.